شهادة وفاة «الاونروا» وحقوق اللاجئين
تصريحات أمريكية اجبارية وقبول عربي
صفقة القرن شارفت على النهاية ولم يبق الا الملح والبهار:
غرينبلات: لن ندعم وكالة الغوث للأبد نريد تاريخ نهاية محدد
الصفدي يجوب العالم لتوفير الدعم والعرب لا يدعمون
الأنباط: قصي أدهم
في الوقت الذي تتحرك فيه طائرة الرئاسة الفلسطينية في محيط مليء بالمطبات السياسية واتهامات بالفساد داخل الصندوق القومي الفلسطيني الذي قام بشراء طائرة للرئيس محمود عباس وسط ازمة مالية خانقة واقرار ضرائب على اهل غزة بمبلغ خمسون مليون دولار.
لا ينكر مسؤول اردني رفيع عدم امتلاك الدولة الأردنية «لحلول بديلة» حال فشلها في الضغط على الادارة الامريكية لسحب اعترافها بالقدس عاصمة موحدة او لعودتها عن قرارها وقف دعمها «للاونروا» وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فالأولويات العربية متباعدة الآن وعواصم الثقل العربي التاريخي تعيش ظروفا بين الفشل والانشغال الداخلي، مما سمح للدول الجديدة او صاحبة الحضور الجديد بتغيير الأولويات.
الأردن نجح في الحصول على هامش لحركته الديبلوماسية دون ان يتأثر بضغوط قطع المساعدات الامريكية لكن ذلك ليس هدفه الرئيسي، فمعضلة الاونروا مصدر قلق ربما اعمق من معضلة القدس، نظرا لتبعات هذا القرار على الأردن واللاجئين، حيث تقدم الاونروا خدمات لما يقارب نصف مليون طالب علم وعلاج.
الفريق الرئاسي الامريكي صارم في موقفه من الاونروا ونقلت مصادر غربية للاردن نقلا عن المبعوث الامريكي جيسون غرنيبلات الملكلف بعملية السلام ما يرفع درجة القلق الاردني الى الخط الأحمر حيث قال خلال اجتماع مع سفراء اوربيون «ان واشنطن تريد ان تنهي عمل «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا)، إذ لا يعقل ان تظل الوكالة تعمل أبد الدهر، يجب ان نضع تاريخا محددا لعملها وحسب قوله فان الاجيال الجديدة من اللاجئين ليست لاجئة لأنها ولدت على ارض جديدة وقال: «ندعم الوكالة، لكن ليس الى الأبد، نريد تاريخ نهاية محددا، ومستعدون للالتزام به».
سياق انهاء الاونروا يتماشى مع صفقة القرن التي يجري طبخها، كما قال المبعوث الامريكي ولا تنتظر موافقة الفلسطينيين حسب غرينبلات الذي قال «ان الفلسطينيين ليسوا طرفا مقررا، والخطة الجاري اعدادها هي خطة للاقليم والفلسطينيون طرفا فيها لكنهم ليسوا الطرف المقرر بل الأقليم » خاتما حديثه لسفراء اوربيون» الطبخة على النار ولم يتبق سوى اضافة القليل من الملح والبهارات.
الأردن الذي يتحرك الآن بكثافة لتوفير الدعم للاونروا رغم صعوبة ذلك بعد احجام اطراف عربية عن الدفع، واقبال اوروبي على دعم الاونروا، يخشى ان تتأثر المواقف الاقليمية بالقرار الامريكي خاصة وان الاتحاد الاوروبي نصح الفسطينيون بعد اتخاذ مواقف متشنجة والانتظار لحين عرض صفقة القرن رسميا، فلا أحد بامكانه ان يحل محل امريكا حسب اوروبا.
هذا الرد الاوروبي دفع الأردن الى الطلب من واشنطن الى توفير الدعم للاونروا على الأقل في العام ٢٠١٨ لحين الوصول الى توافق او حلول لكن ذلك يبدو مشروطا من واشنطن بالموافقة على صفقة القرن التي حظيت بموافقة القوى العربية الجديدة.
محاولات الاردن توفير الدعم للاونروا تصطدم اليوم بعقبات كبيرة ابرزها الانقسام الفلسطيني وخشية السلطة من قيام واشنطن بخلق قيادات فلسطينية بديلة اكثر من خشية قيادة السلطة على الأونروا، الفاعلة كثيرا في قطاع غزة والأردن وليس في الضفة وباقي المناطق التي يتواجد فيها اللاجئ الفلسطيني.