دولة رئيس الوزراء..

دولة رئيس الوزراء..

 

عامر الحباشنة

ما أن تداول الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خبر سفر رئيس الوزراء للعلاج في الولايات المتحدة حتى بدأت التعليقات تصدر عبر تلك الوسائل بمضامين تعكس حالة من التهكم والتعليق غير اللائق أدبيا وانسانيا، في خلط مقصود وغير مقصود بين المواقف من سياسة حكومة الرئيس الإقتصادية ونهجها في ادارة البلد وبين البعد الشخصي الإنساني الخاص.

وهذا الخلط يعكس حالة من الارتباك ناتجة عن غياب تصور واضح لما يجري في البلد سببه قصور في الرواية الرسمية للحكومة وشلل الكثير من مؤسسات وأدوات الدولة ، ومنها السلطة التشريعية والتنظيمات الحزييه والنقابية، مما فتح المجال لسيادة الرواية الفردية التي تفتقد للرؤية في النقد المنهجي المبني عن منهج علمي وعملي لمواجهة التحديات والأزمات .

عودة على ذي بدء، رئيس الوزاء هو نتاج مرحلة وليس منتجها وهو جزء من منظومة محكوم بها ومحكومة به ،فلا نحمله ما لا طاقة له به ، وهو وريث تلك المنظومة..وان كنت كفرد غير مقتنع بطريقة إدارة المشهد مع اعتراف بعدم القدرة على تقديم البدائل، لأن الحلول ليست اجتهادا فرديا بقدر ما هي منظومة مركبة تشارك بها مؤسسات الدولة وليس الحكومة لوحدها.

لذلك وبمعرفة واحتكاك مباشر استمر لأكثر من سنتين ابان تسلم دولة الرئيس إدارة المنطقة الإقتصادية الخاصة في العقبه، ولست مدعيا علاقة خاصة او مباشرة بقدر ما هي علاقة ارتبطت بالعمل، أستطيع القول بأن دولة الرئيس الملقي اختلفنا معه او اتفقنا، رجل متابع من طراز مميز وصادق بتنفيذ ما يراه صوابا .

لذلك  شخصيا ومن منطلق الأيمان والقيم التي تربينا عليها أتمنى لدوله الرئيس هاني الملقي رحلة علاجية مكللة من الله  بالشفاء من كل  سوء، ومثلما حق للجميع انتقاد سياساته كرجل دولة بل والعمل على تغيير حكومته ،فإن له الحق كإنسان ومواطن أردني  ان ندعو له بالشفاء والعودة لوطنه واهله ومحبيه مشافى معافى //.