المهمة المستحيلة.. دي ميستورا في حقل الالغام

 

على خطى اسلافه في سوريا

 

الانباط – عواصم ووكالات - مامون العمري

 

على مدى سنوات   الست الماضية  ، ما زال الفشل عنوان المهمة التي يقوم بها المبعثون الدوليون  في الحريق السوري المستعر شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ،  فالامم المتحدة  التي سارعت لتعيين مبعوثين اممين   اعتقدت انها  ستؤدي دورًا إطفائيًا لإخماد نيران الحرائق السورية  غير أن الحصاد جاء بعيدًا عن الآمال المعقودة.

"الانباط " في عددها اليوم  تقدم  قراءة تحليلية في المهمة المستحيلة بعد ان  جربت  الامم المتحدة ثلاث مبعوثيين   ، انهى اثنان منهم المهمة بالاستقالة  او بين قوسيين بالفشل ، واستمر السيد ستيفان دي ميستور ثالثا  يسعى ما بين العواصم العالمية والقوى المتناحرة على مصالحها في سوريا  لعله يجد  ما يقارب المواقف  بين الصراع العالمي والصراع الداخلي حول سوريا وفيها .

 صحيح  ان ستيفان دي ميستورا  كان نفسُه اطول من سابقيه ،الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي عنان (شباط 2012 -آب 2012) ، والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي (ايلول 2012- ايار 2014) لكنه وبعد  مايزيد عن ثلاث  سنوات ما يزال الوضع على ما هو عليه  ، وان كنت اجد ككاتب لهذا الملف عبر "الانباط" اجد  ان الامور تزداد تعيدا وتصل الى حد الانغلاق  والغرق  الذي  تساهم العديد من العوامل  في ذلك ، ناتي عليها في  متن المادة هنا .

 

مشوار المبعوثيين في سوريا

  دفع واقع الثورة السورية لإرسال بعثة مراقبين شكلتها الجامعة العربية في كانون الثاني 2011 برئاسة الدبلوماسي السوداني السابق محمد الدابي "لتفقد الأوضاع بسوريا"، واستمر عمل الفريق قرابة الشهر.

لم يجف حبر استقالة الدابي حتى عيّنت الأمم المتحدة الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي عنان مبعوثًا عربيًا ودوليًا مشتركًا ،وقدم خطة للسلام ووقف الحرب في البلاد، لكنه اصطدم بأفق مسدود سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، مما دفعه لتقديم استقالته في الثاني من آب 2012.

استقالة عنان طرحت تساؤلات كثيرة عن إدارته لمهمته وللأزمة، ثم تكرر الأمر نفسه مع الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي ، الذي أعلن فشل مهمته بعد وصول مفاوضات "جنيف 2" إلى طريق مسدود.

إقرار الإبراهيمي بفشله لم يمنع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تعيين مكانه السياسي والدبلوماسي السويدي ستيفان دي ميستورا في تموز 2014؛ ليكشف تعيينه أزمة المبعوثين الأمميين إلى سوريا وإضاعتهم البوصلة وضلالهم طريق الحل.

وبدا دي ميستورا المبعوث الثالث إلى سوريا، وكأنه يدور في حلقة مفرغة منذ خلافته للأخضر الإبراهيمي، وسجل هو الآخر فشلًا واضحًا في أداء أيّ دور إيجابي، ولم يتمكن من تحقيق خفض لمستوى العنف حتى في بعض المواقع التي كانت أطراف الصراع لديها بعض الاستعداد للوصول إلى هذه الغاية.

وخلال جولات جنيف الأربعة راوح دي ميستورا مكانه دون تحقيق تقدُّمٍ يُذكر أو يكسر الجمود في الأزمة السورية، فالأمم المتحدة ومبعوثوها أطالوا الأزمات، ويكسبون الوقت ويستخدمون جملًا دبلوماسيةً وعباراتٍ لبقةً لإرضاء الأطراف، ولا شيء من ذلك تحقق سوى الاحتفالات والمؤتمرات الصحفية التي باء آخرها بالفشل في سوتشي منذ أيام قليلة.

فشل المبعوثين  في سوريا  له كما قلنا من قبل له اسبابه التي نستطيع ان نعرضه على شكل نقاط عامة  يأتي تفسيرها  ايضا عبر التحليل التالي :-

-                افتقار المجتمع الدولي لإرادة موحدة في التعاطي مع الأزمة التي تعصف في سوريا منذ نحو ست سنوات

-              الانقسامات البينية العربية والإقليمية  تشكل عاملًا سلبيًا في مهمة المبعوثيين الدوليين، فأي قرارات تصدر عن الأمم المتحدة تحتاج إلى إجماع دولي على تطبيقها، وتعاون عربي وإقليمي لا يمكن من دونه أن تنجح الجهود المنظمة الدولية وتترجم قراراتها وهذا لم يكن ايضا

-              المبعوثون ايضا  كانوا  لا ينظرون إلى جذور وأسباب الأزمات الحاليّة، ففي الحالة السورية تعامل جميع المبعوثين الأمميين إلى سوريا مع القضية السورية بوصفها نزاعًا مسلحًا بين طرفين، ولم يأخذوا في الحسبان التعامل مع المسألة السورية من جانبيها الأخلاقي والإنساني، بل كان المبعوثون يساوون بين الضحية والجلاد.

