عباس يرفض الدور الامريكي

روسيا تقفز  الى  واجهة عملية السلام ما بعد قرار ترامب

  خيارات الوساطة مفتوحة بكل  الاتجاهات

 

عواصم – وكالات - الانباط  - مامون العمري

 يبدو الدور الروسي  اكثر توسعا في المنطقعة من خلال دور الفاعل في  الازمة السورية والتي تدير دفتها  ومجريات الامور فيها ، ليأتي  تاليا  دور الوسيط في عملية السلام الفلسطينية  – الاسرائيلية ، وخصوصا بعد ان ذهب الفلسطينييون  الى عدم القبول في الدور الامريكي الذي رعى عملية السلام  وسيطا وعلى مدى نحو ثلاثة عقود  على الاقل  وذلك  ايضا بعد ان بدأت القيادة الفلسطينية بإجراءات عملية للرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مستفيدة من حالة العزلة الدولية التي واجهت القرار الأميركي.

 الانباط في عدد اليوم  تتناول   فرص الدور الروسي ، ومواقف الاطراف  الفلسطينيية والاسرائيلية   من هذا الدور ،فبالتزامن مع الحراك العربي والإسلامي في المحافل الدولية، قام  الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجولة مباحثات مع القيادة الروسية في موسكو  تبدو أنها محاولة من رام الله لسحب البساط من تحت واشنطن، وتجريدها من الانفراد الذي تتمتع به في إدارة عملية السلام.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد أكد عقب قرار ترمب في السادس من الشهر كانون اول  الماضي ، وبعد الفيتو الأميركي أن الفلسطينيين لم يعودوا يقبلون بأن تكون الولايات المتحدة وسيطاً في عملية التسوية المتوقفة منذ ما يقرب من أربع سنوات. كما أن عباس رفض استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي الذي زار المنطقة  الشهر الماضي .

 

 

دعم روسي

 

 

الوزير الروسي  لافروف أكد خلال لقاء لمستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث في كانون اول الماضي  أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم لإعادة الوضع بشأن القدس إلى "مجرى بناء"، مشدداً أن بلاده تؤيد بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس قرارات الأمم المتحدة، وهو ما تطالب به السلطة الفلسطينية.

هذا الموقف قد يحمل استجابة مبدئية من روسيا، للعب دور مهم في عملية السلام، وهو ما أكده مصدر دبلوماسي فلسطيني بأن موسكو أبدت "استجابة حقيقية" لهذا الأمر.

ويعطي توسع الدور الذي تلعبه روسيا في الشرق الأوسط، والتراجع الملحوظ للدور الأميركي في المنطقة، خاصة في سوريا، روسيا زخماً قوياً ودافعاً لتدخل ملفاً مركزياً مهماً من قضايا الشرق الأوسط الرئيسية، وهي القضية الفلسطينية.

وكانت روسيا انتقدت الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار الذي يدعو لرفض قرار ترامب بشأن القدس، كما انتقدت قرار ترامب نفسه.

 

قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن فلسطين تعول على لعب "روسيا" دورا هاما في إحياء عملية السلام، من خلال عقد مؤتمر دولي.

وأضاف "مجدلاني" في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، من العاصمة الروسية "موسكو"، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طرح خلال لقائه الرئيس الروسي فلادمير بوتين أمس، عقد مؤتمر دولي لعملية السلام، ورعاية متعددة الأطراف لها من قبل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (بريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، والولايات المتحدة)، أو من خلال اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وروسيا)، ومن يرغب من الدول الأخرى.

وتسعى السلطة الفلسطينية إلى إيجاد رعاية دولية لعملية السلام بديلا عن الوساطة الأمريكية الحصرية لها، عقب قرار الرئيس دونالد ترامب الأخير الصادر في 6 ديسمبر / كانون الأول 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

 

ولفت مجدلاني إلى أن اللقاء كان "هاما وإيجابيا، ونأمل أن ينجم عنه خطوات عملية".

وقال مجدلاني إن "بوتين" أكد "استمرار الدعم الروسي لفلسطين لنيل حقوقه، وعلى عمق الصداقة بين البلدين".

وأشار إلى أن الرئيس الروسي كان قد أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي ترامب قبل لقاء الرئيس عباس، بحثا خلاله القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام.

وأكد "مجدلاني" أهمية اللقاء بعد قرار "ترامب" بشأن القدس، وانتقال الولايات المتحدة من الراعي غير النزيه إلى الشريك في الاحتلال، بحسب قوله.

وكان الرئيس الفلسطيني قد قال أمس خلال اجتماعه مع بوتين، إن الولايات المتحدة الأمريكية "لا يمكنها أن تكون الوسيط الوحيد في عملية السلام" مع إسرائيل.

