الدور الايراني المفضوح في المنطقة ... طهران لا تنوي تقليص نفوذها بالمنطقة

 

 

 

عواصم - وكالات - الانباط  – مامون العمري

 هي الغطرسة  الايرانية البعيدة كل البعد عن القوانيين والاعراف  الدولية ،   ومسعى لا يمكن الا ان يكون مدان  في كل الاعراف   ولا يمكن وصف التصريح للقائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي الا بتصريح  "فجّ" وهو  يسلط الضوء على استراتيجية إيران في التغلغل إلى عمق بعض الدول العربية، اذ"تباهى" نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، قائلاً: "إن الجيشين العراقي والسوري يشكلان عمقاً استراتيجياً لإيران، ما يكشف مدى توغل طهران في المؤسسات العسكرية من خلال الميليشيات التابعة لها، وتحويلها إلى أدوات لتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة.

الانباط في هذا العدد  تطالع  المطامع الايرانية في المنطقة  لا بل تعري الدور المفضوح  ولا بد من الاشارة ايضا هنا  ان مشکلة النفوذ الايراني في بلدان المنطقة ليست تؤرق و تزعج هذه البلدان فقط بل هي تشکل إزعاجا للبلدان الغربية لأنها تشکل خطرا على الامن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية، لکن يجب أن ننتبه إن هناك طرف آخر يرفض النفوذ الايراني في المنطقة و يطالب بإنهاء التدخلات وهو الشعب الايراني الذي جسد موقفه هذا بکل وضوح خلال إنتفاضة کانون الثاني 2018، حيث طالب بإنهاء التدخلات في المنطقة و عدم إهدار أموال الشعب الايراني فيها في وقت يعاني فيه هذا الشعب من الفقر و المجاعة و الحرمان و مئات المشاکل الاخرى بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية و ترديها الى أبعد حد.

ونعود الى ما نقل عن وكالة  "فارس"  فقد أكد سلامي خلال حوار مع التلفزيون الإيراني مساء السبت، أن إيران تمتلك القدرة على مواجهة أميركا، ولديها معرفة بحجم قوة جميع القواعد الجوية والبحرية في أطراف إيران".

 

وأوضح أن إيران تعتبر الخيار العسكري " ضدها حقيقة قائمة"، وهدد باستهداف حاملات الطائرات الأميركية بالصواريخ في أي مواجهة محتملة"، مضيفاً أن "الجيشين السوري والعراقي يشكلان العمق الاستراتيجي الدفاعي لإيران، وأفضل استراتيجية للاشتباك مع العدو هي في مناطق بعيدة عن إيران"، حسب تعبيره.

 

نفوذ إيران في الجيش العراقي

 

وتوسع النفوذ الإيراني في الجيش العراقي منذ قيام الحرس الثوري الإيراني بتأسيس بعض ميليشيات "الحشد الشعبي" الشديدة الولاء لطهران عام 2014، بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم دمج هذه القوات ضمن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ما مكن طهران من السيطرة على جزء من القرار العسكري، لاسيما أن نفوذها يمتد إلى فترة إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 من خلال سيطرة الأحزاب والميليشيات الشيعية الموالية لها التي أمسكت زمام الحكومة في بغداد.

 

وكان المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الجنرال يحيى رحيم صفوي، قال في 28 كانون الثاني 2017، إن الحشد الشعبي في العراق تشكل باستلهام نموذج الثورة الإيرانية، في تأكيد على دور إيران ومدى هيمنتها على هذه الميليشيات التي أصبحت جزءاً من القوات العراقية المتهمة من قبل منظمات حقوقية دولية بارتكاب انتهاكات ضد مدنيين خلال محاربتها داعش، في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة التنظيم بمساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

كما عينت إيران العام الماضي الجنرال إيرج مسجدي، المستشار الأعلى لـ  قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، سفيراً لطهران في بغداد، بعد أن كان يشغل منذ سنوات منصب المسؤول عن ملف العراق في فيلق القدس، الذي لعب دوراً بارزاً في تأسيس ميليشيات "الحشد الشعبي" .

 

وكانت الإدارة الأميركية الجديدة قد اتخذت مواقف مغايرة كليا عن سابقتها حيال النفوذ الإيراني في العراق، حيث اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بفرض سيطرتها على العراق الذي أنفقت واشنطن عليه ثلاثة تريليونات دولار.

 

السيطرة على جيش النظام السوري

 

أما في سوريا، فقد تحولت قيادة المعارك منذ عام 2012 إلى الحرس الثوري والميليشيات التابعة له حيث نشر 70000 مقاتل في أنحاء مختلفة سوريا.

كما نظّمت إيران ميليشيات موالية لقوات الأسد تمسك بزمام الأمور ميدانيا وقوامها 50 ألف عنصر على غرار قوات الباسيج الإيراني، ويدفع الحرس الإيراني رواتبها.

 

وكانت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي قد كشفت أن إيران أنفقت 6 مليارات دولار سنويا على الأقل لدعم نظام الأسد، وأكدت خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 5 كانون الثاني الماضي، حول الاحتجاجات الشعبية في إيران، أن أصوات الشعب الإيراني تطالب الحكومة في طهران بوقف دعم الإرهاب بالمليارات وتمويل الميليشيات في العراق واليمن، كما تنفق ستة مليارات سنويا على الأقل لدعم الأسد".