-              المبعوثون الأمميون أيضًا  كما يذهب البعض  كان لديهم انحياز من نوع اخر  وكأنهم ملتزمون بالدفاع عن مصالح قوى كروسيا و الولايات المتحدة قبل كلّ شيء آخر، مما ادى  أي فقدان هؤلاء المبعوثين للقدرة على إنتاج حلول تستجيب لمصالح الأطراف المنخرطة في الصراع، الأمر الذي يسهل الوصول إلى الحلول.

ما بين المعوثيين الثلاث

كوفي عنان

 في الثالث من اب كتبت وكالة الانباء رويترز ما يلي:- أقر كوفي عنان بفشل محاولاته لاحلال السلام في سوريا وألقى -ربما من باب حرصه على حماية إرثه من وصمة إبادة جماعية جديدة- باللائمة في الفشل على القوى الكبيرة التي تزعم أنها تؤيده.

كانت سوريا هي أفضل فرصة أمام عنان (74 عاما) لمحو آثار فشل الدبلوماسية في رواندا والبوسنة ودارفور والصومال والعراق وهو الفشل المرجح أن يطغى على إنجازاته من جهود وساطة هادئة ومساع للقضاء على الفقر والايدز مما جعله أهلا للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2001 .

بدا صوت عنان متأثرا عند إعلان تخليه عن مهمة السلام في سوريا وألقى الأمين العام السابق للأمم المتحدة باللائمة على مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بحق النقض (الفيتو).

وقال عنان ”عليكم أن تدركوا أنه لا يمكنني بصفتي مبعوثا أن أريد السلام أكثر مما يريده أصحاب القضية أنفسهم وأكثر مما يريده مجلس الأمن أو المجتمع الدولي لأن هذا مهم.“

وأضاف ”في الوقت الذي نحتاج فيه -ويحتاج فيه الشعب السوري بشدة- للعمل يستمر تبادل الاتهامات واللعنات في مجلس الأمن.“

وكان يرى محاولة حل الأزمة ”واجبا مقدسا“ لكنه قال إنه يدرك أنه ربما جيء به قبل الأوان أو بعده.

وتداعت جهود عنان للسلام بالفعل بعد فشل وقف لإطلاق النار أعلن في 12 نيسان لكن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ظلت تقول إن خطته للسلام هي السبيل الوحيد للمضي قدما مما جعله يبدو كورقة توت تخفي عزوفا عن التحرك.

وقال عنان ”على الرغم من أن كثيرين يطلقون عليها اسم خطة عنان فإنها خطة مجلس الامن. أقرت بموجب قرار لمجلس الأمن.. يجب التذكير بهذا وأعتقد أن أعضاء المجلس يجب أيضا أن يتذكروا هذا.“

وأضاف ”يمكن للمرء أن يفعل أفضل شيء في الدنيا لكن عندما يكون هناك فيتو في مجلس الأمن فلن نحقق شيئا.“

وارجع عنان اعلانه الاستقالة صراحة “لتبادل الاتهامات والسباب” داخل المجلس وتمنى حظا سعيدا لمن سيخلفه في المهمة.

وندّد عنان بما اعتبره “عسكرة متزايدة” للنزاع السوري وانعدام الإجماع داخل مجلس الأمن والمجتمع الدولي.

 

وقال في جنيف إن “العسكرة المتزايدة على الأرض، وانعدام الإجماع في مجلس الأمن أدّيا إلى تغيير دوري بشكل كبير”.   

الاخضر الابراهيمي

 بدأ الابراهيمي مهمته في سوريا بمشاورات عقدت في دول أوروبية في البداية، ثم توجه إلى سوريا وأجرى عدة لقاءات مع النظام، كما التقى في كل من تركيا ومصر وروسيا مع بعض أطراف المعارضة السورية واستمرت اللقاءات والمناقشات فترة طويلة دون حدوث تطورات على أرض الواقع، وبقيت سوريا تعيش حالتها المأساوية الممتدة

في البداية كرر الدبلوماسي الجزائري المحنك الاخضر الابراهيمي خلال مسيرته الطويلة مقولة انه ‘لا يوجد وضع من دون امل’، لكن مع النزاع المستمر منذ اكثر من عامين في سورية التي عين موفدا دوليا لها، واجه وزير الخارجية الاسبق ‘مهمة مستحيلة’.

