"قد التحدي" حملة للسرطان في يومه العالمي

 

 

 

  عمان -بترا

 

تنطلق حملة" قد التحدي " التي تطلقها مؤسسة الحسين للسرطان للتوعية باهمية اتباع الممارسات الصحية والسلوكية ضد الاصابة بالسرطان، وتأتي في اطار مشاركة الاردن اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف الاحد المقبل، تحت شعار "نحن نقدر... أنا أقدر" .

ويعد السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم إذ بلغ عدد الحالات الجديدة للإصابة به 14 مليون حالة تقريباً في عام 2012، وتسبب بوفاة 8.8 مليون شخص وفقا لمنظمة الصحة العالمية

وتشير الاحصائيات إلى أن المرض قد زاد بنسبة ما يقارب 20 بالمئة خلال الأعوام العشرة الأخيرة وان معظم هذه الأرقام هي في دول العالم الثالث، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريباً من أصل 6 وفيات على صعيد العالم.

المدير العام لمؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش تقول في هذه المناسبة: "تهدف حملة مؤسسة الحسين للسرطان "قد التحدي" التي أطلقناها بمناسبة اليوم العالمي للسرطان إلى التوعية بأهمية اتباع نمط حياة صحي للوقاية من السرطان والتشجيع على اتخاذ قرارات واعية تتضمن تجنب التدخين واختيار الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بانتظام"، مشيرة الى انها بمثابة دعوة لكل شخص بأن يتحدى جميع المبررات التي تحول دون البدء بهذا التغيير.

ويوضح مدير السجل الوطني للسرطان ورئيس قسم مكافة السرطان في وزارة الصحة الدكتور عمر النمري ان اكثر من 60 بالمئة من مرضى السرطان في الاردن يشفون الآن من المرض بسبب التقدم في العلم والتطور الذي حصل، "انما الهدف هنا ليس التخويف بل هو التثقيف"، لافتا إلى ان المعدل الخام للإصابة في الأردن بين الذكور 79 حالة وبين الاناث حالة 92.1 لكل 100,000 من السكان .

ويشير إلى أن أهم إحصائيات التقرير السنوي الأخير للسجل تشير الى انه بلغ مجموع الحالات المسجلة (8716 ) حالة منها (5695) أردنيين ما نسبته 65.3 بالمئة من إجمالي عدد الحالات المسجلة حيث بلغ عدد الحالات بين الذكور الأردنيين 2718 (47.8%) والإناث 2977(52,2 %) ، في حين بلغ إجمالي الحالات بين غير الأردنيين للعام 2014(3021) حالة ما نسبته (34.7%) من مجموع الحالات.

ويبين النمري ان السرطانات الأكثر شيوعاً بين الأردنيين، وبخاصة الذكور وفي المرتبة الاولى سرطان القولون والمستقيم بنسبة (13.6%)، ثم سرطان الرئة (%12)، يليه سرطان المثانة بنسبة(%9) ، وسرطان البروستات بنسبة(8.4 %) ثم سرطانات غير هودجكين بنسبة(5,6%).

ويشير الى أن نسبة الاصابة بين الإناث كانت اعلى بسرطان الثدي بنسبة (39,4%)، والقولون والمستقيم بنسبة (9.6 %)، وسرطانات الغدة الدرقية بنسبة (5,8%) ثم سرطان الرحم بنسبة (5,4%) ثم سرطانات غير هودجكين بنسبة (4,1%) من مجموع سرطانات الإناث.

ويضيف النمري انه بلغ مجموع سرطانات الأطفال للأعمار اصغر من 15 سنة بنسبة 3.9 % من مجموع السرطانات الكلي منها(127) بين الذكور بنسبة (57,2 %) و ( 95) بين الإناث بنسبة (42,8 %) من الحالات ، وحوالي (48%) من الحالات المسجلة هي لاطفال دون سن 5 سنوات ،وكانت اكثر السرطانات شيوعا في هذه الفترة العمرية (الاطفال اصغر من 15 سنة ) هي كالتالي: سرطان الدم :25,2%، سرطان الدماغ والأعصاب15.8% ، السرطانات الليمفاوية 17.1%، ثم سرطان العظم بنسبة 6.8 %، واخيرا سرطان الكلى 5.9% .

ويوضح إن السرطان يصيب أي إنسان بأي وقت وفي اي عمر وأن افضل الطرق للوقاية من المرض هي الكشف المبكر واتباع أسلوب حياة صحي سليم وغذاء صحي والامتناع عن التدخين والابتعاد والتقليل من التعرض لعوامل الخطورة والسمنة والمحافظة على بيئة صحية وسليمة.

ويشير النمري الى ان الاصابة بمرض السرطان ترجع للعديد من الاسباب وليست لسبب واحد معين ، منها ما قد يعزى للوراثة العائلية وبنسبة قد تصل الى 5-10%، اما باقي الاسباب الاخرى قد تكون نتيجة للتعرض لمسببات ومواد مسرطنة واعتمادا على المدة الزمنية ومقدار الجرعة وكمية التعرض لتلك المواد (كالإشعاعات وبعض المواد الكيماوية او البيولوجية)، مبينا أن عوامل الاختطار المرتبطة بالسرطان كثيرة فمنها على سبيل المثال تعاطي التبغ /الدخان والكحول واتباع نظام غذائي غير صحي وقلّة النشاط البدني وزيادة الوزن وبعض الإصابة بامراض معينة او فيروسية.

