الإشاعات والفتنة النائمة

 

د محمد طالب عبيدات

 

تتسارع الإشاعات ومحاولات الفتنة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي هذه الأيام لتسري كالنار بالهشيم عند الناس الذين لا يدركون حجم التحديات التي تواجه الوطن على سبيل الفتنة، فتناقُل الأخبار الكاذبة وترويج الإشاعات من مصادر غير معروفة دون تحر يعتبر جريمة بحق الوطن ودعوات للفتنة النائمة ويؤشر لحالة من اللاوعي وربما الجهل عند البعض، ولربما يصل ذلك لإنبراء أصحاب الفتنة والأجندات للولوج لعالم الإشاعة المقصودة للإساءة وخلق حالة من الفوضى أو العبث بالأمن السياسي أو المجتمعي أو الإساءة لمؤسساتنا الوطنية أو إغتيال الشخصيات أو غير ذلك:

1. كل مواطن أردني شريف وقلبه على وطنه وقيادته الهاشمية يدرك بأننا مستهدفون أكثر من أي وقت مضى ويتربّص لنا الكثيرون، وخصوصاً بعد قصص النجاح الكثيرة والوقفة التاريخية الأخيرة لجلالة الملك المعزّز والموقفين الرسمي والشعبي في خندق القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.

2. اﻹشاعة حرب نفسية مدمرة للفرد والمجتمع والمؤسسات حيث اﻵثار النفسية وأدوات الفتنة والشرذمة واﻹتهام الجزاف للأبرياء ورجالات الوطن والدين والشخصيات العامة.

3. اﻹشاعة لا تنتشر إلا من خلال خاوو الفكر والساذجون، ونحتاج لحالة من الوعي لعدم تصديق أي إشاعة وخصوصاً في زمن اﻷزمات، والمطلوب أن ننتهج منهج التبين والتثبت واﻹستقصاء كي لا نكون مادة للإشاعة.

4. وسائل التواصل اﻹجتماعي بأنواعها أجّجت وأسرعت إنتشار اﻹشاعات وغدت كالنار بالهشيم، وكنتيجة لسذاجة البعض والجهل أحياناً تصبح متداولة بين الناس.

5. بعض المغرضين وأصحاب الأجندات في الخارج يحاولون بين الفينة والأخرى وبعد كل قصة نجاح أردنية أو موقف مشرّف للأردن وقيادته وشعبه مع أمتهم، يحاولون تصدير الأزمات أو الإشاعات أو دسّ السمّ بالدسم عبر وسائل التواصل الإجتماعي الوسيلة الأسرع إنتشاراً في هذه الأيام، ولذلك الحذر واجب من مثل هؤلاء.

6. الوعي مطلوب من قبل كل الناس وخصوصاً الشباب في هذه الظروف، فلا يجوز تداول الأحاديث غير الموثوق منها، أو بث الرسائل أو المقالات أو الأخبار المفبركة وغير الصحيحة عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو المواقع الإلكترونية أو شبكة الإنترنت إلا بعد التحقق منها وإلا فبترها وإيقافها واجب وطني.

7. البيئات الحاضنة للإشاعة حيث عدم توفر المعلومة من مصادرها وأصحاب اﻹختصاص، وحيث خوض البعض فيها وترديدها، وحيث اﻷزمات والتحديات، وحيث بيئة الفقر والبطالة والثقافات المجتمعية المؤمنة بالقيل والقال.

8. اﻹشاعة صناعة حيث المادة والزمان والمكان والمروجون والجهات المستهدفة، وبالتالي نحتاح ﻹستراتيجيات لكبح جماحها على كل اﻷصعدة.

9. اﻹشاعة نتائجها مدمرة أكثر من اﻷسلحة الكيميائية ﻷنها تفتك بالعقل والتفكير لا الجسد، ولا بد من فهم أسبابها ومسبباتها لوضع سبل للوقاية منها وكبح جماحها.

10. وسائل الوقاية منها تشمل التبيّن من حقيقتها والتثبت منها والتحليل الموضوعي والمنطقي لعدم قبولها، والتوعية من خلال المنابر الدينية والتعليمية والثقافية والشبابية وغيرها، إضافة لتطبيق القانون الرادع على مروجيها.

11. نحتاج لفكر تنويري ضد اﻹشاعة وإستراتيجية وطنية لدرء خطرها يشارك بها كل الجهات لغايات رفع الجرعة التوعوية والقضاء على حالة اللاوعي وربما الجهل عند البعض وخصوصا لفئة الشباب.

12. طرح اﻹستثمارات لفتح آفاق لفرص عمل تشغيلية للشباب حتماً يحل بعض المفاصل الرئيسة لتحدي اﻹشاعة.

13. نحتاج لسرعة اﻹستجابة من قبل اﻹعلام الرسمي والخاص لغايات توضيح الصورة الحقيقية حول أي قضية إشاعة لوضح حد للمتربصين بالوطن والساعين لتشويه إنجازاته لينالوا جزاءهم الرادع.

14. المواطنة الصالحة تقتضي الإيجابية لا السلبية، وتقتضي عدم الترويج للإدعاءات الباطلة والملفّقة والمغرضة والمسيئة، ولذلك فحالة الوعي مطلوبة لكبح جماح هكذا إشاعات مغرضة وهكذا مرض إجتماعي.

15. الشعب الأردني بكل مكوّناتِه يثق بقيادة جلالة الملك، والعلاقة البينية بين أبناء الشعب الأردني الواحد والعائلة الهاشمية متينة وراسخة وجذورها ممتدة لعمق التاريخ حيث إمتلاكهم الشرعيتين الدينية والتاريخية في قيادة هذه الأمة والوصاية على المقدسات في القدس وفلسطين.

16. الأردنيون الشرفاء وأصحاب الشومات والحميّة والنخوة لا يسمحون لأي مندس أو حاقد لينال من وحدتنا الوطنية المتينة ولا تمر عليهم الدسائس، ولا يسمحون لأحد أن ينال من أمننا الذي نعتزّ بصُنّاعه ورؤوس مثلثه المتمثّلة بالقيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية والجيش العربي والمواطن الواعي.

17. علينا جميعاً واجب وطني يتمثّل بالإنتباه لمنشورات المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي، وتمحيص الغثّ من السمين منها، وعلينا عدم إرسالها لأحد إلا بعد التحقّق من صدقيّتها وإلّا فإننا نقع في المحظور!

18. مطلوب اليقظة والحذر في هذه المرحلة، ومطلوب تمتين جبهتنا الداخلية والوقوف بصلابة خلف قيادة جلالة الملك المعزّز ليبقى هذا الوطن عصي على كل حاقد أو عابث أو مندس.

بصراحة: الإشاعة عدو الوطن ومروجوها بسذاجة وعن غير قصد يسيئون للوطن وقيادته ومؤسساته، ومروجوها بقصد الفتنة هم أعداء الوطن ويجب محاسبتهم وملاحقتهم قانونياً وغيره، ومطلوب منا تعضيد وحدتنا الوطنية ليبقى هذا الوطن بقيادته الفذّة وأجهزته الأمنية اليقظة وجيشه المرابط ومواطنه الواعي عصي على كل دعاة الفتنة وأصحاب الأجندات، فالفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها.//