هل هناك بديلا يملأ فراغ الرعاية الاميركية لعملية التسوية؟

أجمع محللون سياسيون ان أيا من القوى الدولية لا يمكن لها ان تلعب دور الوسيط والبديل للولايات المتحدة الامريكية في رعاية عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة، لذا فان الخيار الارجح يبقى عودة السلطة الى الرعاية الامريكية بعد ان تقدم الاخيرة للسلطة مخرجا يحفظ لها ماء الوجه.

وبحسب تقديرات محللين فان إصرار القيادة الفلسطينية على رفض الرعاية الامريكية، وعدم إمكانية القوى الاخرى من الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين القيام بدور البديل فان السلطة امام خيارات العودة الى الرعاية الامريكية، او انها ستجبر على قبول الصفقة الامريكية، وفي حال فشل هذه الخيارات فان المنطقة ستقبل على حالة من الفراغ السياسي لا يمكن لاحد معرفة كيف سيُملأُ في المستقبل.

ورأى المحلل السياسي، اكرم عطا الله، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان "الاستجابة الاوروبية الروسية للقيام بدور أكبر في عملية السلام، استجابة ضعيفة، وذلك لعدة اسباب هي: اولا هذا الملف امركي بامتياز، والولايات المتحدة تدعم الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بالشق المدني والعسكري. والمسألة الثانية ان اوروبا رفضت طلب الرئيس محمود عباس بان تكون البديل للولايات المتحدة، وان امريكا هي مرجعية هذا الملف. والاهم في ذلك ان الوسيط يجب ان يكون مقبولا لدى الطرفين، والولايات المتحدة هي الوحيدة التي تستطيع ممارسة الضغوط على اسرائيل التي لا تقبل سوى الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام. والمسألة الثالثة هي ان اوروبا وروسيا والامم المتحدة موجدون بالاصل في رعاية عملية السلام بالرباعية الدولية، وكل منهم يتصرف وفق امكانياته وما رسمه لنفسه في هذه المسألة وفق مصالحة".

وبين عطا الله ان "عودة الرعاية الامريكية مرهونة بقبول الطرفين، وفي حال بقاء القيادة الفلسطينية مصرة على موقفها، فاننا مقبولون على فراغ لا احد يمكن له معرفة كيف سيتم ملؤه ؟ إما بـ /الطبخة/ التي قيل بانها ستفرض على الفلسطينيين، واما سيكون هناك انسحابا امريكا كاملا من رعاية عملية السلام".

وقال المحلل السياسي، احمد رفيق عوض ان "روسيا والاتحاد الاوروبي لهما دور قوي في التاثير على الرأي العام الدولي، ويستطيعان دعم اي قرار لصالح الفلسطينيين في مجلس الامن، اضافة الى دورهما الكبير في تقديم الدعم المالي وتطوير المشاريع الاقتصادية، ولكنهما لا يستطيعان ان يكونا بديلا لامريكا في رعاية عملية السلام، حيث انهما لا يملكان مفاتيح الضغط والتاثير على اسرائيل، اضافة الى ان الاتحاد الاوربي ابلغ الرئيس محمود عباس بشكل صريح بانه لا يستطيع ان يكون بديلا للولايات المتحدة في رعاية عملية السلام".

واشار عوض الى ان "الاتحاد الاوروبي منقسم اتجاه القضية الفلسطينية وهناك سياسة ورؤية غير موحدة اتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي"، موضحا ان "الدور الروسي والاوروبي يأتي من باب تهدئة المنطقة باعتبار ان الصراع يؤثر على استقرار المنطقة ويؤثر على مصالحهم".

ويعتقد المحلل السياسي، الدكتور سميح حمودة، ان "مسعى السلطة الفلسطينية لخلق بدائل للرعاية الامريكية امرا مستحيلا في هذه المرحلة، لسبب رئيسي وهو ان اسرائيل لن تقبل ببديل للرعاية الامريكية لعملية التسوية، وان الدول الاخرى غير مستعدة لمواجهة الولايات المتحدة واقصائها من ملف المفاوضات الفلسطينية".

واشار حمودة الى ان "الموقف العربي ما زال يؤمن بالرعاية الامريكية، لذلك فان السلطة الفلسطينية ليس لديها بديل تسند إليه، وبالتالي فمن المرجح ان تعدل عن موقفها وتعود الى الرعاية الامريكية، ولكن هذا يتطلب تقديم الامريكان مخرجا لحفظ ماء وجه السلطة الفلسطينية".