وبدأ عباس الأحد زيارة رسمية إلى روسيا تنتهي اليوم الأربعاء،وتندرج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لروسيا في هذا الاتجاه، للتأكد من دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له في مواجهة واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ورأى عضو مركز تحليل النزاعات بالشرق الأوسط ألكسندر شوميلين أن "عباس يسعى من خلال الزيارة للتأكد مجددا من دعم روسيا حليفة الفلسطينيين القديمة، والحؤول دون تمكن نتنياهو من إقناع موسكو بالحياد عن خطها".

وفي سياق متصل، قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث إنه يجري العمل مع الشركاء الأجانب -ومن ضمنهم روسيا- لوضع صيغ متعددة لعملية التسوية مع إسرائيل.

وقال شعث في حوار لوكالة سبوتنيك إن جميع الجهود موجهة لعقد منتدى دولي على أساس رؤية توافقية للمسألة الفلسطينية، وحل الدولتين عوضا عن عملية السلام.

وأضاف شعث أن مشاركة الأميركيين ضرورية في الصيغة الجديدة، ولكن واشنطن ستكون واحدة من السداسية أو السباعية أو الثمانية، على شاكلة ما جرى العمل به للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران. واستبعد المسؤول الفلسطيني أي حوار سياسي مع واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويرفض عباس الذي اتهمته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بأنه لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل؛ أيّ وساطة أميركية في عملية السلام، وتعهد السعي نحو الاعتراف الكامل بدولة فلسطين أمام الأمم المتحدة.

وكان الرئيس الفلسطيني أكد في كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقي في دورتها العادية الثلاثين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة، مجددا اعتبار الولايات المتحدة طرفا منحازا إلى إسرائيل.

وطالب عباس الاتحاد الأفريقي بالمشاركة في هذه الآلية الجديدة أو في المؤتمر الدولي الذي تدعو له القيادة الفلسطينية لحل الصراع مع إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وكان المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال في وقت سابق إن إحياء عملية سلام متعددة الوسطاء في الشرق الأوسط يمكن أن تكون بقيادة مجلس الأمن الدولي أو "رباعية" موسعة لتشمل الصين ودولا عربية، أو عبر مؤتمر دولي، وهي كلها خيارات تنفذ بمشاركة الولايات المتحدة.

عباس يبلغ بوتين أنه لا يقبل دور أمريكا كوسيط بعملية السلام... والاخير يتصل بترامب

 

ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، أنه لم يعد بوسعه قبول دور الولايات المتحدة كوسيط في المحادثات مع إسرائيل بسبب أفعال واشنطن.

وقال عباس لـ "بوتين" في مستهل محادثات في موسكو إنه من الآن فصاعدًا يرفض التعاون بأي شكل مع الولايات المتحدة بصفتها وسيطًا لأن الفلسطينيين يعارضون أفعالها.

ونقلت الوكالة عن عباس قوله إنه يريد آلية وساطة جديدة موسعة تحل محل رباعي الوساطة في الشرق الأوسط.

وأضاف عباس أن الآلية الجديدة يمكن أن تتألف على سبيل المثال من الرباعي ودول أخرى على غرار النموذج الذي استخدم لإبرام اتفاق إيران النووي.

واعتبر مايكل أورن، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى للشئون الدبلوماسية، أن أمريكا ليست لاعباً رئيسياً فى الشرق الأوسط، بل روسيا التى تمسك بأوراق الوضع فى المنطقة

بدورها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن زيارة عباس تأتي في إطار سعيه إلى "التأكد من دعم الرئيس الروسي له في مواجهة واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو لموسكو".

 

ويأتي اللقاء قبيل كلمة مرتقبة لعباس أمام مجلس الأمن الدولي في الـ20 من الشهر الجاري، في ظل إعلان القيادة الفلسطينية رفض إجراء أي اتصال مع الإدارة الأميركية منذ قرار ترامب بخصوص القدس المحتلة.

كما أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا الاثنين خلال اتصال هاتفي ضرورة التوصل إلى "اتفاق سلام دائم وشامل" بين إسرائيل وفلسطين.

وذكر البيت الأبيض امس الثلاثاء 13 شباط، أن: "الرئيس بوتين أبلغ نظيره الأمريكي بأنه سيلتقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت لاحق من الاثنين، فقال الرئيس ترامب أن الوقت قد حان للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم .

وكان بوتين قد أطلع عباس خلال اجتماعه به في الكرملين أنه ناقش التسوية الفلسطينية  الإسرائيلية مع ترامب. وأبلغ الرئيس الروسي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أفضل التمنيات من ترامب واقترح مناقشة "الجزء الجوهري" من حديثه مع الرئيس الأمريكي.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مستهل اجتماع مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، أنه يدعم الشعب الفلسطيني بشكل دائم.

