تيلرسون في المنطقة غدا أجندة متداخلة
وعمان تنظر الى مذكرة المساعدات الامريكية
الانباط – وكالات وعواصم :- مامون العمري
قالت وزارة الخارجية الأمريكية ، إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيزور الأردن وتركيا ولبنان ومصر والكويت من 11 وحتى 16 شباط 2018.
وأوضح البيان أن تيلرسون سيلتقي بجلالة الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي لـ "التأكيد على قوة العلاقات الأميركية الأردنية والحديث مع القيادة الأردنية حول إنجاز مذكرة تفاهم جديدة للتعاون الثنائي ومناقشة قضايا إقليمية من بينها الأزمة السورية ودعم الأردن للسلام في الشرق الأوسط".
كما يلتقي وزير الخارجية في تركيا بكبار المسؤولين في أنقرة لمناقشة قضايا إقليمية وثنائية.
وأضافت الوزارة أن تيلرسون سيجتمع في بيروت مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري في زيارة "ستأكد على دعم الولايات المتحدة للشعب والجيش اللبنانيين".
وقال البيان أن زيارة تيلرسون إلى مصر ستتضمن "التنسيق حول قضايا إقليمية هامة".
وسيختتم تيلرسون جولته بزيارة الكويت حيث سيترأس وفد بلاده للمشاركة في اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضد داعش وكذلك في مؤتمر إعادة إعمار العراق.
الانباط في قراءة ابعاد واجندة الزيارة التي يحملها تيلرسون في المنطقة ، خصوصا وانها تأتي بعد شهر على زيارة نائب الرئيس الامريكي بنس للمنطقة و لتبريد حدة حرارة التوتر الذي احدثه الموقف والقرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرار نقل السفارة الامريكية لها و الموقف وحراك الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه قرار الرئيس ترامب وما لقيه الحراك الاردني من تأييد من مختلف المجموعات العربية والاسلامية والدولية في المحافل المختلفة ليس انتهاء بالجمعية العامة للامم المتحدة وموقف الاتحاد الاوروبي الذي شكل انقلاب في الاحلاف التقليدية للولايات المتحدة الامريكية .
الامر الاخر الذي تمثل في تاريخية العلاقة الامريكية – الاردنية ، التي تقوم على ايمان واشنطن بالدور المحوري للاردن دبلوماسيا ، وأمنيا على صعيد محاربة الارهاب في المنطقة والعالم ، وهنا نعود الى مقالة نشرت الاسبوع الماضي في ال " واشنطن بوست " للكاتب الامريكي ديفيد إغناتيوس وقال فيه :- إن المخابرات الأردنية جسدت لعقود من الزمن الدور الأردني كحليف عربي مميز للولايات المتحدة، مشيرا الى ان أجيال من منتسبي المخابرات الأمريكية صنعوا انفسهم اثناء مشاركتهم في عمليات ضد الجامعات الإرهابية والقاعدة وداعش.
وأكد الكاتب في مقاله ان الأردن قدم قدرته على زرع العناصر الاستخباراتية في مناطق لا يمكن لاستخبارات الولايات المتحدة ان تصلها.
ونقل إغناتيوس عن مسؤولين امريكيين قولهم إن المخابرات الأردنية تبقى شريكاً قوياً للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب.
واشار المقال الى انه في الآونة الأخيرة ظهرت حالة جديدة من التوتر بين العلاقات الاردنية الامريكية، لاحظها الكاتب شخصيا خلال زيارته الأخيرة للأردن والتي استمرت اربعة أيام.
وبين إغناتيوس ان الأردن كغيره من الدول التي تمتلك جيشاً قوياً واستخبارات قوية، الا انه يواجه مشكلة في خلق توازن بين القوى العسكرية والسياسة، مؤكدا ان الجيش والمخابرات يحافظان على استقرار البلاد، لكنهم لا يساهمون في تقليص عجز ميزانيته الكبير، الحقيقية.
ونقل الكاتب عن احد كبار ضباط المخابرات الأردنية، ان اهم الامور التي يواجهها الاردن هي حاجته الكبيرة للدعم المادي لاتفاق صندوق النقد الدولي.
