الملك وضع النقاط على الحروف
خالد فخيدة
في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع طلبة الجامعة الاردنية الاسبوع الماضي، كان جلالته واضحا مثل الشمس في ان التغيير والتطوير يأتي من خلال الضغط على البرلمان وليس على القصر لان الحكومة صاحبة الولاية العامة.
الملك كان يتحدث مع الطلبة عن عدم تفاعل الجيل الكلاسيكي مع افكاره التطويرية للوطن والمواطن. ورمى جلالته الكرة في ملعب الشباب للانطلاق بالاردن من خلال احترام الدستور والعمل على تكريسه ثقافة عملية في فكر المواطن الاردني حتى تكتمل رؤية جلالته التي تضمنها اوراقه النقاشية السبعة من اجل ان يكون الاردن في المقدمة.
ما اراده الملك في لقائه مع جيل المستقبل ان تكتمل دورة الحياة السياسية والتشريعية في الاردن بما يمكن الجميع من الوصول الى العدالة والمساواة من خلال انتاج حياة حزبية صحية تقوم على اساس المصالح الوطنية العليا وليس المصالح الفئوية الضيقة.
وهذه الدورة يجب ان تمنح القصر فعالية اكبر على صعيد انتاج السياسات العامة للدولة بما يمكنها من الانطلاق اقتصاديا الى العالمية بما يخدم تعزيز معادلة الامن والاستقرار التي يتميز بها الاردن دونا عن اقرانه في المنطقة.
والوصول الى هذه النمطية في ادارة الدولة تحتاج الى دماء جديدة قوام عملها الصالح العام وليس المصالح الخاصة التي عطلت كثيرا من برامج التنموية على مدار 15 سنة ماضية.
ولما تحدث جلالته بان تخفيض عدد اعضاء مجلس النواب الى 80 نائبا في الانتخابات المقبلة سيواجه تحديا كبيرا من قبل البرلمان الحالي، فهذه اشارة الى ان التطوير المنشود على صعيد آلية اتخاذ القرار الوطني بما يعزز مشاركة الفرد في صناعته ستواجهه عقبة كبيرة وهي رفض النواب لهذا التقليص لان الذي سيطغى عند عملية طبخ قانون الانتخاب المقبل مصلحة النائب وضمان عودته الى قبة البرلمان مجددا وليس متطلبات المصلحة الوطنية العليا.
اما تركيز جلالة الملك على الشباب فهذا سببه ايمانه بان هذا الجيل قادر على ترجمة رؤية جلالته بانتاج حكومات اغلبية وبرامجية من رحم البرلمان، تخطط وتنفذ وتتحمل المسؤولية دون ان تختبيء خلف القصر عند تقاعصها او تلكؤها او خطأوها في اتخاذ القرار.
وخلاصة حديث الملك الى الشباب بان التغيير لم تعد تستجيب لمتطلباته الادوات التقليدية في التعبير عنه. وانما يحتاج الى انتاج ائتلافات حزبية قوية قادرة على احداث التطوير المطلوب في حياة المواطن بعيدا عن تحميله صعوية الاحوال الاقتصادية والعجوزات المتوالية في موازنة الدولة.
التحدي الذي طرحه الملك امام الشباب، ان الوصول الى هذه الفلسفة في آلية الحكم هل يمكن خلال السنوات القادمة قبل انتخابات مجلس نواب 2020؟. جلالته وضع أمانة في عنق الشباب وكله أمل ان جيل المستقبل سيلتقط الرسالة للعمل على احداث التغيير المطلوب في اسرع وقت ممكن.
ما يحتاجه الاردن افكار من اجل التغيير والتطوير وليس اصواتا عالية.