وتابع الرئيس الروسي، مخاطباً عباس «من الأهمية بمكان بالنسبة إلينا أن نعرف رأيكم الشخصي لوضع الأمور في نصابها وبلورة مقاربات مشتركة لمعالجة هذه المشكلة».وأضاف أن «الوضع بعيد جداً مما نريد أن نراه جميعاً»، مؤكدًا أنه «دعم الشعب الفلسطيني بشكل دائم».

تحليل :- عباس وبوتين و لقاء الفرصة الأخيرة..مبادرة السلام الجديدة إلى أين؟

كتب عيسى بوقانون  في الموقع البريطاني "يوربين نيوز"هل إن لقاء رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالرئيس الروسي فلادمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو ..هو لقاء الفرصة الأخيرة لإنقاذ عملية السلام من الجمود الذي حاق بها منذ رفض الجانب الفلسطيني لوساطة واشنطن في رعاية عملية السلام؟ مهما يكن من أمر فإن زيارة الرئيس محمود عباس  إلى روسيا الاتحادية تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث تغلي المنطقة بالأحداث الكبيرة والتطورات المتصاعدة والمتلاحقة، نتيجة الإعلان الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، إضافة إلى تصعيد الإجراءات العسكرية في القدس وباقي المناطق الفلسطينية.وخاصة أن أهميتها تكتسب قيمتها  عقب القرار الانسحاب الأمريكي التدريجي من عملية السلام.

روسيا ومبادرة جديدة لعملية السلام

ما يتجلى واضحا من خلال هذه الزيارة وبعيدا عن الأجواء البروتوكولية،فإن الرئاسة الفلسطينية تبغي إشراك اطراف عديدة في حل النزاع بالشرق الاوسط بعيدا عن تفرد واشنطن بهذه المهمة منذ سنين خلت.ما هو مؤكد أن الدور الأميركي باق ولا يبدو ان الفلسطينيين يضربون عرض الحائط وجملة وتفصيلا بما تقوم به أميركا، فخلال لقاء لنا مع وزير الخارجية الفلسطيني ببروكسل، صرح لنا ان ما يريده الفلسطينيون هو أن لا تنفرد واشنطن بلعب دور في إنهاء النزاع بالشرق الأوسط، وان تلعب الادوار جهات اخرى منها الاتحاد الاوروبي و و اللجنة الرباعية وغيرها. فبرأينا أن الفلسطينيين يبحثون الإسراع بالتقدم برؤية أو مبادرة جديدة للسلام، تكون روسيا طرفًا أساسيًا فيها، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والصين والأمم المتحدة.

 يراهن  الرئيس عباس  على أن تلعب موسكو دورا محوريا في بحث التسوية في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي  كما على الحضور الروسي منافسا لوحده  للولايات المتحدة في المنطقة، ويعتمد هذا التصور في رؤيته الاستراتيجية على علاقات موسكو المتقدمة مع تل أبيب بما في ذلك المصالح المشتركة والمهمة بينهما.فعباس، يطمح إلى ان يجد حلا لدى دولة قوية وقادرة أيضا على التأثير على إسرائيل وكذلك على دول كبيرة، ويمكن لها معارضة الولايات المتحدة التي لم يعد يريدها وسيطا في المفاوضات .

لماذا روسيا؟

روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وفي اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام،  ولم ينقطع التنسيق بين عباس وبوتين من خلال الاتصالات الهاتفية، قبل وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي ديسمبر الماضي، زار وفد فلسطيني رفيع المستوى روسيا، واستقبل عباس بداية الشهر الحالي في رام الله سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وبحث عباس سابقا مع بوتين إيجاد آلية دولية جديدة لرعاية عملية سياسية جديدة. هل إن روسيا لها  موقف بلاده الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، ولتحقيق السلام ضمن اللجنة الرباعية؟

ماذا عن دور اللجنة الرباعية إذن؟

قال الرئيس محمود عباس في غير ما مرة إنه يريد آلية دولية تشارك فيها اللجنة الرباعية، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية مكونة من 5 أو 7 دول، تحت مظلة الأمم المتحدة، تدخل في صلب عملية سياسية مع الفلسطينيين والإسرائيليين، على غرار «5+1» التي وضعت الاتفاق النووي الإيراني، لكن أي خطوات عملية لم تتخذ.ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق إلى توسيع اللجنة الرباعية الدولية للسلام، غداه انتقادات أطلقها من قلب تل أبيب وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل. أقر فيها بإحباط أوروبا من استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ورفضها حل الدولتين.