وقال الكاتب إن الأردن منذ تأسيس الامارة الهاشمية عام 1921، يخطو دوماً على حبل مشدود، لكنه في الأونة الأخيرة صار محاطا بالمشاكل، فالمدارس والحياة الاجتماعية فيه تأثرت بقدوم 1,3 مليون لاجئ سوري، والدول العربية المحيطة فيه اما سقطت أنظمتها او تعاني من فشل، كما ان العلاقات الأردنية متوترة في الأونة الأخيرة مع حلفائها القدماء السعودية والامارات.
ونقل المقال عن مسؤول أردني رفيع المستوى تحذيره بان 'الوضع في تسارع مستمر، فالتحالفات في تغير مستمر، والغموض هو عنوان المرحلة القادمة'.
ولفت إغناتيوس في مقاله الى ان الدعم الأمريكي كان دوماً مسانداً للأردن، بفضل تأييد الكونجرس، ودعم المخابرات الأمريكية الـ (CIA) ووزارة الخارجية والبنتاغون، مبينا انه ستوقع الدولتان الأسبوع القادم مذكرة تفاهم بتمديد الدعم الأمريكي للأردن لخمس سنوات وربما زيادته الى 1,5 بليون دولار سنوياً بدلا من 1,275 بليون سنوياً كما هو حالياً.
ويرى انه رغم زيادة الدعم المادي الا ان السلاح يبقى عنوان العلاقة بين الدولتين، بحسب مصادر فإن وزارة الدفاع الأمريكية تنوي انفاق ما يقارب الـ 300 مليون دولار لتوسيع قاعدة موفق السلطي في الأردن، وبناء قاعدة أخرى في منطقة 'H-4' منطقة بجانب سوريا، التي وبحسب تقارير صحفية ستسخدم لتسيير طائرات بدون طيار، في ذات الوقت يستمر التعاون بين المخابرات الأردنية والـ CIA بحسب مسؤولين في المخابرات الأردنية فقد تم تعطيل 45 عملاً ارهابياً خارج الدولة العام الماضي، معظمها بالتعاون مع الـ CIA.
واشار إغناتيوس الى ان ما يقلق عمّان ان دبلوماسية ترامب المدمرة الظاهرة في نقله للسفارة الى القدس، ستؤدي الى مشاكل في السياسة الداخلية للأردن، مع النسبة الكبيرة للفسلطينيين في تعداد سكانه.
المحور الثالث في الزيارة الى عمان للوزير الامريكي تيلرسون تتمثل في الجانب الاقتصادي اذ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، التزمت الولايات المتحدة مع الأردن بتقديم مساعدات سنوية بحجم مليار دولار (اقتصادية وعسكرية) ضمن مذكرة تفاهم بدأت في 2015 وانتهت العام الحالي، فيما من المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق معها لتوقيع مذكرة تفاهم جديدة لمدة 5 سنوات تبدأ من العام الحالي.
وخلال الثلاث سنوات الماضية قدمت الولايات المتحدة مساعدات إضافية بلغت العام 2015 حوالي 273 مليون دولار وفي العام 2016 قدرت بـ250 مليون دولار.
وقدمت الولايات المتحدة العام الحالي مساعدات اقتصادية (غير عسكرية) بحجم 812 مليون دولار، وذلك بزيادة تبلغ حوالي 212 مليون دولار على القيمة التأشيرية للمساعدات الاقتصادية الواردة في مذكرة التفاهم. فيما كان من المفترض أن يكون هناك مبلغ محدد لم يتم الإعلان عنه حتى الآن لتغطية تكاليف ضمانات قروض.
يشار هنا إلى أنّ الولايات المتحدة التزمت مع الأردن لمدة 5 سنوات بين 2009 و2014 قدمت خلالها 660 مليون دولار سنويا، كما كانت قد قدمت للأردن ضمانات قروض وصلت الى حوالي 3.75 مليار دولار منها العام 2013 (أثناء رئاسة أوباما)؛ حيث تم تقديم 120 مليون دولار لضمان 1.250 مليار دولار، وفي العام 2014 قدمت 72 مليونا لضمان 1 مليار، وفي 2015 قدمت 221 مليونا لضمان 1.5 مليار دولار.
