"الدروس الخصوصية" تجارة تجاوزت سقف الـ1000 دينار للفصل الواحد

بالتزامن مع بدء صيفية التوجيهي

 طلاب توجيهي يشكون من استغلال أساتذة لهم  قبيل الامتحانات

 

عمان - الانباط - فرح شلباية

 

تفاجأ طلبة الثانوية العامة من المبالغ الباهظة التي يطلبها بعض أساتذة الدروس الخصوصية مقابل إعطاء حصتين في الأسبوع  لبعض المواد ،سيما مع  بدء الدورة الصيفية لتوجيهي 2018.

وقالوا أن بعض الاساتذة طلبوا  1000  دينار مقابل إعطاء حصص خصوصية لطلبة التوجيهي ،مبررين ذلك لاضافة وحدة جديدة في المقرر المدرسي،في حين أن بعضهم طلب اكثر من 1000 دينار،وأضافوا انه مع بدء كل دورة وقبيل كل امتحان ترتفع الاسعار بشكل كبير جدا.

الطالبة فرات جرادات قالت أن أحد اساتذة الرياضيات الخصوصي أخبرها بأنه يتقاضى 800 دينار مقابل تغطية وحدات الفصل الثاني لمادة الرياضيات ، وبعد مساومته على السعر قال بأنه من أقل الأسعار بين أساتذة الخصوصي ،وتابعت أنها وبعد انتهاء الدورة الشتوية ،اضطرت للبحث عن استاذ خصوصي لمساعدتها في اجتياز الدورة بنجاح وتحديدا أنها اكتشفت وجود ضعف لديها في المادة بعد تقدمها لامتحان الفصل الأول.

وأضافت انها بدأت البحث عن أستاذ خصوصي صاحب كفاءة ،ليتضح لديها أن الأسعار مبالغ فيها وتحديدا ان امكاناتها المادية لا تسمح بذلك، داعية اصحاب الشأن للشعور بالطالب وتخفيض ما يتقاضونه مقابل التعليم.

استاذ الرياضيات محمد زياد،أكد في حديثه لـ"الانباط" أن التعليم في الأردن اصبح تجارة لدى أساتذة يقدمون دروسا خصوصية للطلبة في منازلهم مقابل مبالغ باهظة.

وقال ان الطالب يحتاج للدروس الخصوصية بسبب ضعف بعض المعلمين داخل المدارس،علاوة عن عدم تطرقهم للكثير من الجزئيات في المنهاج لاجبار الطالب على الالتحاق بالمركز ، وأضاف ان مدة الحصة المدرسية لاسيما  للفرع العلمي غير كافية ، وبحسب زياد فان بعض الأساتذة يجبرون الطلبة التسجيل بمراكز يعملون بها وتهديدهم بعدم النجاح في حال رفضوا ذلك.

رزان فقيه طالبة علمي قالت أنها اضطرت للتسجيل في احد المراكز الثقافية وذلك لضعف معلمة اللغة الانجليزية في مدرستها ، وأكدت ان الطالبات طالبن عدة مرات

 بتغييرها إلا ان المدرسة لم تستجب،في حين أن مادة الرياضيات لم تتمكن معلمته من ختم المنهاج خلال الفصل الدراسي .

وحول مادة الفيزياء قالت ان ادارة المدرسة أبلغت الطالبات في بداية الفصل عن عدم توفر معلمة للمادة ودعتهن للاعتماد على الذات لحين احضار معلمة بديلة ،لتحضر المدرسة معلمة علوم ارض بدلا من معلمة الفيزياء مما جعل المنهاج غير واضح تماما.

الطالب محمد الشمري اعتبر ان الدوام المدرسي مضيعة للوقت في ظل عدم الاستفادة من خبرات أساتذته، وقال قررت البقاء في المنزل والاستعانة بالاساتذة الخصوصي لتغطية المنهاج واجتياز الدورة بنجاح،بعد تقاعس مدرسي المناهج عن شرح المواد بشكل جيد.

واضاف أن الاستاذ الخصوصي يغطي المادة بشكل ممتاز أفضل من بعض أساتذة المدارس، وكونه يتقاضى مقابلا عن الحصة فهو يقدم شرحا مفصلا للمادة في ظل المنافسة بين المراكز الثقافية والاساتذة الخصوصيين.

أما الطالبة حلا الحديد فقالت أنها ضعيفة في اللغة الانجليزية،وذلك دفعها للجوء إلى الدروس الخصوصية مقابل 30 دينارا على الحصة الواحدة أي بمجموع تجاوز ال 1000 دينار طول الفصل الاول ، في حين انها احضرت خصوصي لمادة الرياضيات لان استاذ المدرسة دائم الغياب مما جعل المادة متراكمة ومن المستحيل ختمها في الفصل الدراسي.

أبو غيث ،ولي أمر أحد طلبة التوجيهي أشار إلى أن دخل اسرته محدود ،وامكانية جلب استاذ خصوصي لابنه كانت مهمة صعبة ،إلا ان تخوفه من اخفاق ابنه في التوجيهي جبره للاستعانة باحد الاساتذة ،آملا أن يتجاوز ابنه الدورة الشتوية بنجاح.

وقال أن بعض العائلات تضغط نفسها ماديا لرفع مستوى الابناء في المدرسة لا سيما في مرحلة التوجيهي وهي المرحلة الفيصل في حياة اي أسرة واي طالب.

ويرى الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات أن مشكلة المراكز الثقافية والدروس الخصوصية مشكلة قديمة حديثة تزداد أهميتها بازدياد أهمية التوجيهي وازدياد أهمية القبول الجامعي ، فكلما تعقد التوجيهي تزداد الحاجة للمراكز الثقافية والدروس الخصوصية  ،وكلما ازداد حماس الاهل للحصول على مقعد جامعي تزداد الحاجة للدروس الخصوصية.

وتابع ذوقان أن التطورات الجديدة التي شهدتها وزارة التربية والتعليم مؤخرا تشير الى ضرورة انحسار المراكز الثقافية فاذا نجحت التربية في تخفيف اعباء التوجيهي ،ونجح التعليم العالي في تخفيف القبول الجامعي ستشهد الاردن انخفاضا ملحوظا في الاقبال على المراكز الثقافية والدروس الخصوصية،مع ضعف الحاجة لذلك.

وقال ان جشع بعض المعلمين يدفعهم لرفع الأسعار لجمع أموال بطرق سهلة وهي التجارة بالتعليم، ويعتقد عبيدات أن عدم كفاءة بعض الاساتذة يدفع الطلبة للتسجيل بالمراكز، فتحسين التوجيهي يأتي بعد تحسين شروط القبول الجامعي، وامكانية مراقبة هذه المراكز غير ممكنة فهي ليست من اختصاص وزارة التربية.

وتابع الحديث  ان سعر الدروس الخصوصية تتحدد بالعرض والطلب فكلما زاد الطلب على اساتذة الخصوصي زادت أسعار الحصص ،وكلما كان المعلم غير مؤهل زادت الحاجة لتلك الدروس.

واختتم حديثه بأن الاوضاع الراهنة لعلها تجبر الاساتذة على رفع الاسعار،في حين ان الاعلان عن خدمات التعليم بما فيها الدروس الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة "السوشال ميديا" لا يقلل من قيمة المعلم وانما من المجتمع الذي لم يستطع تقدير المعلم بالشكل الصحيح ووضعه في مكانته المرموقة.//