روسيا وسيط نزيه في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي؟

هل إن الرئيس فلادمير بوتين يطمح هو الآخر،لأن يلعب دورا محوريا في حل مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أن شاب الدور الأميركي كثير من ملامح الشكوك بعيد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل و نقل سفارة بلاده إليها، مما دفع بالجانب الفلسطيني إلى أن يضرب صفحا عن القرار الأميركي و يعتبر ما أعلن به ترامب ب "لا حدث".من المؤكد أن الطرفين الفلسطيني و الروسي سيتناولان مباحثات تتناول آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر محدقة، كما سيبحثان العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة.

مجلس الأمن وأوضاع الشرق الأوسط

ويفترض أن يعقد مجلس الأمن برئاسة الكويت، دورة تتضمن اجتماعًا مغلقًا لمناقشة أوضاع الشرق الأوسط، في 20 شباط الجاري، يليه اجتماع تقني في 23 من الشهر المقبل في مجلس الأمن مرتبط بتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الأراضي الفلسطينية، بمشاركة شخصيات دولية.ويُلقي عباس كلمة مهمة في جلسة يوم 20 من الشهر الجاري يطلب فيها الاعتراف بفلسطين دولةً كاملة العضوية، ويؤكد فيها أنه مؤمن بإمكانية صنع السلام عبر المفاوضات، لكن وفق آلية دولية جديدة.

فرص استئناف حوار مباشر؟

وكانت روسيا اقترحت في 2016 أن تستضيف لقاء بين عباس ونتانياهو دون شروط مسبقة لكن المشروع لم يتحقق أبدا.وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر في كانون الثاني ان فرص استئناف حوار مباشر بين الجانبين "اقرب الى الصفر بالنظر الى الوضع الحالي"، مضيفا انه "يتفهم" غضب الفلسطينيين ازاء ترامب. وتابع لافروف حينها  "خلال الأشهر الأخيرة، سمعنا مرارا عن أن الولايات المتحدة على وشك اعلان اتفاق كبير (...) يرضي الجميع"، مشيرا الى أنه "لم يرَ أو يسمع عن أي شيء في هذا الاتجاه".وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية حول هذا الموضوع في نيسان 2014.

نتانياهو و بوتين

تعد الحكومة التي يترأسها بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.ولا شك أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس  يسعى إلى التأكد من دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له في مواجهة واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بعد  بضعة أيام  من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لموسكو.

الاتحاد الأوروبي والدور المنشود؟

قبيل زيارة الرئيس محمود عباس إلى موسكو، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة علاقاته مع إسرائيل في ظل «انتهاكها لاتفاقية الشراكة الثنائية الأوروبية الإسرائيلية، عبر اعتقالها أطفال ومدافعين عن حقوق الإنسان في فلسطين».وقال عريقات في رسالة وجهها إلى المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني: «الدول الأوروبية لم تتخذ تدابير ملموسة لإخضاع إسرائيل للمساءلة»، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي بصفته شريكاً تجارياً رئيساً لإسرائيل لديه ما يكفي من التأثير للضغط عليها.حذر الاتحاد الأوروبي من عواقب سلبية لأي خطوات أحادية الجانب حول تغيير وضع القدس، مؤكدا تمسك الاتحاد بعملية السلام في الشرق الأوسط. وذكر بيان صادر عن هيئة السياسة الخارجية الأوروبية، أن الممثلة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني بحثت هاتفيا مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الاثنين احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأكد بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي أعلن منذ بداية العام الحالي أن أي تغيير أحادي الجانب في وضع القدس قد يؤدي إلى عواقب سلبية خطيرة في الرأي العام في مختلف الدول.كما أشار البيان إلى استعداد الاتحاد الأوروبي للمساهمة في استئناف عملية السلام، بما في ذلك في إطار الرباعية (بالتعاون مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا.

روسيا وفلسطين..تاريخ من العلاقات

منذ عام 1976, افتتحت في موسكو ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية, ثم سفارة بعد إعلان الإستقلال الفلسطيني عام 1988, حيث كان جميع الممثلين الفلسطينيين في موسكو "فوق العادة وكاملي الصلاحيات" وكذلك الممثلين الروس لدى منظمة التحرير الفلسطينية.ترجمت روسيا الاتحادية (الاتحاد السوفيتي سابقاً) علاقاتها مع فلسطين على ارض الواقع, بافتتاحها اول ممثلية فلسطينية على اراضيها عام 1976م.كانت العلاقات الرسمية, في ذلك الوقت مرتبطة مع لجنة التضامن الافرو – اسيوي ومنذ عام 1982 – 1990م اصبحت العلاقة الرسمية مرتبطة مباشرة مع وزارة الخارجية, فاعترفت روسيا – الاتحاد السوفيتي سابقاً – باعلان دولة فلسطين في 19/11/1988