ويبين ان التقدم الاقتصادي والثقافي ادى الى تغيير في المستوى المعيشي وظهور انماط سلوكية جديدة مثل انتشار التدخين واستهلاك المواد النشوية والدهنية من خلال انماط غذائية غير صحية اضافة الى اسلوب الحياة الخامل والتلوث البيئي بأشكاله كافة؛مما ادى الى زيادة في انتشار الامراض غير السارية ومنها امراض السرطان، إذ يعتبر مرض السرطان احد اهم الامراض غير السارية التي تؤرق السلطات الصحية على السواء في الدول المتقدمة والنامية بسبب الزيادة الواضحة في معدلات الاصابة والوفيات الناجمة عنه وبسبب الكلف الباهظة لمعالجة هذا المرض.

ويقول النمري ان برنامج السجل الوطني للسرطان الذي تم استحداثه في العام 1996 للتعرف على حجم مشكلة السرطان في الاردن يُعنى بتسجيل جميع حالات السرطان المشخصة على ارض الوطن ولجميع الاردنيين وغير الأردنيين وبالتعاون مع القطاعات الصحية كافة (القطاع العام، القطاع الخاص، الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية، واخرى) من خلال احدث الطرق العالمية لتسجيل السرطان وضمن الاسس العالمية المتبعة عالميا والمعمول بها ضمن منظمة الصحة العالمية ومعاهد السرطان العالمية.

مستشار أمراض الدم والأورام ورئيس قسم أمراض الدم والأورام مدينة الحسين الطبية- سابقا ومدير مركز دار الشفاء لعلاج الأورام الدكتور مروان العكشة يؤكد ان نسبة الاصابة بالسرطان في الاردن ضمن المعدلات العالمية ولا تشكل وباء أو إرتفاعا عن المعدل للدول المجاورة، إذ تشير إحصائيات السجل الوطني للسرطان عام 2013 "لدينا ما يقارب 5000 إصابه جديدة".

ويوضح ان التطور الكبير الذي طرأ في وسائل الكشف المبكر والتقنيات المخبرية والأشعة بالإضافة لدخول مجموعات جديدة من العلاجات الذكية الموجهة باتجاه الخلية السرطانية بالتحديد دون المس بالخلايا السليمة كان له الأثر الكبير في الأرتقاء بعلاج مرضى السرطان من الأساليب العلاجية السابقة باتجاه التقنيات الحديثة.

ويشير الى "انه مع تقدم التكنولوجيا تعرفنا على الخارطة الجينية للسرطان كونه ليس مرضا واحدا وإنما مجموعة من الأمراض التي تؤثر على أجهزة وأعضاء الجسم بطرق مختلفة، وعند تحليل الجينات السرطانية ومعرفة الخلل فيها وفي العضو المصاب تمكننا من إبطال مفعول الخلل والعودة إلى الوضع الطبيعي وكما حصل في حالات سرطان الدم الحبيبي المزمن حيث قمنا بتصحيح الخلل عن طريق مركبات موجهة للجين المصاب والتي تقوم بتصحيحه بحيث يعود المريض الى وضعه الصحي كما كان قبل الأصابة خلال اسابيع معدودة وبنجاح مبهر في وقت كنا نعرض هؤلاء المرضى إلى عمليات زرع النخاع التي لم تكن مضمونه وفيها نسبة وفيات أصبحنا بغنى عنها".

ويبين العكشة ان من العلاجات الحديثة والتي تعد ثورة في عالم السرطان هي العلاجات المناعية حيث أن الفكرة التي إستخلصها العلماء كون جهازنا المناعي هو خط الدفاع الأول عن كافة الامراض العمل على التعرف على الخلل الذي شل جهاز المناعة وحرمه من التعرف على الخلايا السرطانية والعمل على تصحيحه بالقضاء على هذا الزائر الغير مرغوب به.

ويضيف : "كما قام العالم فليمنغ في عام 1928 باكتشاف البنسلين وكانت خطوة البداية للقضاء على الجراثيم وها هي العلاجات المناعية في طريقها لتصحيح مناعة أجسامنا والقضاء على السرطان لكن ما زلنا في بداية الطريق ونشاهد فرصا في الشفاء لمرض كان في السابق صعب الشفاء منه".

ويقول العكشة انه قبل الوصول لمرحلة الاصابة لا بد من الوقاية والتي تقي من السرطان بنسبة 75%. وكون السرطان الأكثر شيوعا في الرجال والنساء هم: الثدي والرئة والقولون وكلهم ممكن أن نكتشفهم بشكل مبكر بعمل الفحص الذاتي لدى السيدات بالأضافة الى الصور الدورية للثدي مثل الماموغرافي والألتراساوند.

ويضيف: يجب عمل تنظير للقولون بشكل دوري كل عشر سنوات بعد عمر الخمسين وإذا دعت الضرورة في الأصابات على عمر مبكر في العائلة يجب عمل الكشف المبكر في سن الأربعين.

ويدعو الى ضرورة الحد من التدخين وبخاصة بين الشباب باعتباره المسبب الرئيسي لعدد كبير من السرطانات لا حصر له، كما يدعو الى ضرورة حظر التدخين في المطاعم والعمل على الحد من البرامج التلفزيونية التي تروج للتدخين بشكل مباشر وغير مباشر ، وكذلك بين الأطباء لمنع هذه العادة قدر المستطاع والتي ما زالت دارجة حتى لا يتأثر بها أجيالنا والاجيال القادمة.

يشار الى ان الوكالة الدولية لمكافحة السرطان (UICC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) تحييان اليوم العالمي للسرطان في الرابع من شباط من كل عام بالتشارك مع جميع المؤسسات والهيئات المعنية حول العالم، تحت شعار "نحن نقدر... أنا أقدر" للمرة الثالثة على التوالي، حيث يٌأمل خلال الفترة من الأعوام 2016 ولغاية 2018، استكشاف سبل جديدة من قبل الجميع وبصفة جماعية أو كأفراد للحد من العبء العالمى الكبير للسرطان وتاثيره على البشرية.