كم تربح الحكومة من النفط
 وليد حسني
سأعود بكم الى سنة 2013 ..
والهدف ليس تحقيق جولة سياحية وإنما لغايات التعرف على اسعار النفط العالمية في تلك السنة التي عادت الحكومة فيها لتسعير المشتقات النفطية ،والتي شهدت ارتفاعا في الأسعار العالمية تراوحت ما بين ( 108,7) دولار وبين ( 111,7 ) دولار للبرميل وهذه بالطبع أسعار نفط برنت الأكثر دلالا وخفة ورشاقة.
كان سعر برميل النفط في شهر كانون الثاني 2013 يوازي (100 ) دولار للبرميل الواحد وكان سعر لتر بنزين اوكتان 90 الخالي من الرصاص ( 800 فلس) وسعر لتر السولار والكاز ( 685 فلسا ).
بالأمس أقرت الحكومة رفع أسعار الوقود (البنزين اوكتان 90 وأوكتان 95 والكاز والسولار) بنسب تراوحت بين 3.8 % إلى 4.3 %..
ووفقا لكشف الأسعار الجديدة فقد أصبح سعر لتر البنزين 90 ( 720فلسا ) بمعنى (14.40دينار للتنكة)، وارتفع سعر ليتر البنزين 95 ليصل الى( 945 فلسا) أي  (18.90دينار للتنكة).
وفي مطلع شهر كانون الثاني يناير 2018 سجلت العقود الآجلة لخام مزيج برنت نحو  60.74  دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى لتسجل 60.40 دولار للبرميل.
هذه المعطيات تدعونا للتحديق مطولا في جداول المقارنات المفجعة ( ففي الوقت الذي كان فيه سعر برميل 100 دولار فان سعر لتر البنزين 90 كان بــ ( 800 فلس)، واليوم فان سعر البرميل للشهر الماضي وما قبله لم يتخطى حاجز (61 ) دولار للبرميل، فيما وصل سعر لتر البنزين 90 إلى ( 720 فلسا للتر الواحد).
هذه الأرقام لا تحتاج للتعليق بقدر حاجتها للتساؤلات الجريئة عن مدى الربح المتحقق للحكومة من التجارة بالوقود، خاصة وأن الحكومة أضافت ضريبة ثابتة هذا الشهر على كل ليتر بنزين (90 أوكتان) مقدارها 3 قروش ثم أضافت لها لاحقا قرشين اثنين و7 قروش عن كل ليتر بنزين 95.
وتعالوا نحدق مليا في بيان وزارة الطاقة التي قالت فيه ان معدلات الأسعار العالمية أظهرت ارتفاعا ملحوظا في  أسعار النفط الخام والمشتقات النفطية خلال شهر تشرين ثاني، حيث ارتفع معدل سعر خام برنت من (57.19) دولارللبرميل لشهر تشرين أول إلى (62.59) دولار/برميل وبنسبة 9.44%.
هذا كلامهم وليست لي من فضيلة غير نقله كما صدر عنهم، ولكم مطلق الحرية في مطابقة تلك الأرقام والمعطيات لتعرفوا الى أي مدى نحتاج للثقة،ونحتاج للإيمان بأن الحكومة لا تسرقنا، ولا تتاجر بوقودنا..
وهنا ينعقد لساني لأن لا اجر لي في النميمة، وفي نبش أسرار الحكومات والناس..