وقد بذل الابراهيمي كل ما في وسعه للتوصل الى حل للازمة السورية، وهو الدبلوماسي الخبير الذي ساهم كمبعوث للجامعة العربية، في التوصل الى اتفاق الطائف في العام 1989 لوضع حد للحرب اللبنانية التي اندلعت العام 1975، قبل ان يتولى مهمات للامم المتحدة في العراق وافغانستان.

بعد تعيينه بفترة قصيرة، اثار الابراهيمي حفيظة المعارضة السورية التي طالبته بالاعتذار من الشعب السوري لتصريحه انه لا يعرف ما اذا كان الوقت قد حان للمطالبة بتنحي الرئيس الاسد.

لكن علاقته بالنظام السوري لم تكن افضل حالا. فخلال زيارته الثالثة الى دمشق نهاية العام 2013، وقعت القطيعة مع الرئيس الاسد الذي انهى اجتماعه مع الابراهيمي بعدما سـأله الاخير عما اذا كان ينوي الترشح الى الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولايته في العام 2014.

وبعد ايام على هذا الاجتماع، قال الابراهيمي من دمشق ان ‘التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع′، داعيا في مؤتمر صحافي الى تشكيل حكومة ‘كاملة الصلاحيات (…) تتولى السلطة خلال الفترة الانتقالية’.

الإبراهيمي وبعد نفاذ محاولاته لإيجاد حل في سوريا قدم تصوراً لمجلس الأمن الدولي قبل أن يقدم استقالته، التصور الذي قدمه الابراهيمي تضمن تطبيق القرار 2139 المعني بإيصال المساعدات الإنسانية، ثم خفض العنف ووقفه، وتشكيل هيئة تنفيذية تؤدي إلى الانتقال إلى سورية جديدة وتنظم حواراً وطنياً وتجري مراجعة للدستور وتنظم انتخابات على أساسه، وإنهاء تدفق الأسلحة إلى سورية. وبعد ذلك قدم استقالته من مهمته في سوريا بعد أن أعلن عن فشله وفشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل للأزمة السورية. وقال الابراهيمي أمام مجلس الأمن إن على “داعمي المعارضة، لا الأمم المتحدة، العمل على توحيد فصائلها»، مشيراً إلى أن عدد المجموعات المعارضة المسلحة يصل إلى حوالى ألف.

 وما ان حل ايار من العام 2014 حتى  اعلن استقالته وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قبوله طلب المبعوث الأممي والعربي الخاص لسورية، الأخضر الإبراهيمي، بإستقالته من منصبه بدءا من الحادي والثلاثين من أيار.

وقال بان اليوم في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، إنه يقبل طلب الإبراهيمي “بإعفائه من منصبه في الحادي والثلاثين من شهر ايار”.

وأعلن الإبراهيمي في تصريحات علنية وفي مشاوراته مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي "إحباطه وشعوره باليأس" من عجزه عن إحراز أي تقدم في الصراع السوري للتوصل إلى حل سياسي.

وكان قد ترأس الإبراهيمي جولتين من محادثات السلام بين المعارضة والنظام، في مونتيرو وجنيف في كانون الثاني وشباط 2014، لكنها فشلت في التوصل إلى نتائج ملموسة.

وقال الابراهيمي للصحافيين: "ليس الأمر لطيفا جداً بالنسبة لي. من المحزن جداً أن أترك المنصب وأن اترك سوريا ورائي في تلك الحالة السيئة".

 

دي مستورا

بعد استقالة الابراهيمي من منصبه كان الدبلوماسي ستيفان دي مستورا اللاعب الجديد للأمم المتحدة في سوريا، وقدم دي مستورا وثيقة للحل السياسي عبر 3 مراحل لتنفيذ بيان جنيف.

وتدعو الوثيقة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومجلس عسكري مشترك من النظام والمعارضة في مرحلة انتقالية توصل البلاد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة.

وتقترح الوثيقة خريطة طريق لتنفيذ بيان جنيف، مقسمة مسيرة الحل إلى 3 مراحل أولاها مرحلة التفاوض، والثانية وقف اطلاق النار، والثالثة هي إنشاء هيئة حاكمة انتقالية بسلطة مطلقة في جميع الشؤون العسكرية والأمنية. أما المرحلة الأخيرة بحسب الوثيقة فهي مرحلة الدولة السورية في شكلها النهائي حيث تؤدي المرحلة الأنتقالية إلى الوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة.