وبمراجعة " الانباط " ل الموازنة التأشيرية للعام الحالي للكونغرس الأميركي نطالع تخصيص حوالي 1.275 مليار دولار كمساعدات للأردن خلال العام الحالي.
وأشارت الموازنة أنّ الولايات المتحدة ستخصص للسنة المالية الحالية 1.274.9 مليار دولار مساعدات للأردن، منها 812.3 مليون كمساعدات اقتصادية وحوالي 450 مليون مساعدات عسكرية و3.7 مليون للتعليم والتدريب العسكري الدولي و8.8 مليون تحت بندNADR "منع الانتشار، ومكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، وبرامج ذات صلة".
وبينت الموازنة أنّ المساعدات الأساسية ستكون بحوالي مليار دولار والاضافية بحجم 274.9 مليون، مشيرة إلى أن المليار يتضمن 635.8 مليون دعم اقتصادي وتنمية، و350 مساعدات عسكرية و10.4 مليون تحت بند مكافحة الإرهاب وإزالة الألغام، و3.8 مليون تحت بند التعليم والتدريب العسكري.
المحور الرابع في زيارة تيلرسون تتمثل في بحث قضايا المنطقة ، فالازمة السورية ومحور محاربة الارهاب وتسوية هذه الازمة سيكون على مائدة البحث والتجاذبات الدولية والتطورات الميدانية في الشمال السوري وعملية عفرين " غصن الزيتون " التركية وتطورات جنيف واستانا .
رسم الوضع ما بعد داعش..
يحذِّر خبراء ودبلوماسيون أميركيون سابقون من أنَّ غموض أهداف واشنطن فيما يتعلَّق بسوريا ما بعد داعش، قد يتسبَّب في مشكلاتٍ لصانعي السياسة. وهم يشعرون بعدم ارتياحٍ من قول إدارة ترامب إنَّها تنوي إبقاء نحو 2000 من القوات الأميركية شرق سوريا إلى أن تُحقِّق أهداف سياستها الأوسع في سوريا.
وبحسب تقرير لموقع "مونيتور" الأميركي.، فإن هذه الأهداف، على النحو المُبيَّن في الخطاب الذي ألقاه تيلرسون الشهر الماضي (كانون الثاني 2018)، لا تتضمَّن منع عودة داعش فحسب؛ بل كذلك التصدي للوجود الإيراني في سوريا، وردع التهديد الإيراني لحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، وإفساح المجال أمام عودة اللاجئين، وطرح تسوية سياسية لسوريا ما بعد الحرب، من شأنها أن تؤدي إلى رحيل بشار الأسد.
وحذَّر روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سوريا، من أنَّ القوات الأميركية شرق سوريا لا تمنح واشنطن نفوذاً كافياً لفرض النتائج السياسية في الجزء الغربي من سوريا الخاضع لسيطرة الأسد، وحيث يعيش معظم السكان، بصورةٍ مجدية. في الوقت نفسه، وفقاً لفورد، قد تصبح القوات والمسؤولون المدنيون الأميركيون الذين يعملون على إرساء الاستقرار شرق سوريا، أهدافاً للعنف بغية توليد معارضةٍ سياسية داخل أميركا لمواصلة وجودهم هناك، بحسب موقع "مونيتور".
وقال فورد، الزميل بمعهد الشرق الأوسط، للـ"مونيتور"، في مقابلةٍ الثلاثاء 7 شباط 2018: "في ظل وجود بعثة عسكرية غير محددة المعالم ولا تحظى بدعم الشعب في الداخل.. لا أدري مدى التسامح الذي يمكن أن يُقابل به سقوط ضحايا. ولن تُحقِّق إدارة ترامب شيئاً. ثُمَّ سيبدأ الضغط".
وأضاف: "التصور الأميركي بأنَّنا قادرون على الانخراط في الدبلوماسية لإنهاء الحرب، ينبغي له تذكُّر أنَّ العمليات العسكرية في الحروب تُمثِّل عاملاً حاسِماً بالنسبة للنفوذ الدبلوماسي. وإن كنت ستحاول التأثير على الحرب الأهلية الأوسع، فإنَّ مسرح العمليات الرئيسي هو غرب سوريا، حيث يوجد السكان. لكن الأميركيين موجودون في شرق سوريا. ومن ثم، فليس لديهم نفوذٌ دبلوماسي لإنهاء الحرب الأوسع نطاقاً".