 

وتُغطّي هذه الميزانية تكاليف المعدّات العسكرية ونفقات ما تبقى من جيش النظام السوري أيضاً. كما ينفق النظام الإيراني حوالي مليار دولار سنويا كرواتب للميليشيات الشيعية المنتشرة بسوريا.

مخطط توسيع النفوذ مستمر

 

إلى ذلك، تستمر إيران بمخططها لتوسيع النفوذ الإقليمي من خلال تغذية الحروب الطائفية ودعم الميليشيات والجماعات الإرهابية حيث أكد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، أن بلاده لا تعتزم تقليص نفوذها في الشرق الأوسط.

 

ونقلت وكالة "فارس" عن ولايتي قوله إن "نفوذ إيران في المنطقة حتمي لكي تظل لاعبا رئيسيا في المنطقة، وسيستمر هذا النفوذ".

 

ولايتي: إيران لا تنوي تقليص نفوذها بالمنطقة

قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية اليوم الخميس إن دور بلاده الإقليمي وحضورها في المنطقة غير قابلين للتجاوز، وإن هذا الدور يبقى المُـحدِّد الأول والأساسي حين يجري الحديث عن شكل المنطقة ومستقبلها.

وأضاف في كلمة بمدينة مشهد، أن طهران مستمرة في نهجها في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، بالتنسيق مع حكومات هذه الدول.

وأكد ولايتي أن القيادة الإيرانية لا تعتزم تقليص نفوذها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميركية.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن ولايتي القول إن "نفوذ إيران في المنطقة حتمي، ولكي تظل لاعبا رئيسيا في المنطقة سيستمر هذا النفوذ".

وأوضح أن بلاده تساعد اليمن واليمنيين لتخطي أزمتهم، وإنهاء الحرب، التي اعتبر أن السعودية فرضتها عليهم.

وحذر من أن اليمن سيتحول إلى فيتنام جديدة، إذا أصرت الرياض على الاستمرار في سياساتها العدائية هناك، حسب تعبيره.

وقال إن "إيران لا تعتزم التخلي عن الدول المضطَهدة بالمنطقة... وجودنا في سوريا والعراق وفلسطين ولبنان هو للتنسيق مع حكومات هذه الدول".

وأضاف أن "إيران هي قلب التطورات الدولية... وأميركا تريد تمزيق الشرق الأوسط... وإيران تعارض ذلك".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تعهد بالعمل مع دول خليجية عربية وإسرائيل لكبح ما أسماه مساعي طهران لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وانتقد ولايتي في كلمته ترديد محتجين إيرانيين خلال مظاهرات شهدتها مدن إيرانية مؤخرا، شعارات مثل "دعونا من فلسطين" و"اتركوا سوريا وفكروا فينا".

وقال "لا يقلقنكم ما حرض عليه أعداؤنا في الخارج... شعارات مثل "لا غزة ولا لبنان" تُظهِر عدم فهمهم للشؤون الخارجية... ليس بوسعنا ألا نكترث بحريق مشتعل في منزل الجيران".

 

أكدت إيران أنها ستنتج أي نوع من الأسلحة التي تحتاجها لمواجهة التهديدات وعلى رأسها السياسة الأميركية النووية العسكرية التي تجعل البشرية أقرب إلى "الفناء".

فقد قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده لن تتفاوض مع أي طرف بشأن قدراتها الدفاعية، مؤكدا أنها ستنتج أي نوع من الأسلحة التي تحتاجها.

وتابع روحاني في كلمة له في طهران أن إيران لن تدخل في مفاوضات مع أي قوة بشأن قدراتها الدفاعية، "وإذا حاول أي مسؤول الحديث معنا في هذا الموضوع فجوابنا سيكون محكما وواضحا في هذا المجال".

وأضاف أنه ما دام هناك تهديد يستهدف إيران "فإنه لا بد من تعزيز قدراتنا الدفاعية، وأن نكون أقوياء حتى لا يتجرأ العدو على الاعتداء علينا".

ورأى الرئيس الإيراني أن من حق بلاده أن تنتج الأسلحة التي تحتاجها "وفق الأطر القانونية وفتاوى المرشد" الإيراني، مشددا على أن طهران لا تسعى لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.

يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني كان قد حذر في وقت سابق أوروبا من التدخل في البرنامج الصاروخي لبلاده، ملوّحا بزيادة مدى الصواريخ الإيرانية حال تدخل الاتحاد الأوروبي في هذا الملف. وكانت فرنسا وألمانيا قد طلبتا إيران بالتخلي عن برنامجها للصواريخ البالستية.

 

 

في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن السياسة الأميركية النووية العسكرية تجعل البشرية أقرب إلى "الفناء".

وتابع ظريف في رسالة نشرها على موقع تويتر هذه السياسة الأميركية "تعكس الاعتماد المتزايد على السلاح النووي في انتهاك لمعاهدة حظر الانتشار النووي، مما يعجّل بفناء البشرية".

وانتقد المسؤول الإيراني إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "قتل" الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.

الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة نشرت قبل يومين وثيقة تحدّد الخطوط العريضة لخطتها لتعزيز قدراتها النووية للردع انتقدتها روسيا والصين.