سافر الى الأردن ب 19.99 يورو فقط

هذا الإعلان موجه للسياح من 9 دول أوروبية لزيارة الأردن، بالطبع التذكرة تبدأ من هذا المبلغ البسيط الذي يلخص طبيعة عمل شركات الطيران الإقتصادية ذات الأسعار الرخيصة، لكن هذا الإعلان سيتكفل بإثارة حفيظة شركات طيران محلية وإقليمية وعالمية بلا شك.

 

كان هذا باكورة إتفاق بين هيئة تنشيط السياحة الأردنية ووزارة السياحة مع شركة رايان إير «Ryan air» وهي شركة طيران منخفضة التكلفة مقرها في مطار دبلن الدولي، أيرلندا، وقواعدها التشغيلية الرئيسية في مطار دبلن ومطار ستانستد في لندن.

 

الخطوط الجديدة ستنقل مسافرين لغايات العمل والسياحة من 9 دول أوروبية وتفتتح 14 خط طيران جديدا الى عمان والعقبة في إتفاق سيشكل بحد ذاته نقلة نوعية لقطاع السياحة في الأردن وإنجاز يسجل لوزارة السياحة التي يحق لها أن تحتفل لكن من المبكر أن تنام قريرة العين فالمهم هو ما بعد الإتفاق والرحلة بظني لا تزال طويلة.

 

في الإحصاءات أن ملياراً و184 مليون شخص يقطعون حدود بلدانهم للسياحة ولو لليلة واحدة سنويا، يحددون وجهاتهم بناء على الكلفة ودرجة الأمان وتعقيدات إجراءات السفر وقد كشف إستطلاع أخير أن السياح يعطون أولوية للمسائل الأمنية والمطالب المتعلقة بتأشيرات الدخول وللرحلات الجوية غير الكافية نحو دول الشرق الأوسط..

 

السياح من الصين وروسيا ودول الإتحاد السوفييتي السابق في تزايد وأهم 10 أسواق واعدة تتركز في دول أوروبا الشرقية غير المخدومة من شركات طيران فاعلة ورخيصة، وبدأت تتخاطفهم الدول في المنطقة وتضع برامج سخية لاستقطابهم وقد ساهموا في نهوض القطاع السياحي فى الشرق الأوسط بعد أن سجل نتائج سيئة في مقابل تردد السياح الأوروبيين القلقين حيال الأوضاع الأمنية وانعدام الاستقرار السياسي في المنطقة.

 

لتعويض تراجع السياحة من أوروبا تعتمد تركيا مثلا على السياح الروس، وعلى القادمين من جورجيا وبلغاريا وإيران وأوكرانيا والحال لا تختلف بالنسبة لمصر وتونس ودبي التي تصدرت الصين وروسيا معدلات النمو في أعداد السائحين الوافدين إليها بزيادة 64% للصين و106% لروسيا.

 

يد وزارة السياحة لا تصفق وحدها، والواجبات مطلوبة من مختلف الوزارات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص لإنجاح الإتفاق فتكاليف السفر المنخفضة جدا ينبغي أن تواجه بتكاليف معقولة للسائح في أسعار الفنادق والمطاعم والأهم من ذلك تأشيرات الدخول وتعقيداتها ورسومها لبعض الجنسيات.

 

بإمكان السياحة أن تعوض تراجع المساعدات لا بل أن تجلب أضعافها حتى في أسوأ حالاتها، وقد آن لقوى الشد العكسي أن تتوقف.

 

qadmaniisam@yahoo.com

 

الرأي