تيلرسون في القاهرة ومِن بعدها الكويت
وبعد زيارته للقاهرة أولاً، سيحضر تيلرسون مؤتمرين يُعقَدان في الكويت بين 12 و14 شباط 2018: مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، والاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش، وفقاً للسفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان.
وقال سيلفرمان في أثناء مائدة مستديرة إعلامية: "ربحنا أغلب الجهود العسكرية ضد داعش، المتمثلة في تحرير العراق وسوريا بالكامل تقريباً، لكنَّنا بحاجة لربح صراع ما بعد الحرب؛ لإلحاق هزيمة دائمة بداعش والقاعدة في المنطقة".
وأضاف: "أعتقد أنَّنا عند نقطة تحوُّل، نقطة أساسية لترسيخ المكاسب، وضمان هزيمة داعش والقاعدة، واستعادة الحياة الطبيعية"، بحسب الموقع الأميركي
وبعد الكويت، سيزور تيلرسون الأردن، حيث يُتوقَّع أن يُوقِّع مذكرة تفاهم للمساعدات والمعونات الأميركية لمدة 5 سنوات،وقالت راعية مشروع القانون، النائبة إليانا روز ليتينين، وهي نائبة جمهورية عن ولاية فلوريدا، إنَّ هدف مشروع القانون هو "دفع القطاع الخاص في المملكة ومساعدة اقتصادنا"، وذلك وفق ما ذكره المُعلِّق بالـ"مونيتور" بريانت هارس.
وذكرت جويس كرم، الكاتبة بصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، أنَّ تيلرسون سيُجري بعد ذلك زيارة من يومٍ واحد إلى العاصمة اللبنانية بيروت في 15 شباط 2018. ويوجد القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، بالفعل، في لبنان؛ للإعداد لزيارة تيلرسون.
وسيسافر تيلرسون بعد ذلك إلى تركيا، حيث يحاول المسؤولون الأميركيون والأتراك تسوية العديد من الخلافات، بينها الهجوم التركي الأخير ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً في عفرين السورية، وتهديد أنقرة بالسيطرة على منبج، بحسب الموقع الأميركي.
وبينما يحضر تيلرسون الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش في الكويت الأسبوع المقبل، من المقرر أن يلتقي وزراء دفاع التحالف بروما في 14 شباط 2018 تقريباً. وستستضيف واشنطن بعد ذلك اجتماعاً لكبار مسؤولي إنفاذ القانون بدول التحالف الدولي لمحاربة داعش بين 27 و28 شباط 2018.
على أميركا خفض سقف أهدافها في سوريا
وتأتي جولة تيلرسون في وقتٍ يقول فيه فورد وخبراء آخرون بالشأن السوري، إنَّ الولايات المتحدة عليها خفض سقف أهدافها في سوريا والاستفادة من الفوائد التي حصلت عليها، وإلا فإنَّها تخاطر بالتحسُّر لاحقاً.
فقال فورد: "هكذا أنظر إلى الأمر، من واقع خبرتي في العمل بالخارج، هناك في مناطق كالعراق وسوريا والجزائر في أثناء الحرب الأهلية بالتسعينيات. حين تضع العسكريين في موقفٍ حرج، وتضع بعض مدنيي وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية في موقفٍ حرج، سيلاحظ الأشخاص السيئون هذا، وفي نهاية المطاف، سيصبح هؤلاء العسكريون والمدنيون أهدافاً"، بحسب الـ"مونيتور".
وأضاف: "يمكنك اتخاذ إجراءات جيدة لـ(حماية القوة).. لكنَّهم سيصبحون أهدافاً في نهاية المطاف، وسيكون هناك تساؤل بعدما نبدأ في الحصول على ضحايا: كم المدة التي ترغب في البقاء هناك فيها؟".
وتابع فورد قائلاً إنَّ الرئيس رونالد ريغان أمر بالانسحاب الفوري للقوات الأميركية بعد تفجير ثكنات قوات مشاة البحرية (المارينز) في بيروت عام 1982. وبعد الإدلاء بشهادته أمام لجنة فرعية تابعة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بخصوص سوريا الثلاثاء 6 شباط 2018، عبَّر عن إحباطه العميق مما يبدو من كون الكونغرس يطرح الأسئلة نفسها التي كان يطرحها في عام 2011 حول الوضع السوري، وكونه لا يزال غير مدركٍ مدى تغيُّر الوضع على الأرض، وأنَّه (الوضع) تقرَّر بفعل المكاسب العسكرية لصالح الأسد. ووصف عملية جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة، باعتبارها "ميتة".
وقال المحلل العسكري نيكولاس هيراس إنَّ إدارة ترامب تحاول الاستفادة من حضورها الحالي شرق سوريا وسيطرتها على حقول نفطٍ سورية حيوية، لتعزيز موقفها في المساعدة على الدفع بحلٍ سياسي في سوريا، بحسب الموقع الأميركي.
وقال هيراس، الذي يعمل بمركز الأمن الأميركي الجديد، للـ"مونيتور"، في مقابلةٍ جرت الأربعاء 7 شباط 2018: "الطريقة التي أنظر بها إلى استراتيجية ترامب في سوريا.. وما حاولوا فعله عبر خطاب تيلرسون، هو أنَّهم يضعون رؤية واسعة ويشيرون إلى الوضع النهائي الحقيقي الذي يتطلَّعون إليه".
وأضاف: "ما نراه الآن من حيث الموقف الأميركي في سوريا يهدف حقاً إلى استهداف مرحلة الاستقرار المؤقتة؛ لاستخدام الحضور الأميركي حيث هو الآن كوسيلةٍ لإظهار التصميم والالتزام الأميركيَّين بالصراع السوري، وأيضاً إرسال إشارة أكبر لتحالف الأسد، خصوصاً إيران وروسيا، بأنَّ الولايات المتحدة استثمرت في سوريا. وتدرك الولايات المتحدة أنَّ لديها موقفاً ونصيباً في مستقبل سوريا، ولديها رأي في كيفية تطور هذا المستقبل"، بحسب الموقع الأميركي.
الأهداف الأميركية الغامضة
وفي حين كان العديد من المحللين قلقين حيال ما بدت تعريفاتٍ غامضة للأهداف الأميركية المُعبَّر عنها في سوريا، وضمن ذلك ما تعنيه برغبتها في تقليص الحضور الإيراني هناك- أشار هيراس إلى أنَّ ذلك أمرٌ مقصود.
فقال هيراس: "أعتقد أنَّ فريق ترامب يصبح غامضاً عن عمد حين يتعلَّق الأمر بما يعنيه (تقليص إيران) في هذه المرحلة؛ لأنَّه يرغب في الإبقاء على المرونة العملياتية".
وفيما يتعلَّق بالانتخابات الرئاسية المقبلة في 2020، وافق هيراس على أنَّ التطورات على الأرض قد تُحدِّد ما إذا كانت هناك معارضة سياسية متنامية داخل الولايات المتحدة للوجود الأميركي في سوريا أم لا. لكن، كما قال هيراس، إن كان الضحايا قليلين، فربما تُنسى مسألة الوجود الأميركي في سوريا إلى حدٍ كبير. وقال: "إذا ما نُسيَت هذه المسألة، فقد تَدُسّ إدارة ترامب حضوراً صغيراً لأجلٍ غير مُسمَّى".
لكنَّ فورد قال إنَّ استخدام القوات الأميركية شرق سوريا لإظهار "التصميم" الأميركي، لن ينجح. وقال إنَّ التهديدات الأميركية والغربية بوقف مساعدات إعادة الإعمار للمناطق السورية الخاضعة لسيطرة الأسد -على الأرجح- لن تحمله على تقديم تنازلاتٍ سياسية كبيرة.
وأضاف: "لم يُقدِّم الأسد أي تنازلٍ حقيقي طوال 7 سنوات، وضمن ذلك للأكراد. ويمتلك الإيرانيون والروس مصلحة قومية حيوية في التأكُّد من عدم انهيار الحكومة السورية اقتصادياً. لقد رأيتُهم مراراً يُقدِّمون القروض والمساعدات السلعية؛ صحيح لم يُقدِّموها عن طيب خاطر، لكنَّهم قدَّموها مراراً. والأسد يعي ذلك".