وأعلنت المجموعات المسلحة المعارضة في مدينة حلب الشمالية رفضها لخطة الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا المتعلقة بتجميد القتال في المدينة، ما يوجه ضربة للجهود التي يبذلها في سبيل تحقيق السلام في سوريا. كما  حدثت انشقاق في الائتلاف بصدد خطة دي مستورا.

التقى دي مستورا بجميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية سواء في الداخل أو الخارج بهدف توضيح خطته والعمل عليها، إلا أنه لم يصل إلى نتيجة حتى الآن، وما تزال جهوده مستمرة لإيجاد مخرج للبلاد من حمام الدم الذي تمر به سوريا منذ سنوات

المؤتمرات التي عقدت بشأن سوريا

جنيف

كان مؤتمر جنيف 1 المنعقد في حزيران 2012 أول محطة دولية دعمتها الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية، واجتمع ممثلون عن طرفي الصراع في سوريا في المؤتمر دون الممثلين الحقيقيين للشعب السوري، كما لم يحضره ممثلو الكرد السوريين، وخرج المؤتمر بوثيقة نصت على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. واعتبرت المعارضة أن نقل الصلاحيات إلى الحكومة يعني تنحي الرئيس السوري، إلا أن النظام رفض مجرد التطرق إلى مسألة الرئيس، معتبراً أن هذا الموضوع يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع، كما يشكك في تمثيلية المعارضة. كما نص الاتفاق، الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. ولكن مقررات المؤتمر بقيت حتى الآن حبراً على ورق بسبب عدم تنفيذ الأطراف المعنية لبنود الاتفاق.

لم يكن مؤتمر جنيف 2 الذي عقد في عهد المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي في شباط 2014 أفضل من جنيف واحد، حيث لم يحضره الممثلون الحقيقيون للشعب السوري، كما لم يكن هناك تمثيل للكرد في المؤتمر، وهو مؤتمر دولي مقترح دعمته الأمم المتحدة وعقد في جنيف جمع بين الحكومة السورية وبعض أطراف المعارضة السورية لمناقشة إمكانية تشكيل حكومة انتقالية في سوريا مع صلاحيات تنفيذية كاملة. كان هناك دور كبير لمبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا الأخضر الإبراهيمي في التحضير لانعقاده بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وروسيا.

 واستمرت جنيف في استقبال المؤتمرات  حتى وصل العدد الى ثماني مؤتمرات  توصلت حتى اللحظة الى المبادىء العامة التي وضعها دي مايستورا

 القاهرة حاضنة بعض مؤتمرات المعارضة

شهدت العاصمة المصرية القاهرة عدة مؤتمرات واجتماعات للمعارضة السورية بهدف توحيد موقفها من الأزمة في البلاد، وعقدت عدة اجتماعات في القاهرة في عام 2015 ضمت بعض شخصيات المعارضة السورية، وفي 15/05/2014 اجتمعت شخصيات وطنية وحزبية في القاهرة لمناقشة عقد لقاء وطني لمختلف أطراف المعارضة المؤمنة بضرورة الحل السياسي للقضية السورية. وقبل ذلك عقد مؤتمر القاهرة التحضيري في 22-24 يناير/كانون الثاني 2015 وقد صدر عن الاجتماع “إعلان القاهرة” واختيرت لجنة عمل لمتابعة التحضيرات اللازمة لعقد المؤتمر في الربيع من نفس العام.

وبعد نقاشات واتصالات واسعة قامت بها اللجنة وفي تنسيق بينها وبين أعضاء المؤتمر التحضيري تم إعداد مشروع ميثاق وطني ومشروع خارطة طريق واختيار أكثر من مئتي شخصية وطنية وممثلين لقوى وطنية ديمقراطية ومدنية لحضور المؤتمر وجرى تحديد تاريخ انعقاده في 8-9 حزيران/يونيو 2015.

والمؤتمر الثاني لأطراف المعارضة  السورية، جمعت في القاهرة أكثر من 150 معارضاً سورياً، بينهم أعضاء سابقون في «الائتلاف الوطني» يحضرون بصفتهم الشخصية، كما حضر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس البرلمان العربي أحمد الجروان. المؤتمر تبنى «ميثاقاً وطنياً سورياً»، استناداً إلى مؤتمر جنيف الأول القائم على تأسيس هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة  وبقيت مقررات القاهرة أيضاً بلا جدوى مع استمرار الصراع على السلطة الذي تعيشه البلاد.

مؤتمرات موسكو

خلال فترة الأزمة كانت العاصمة الروسية موسكو أيضاً مركزاً لاجتماعات سورية جمعت أطراف المعارضة تارةً، والطرفين معاً أي المعارضة والنظام تارة أخرة، إلا أنها لم تنجح في الوصول لحلول بصدد الأزمة.

وفي شهر كانون الثاني من عام 2015 الجاري عقد في موسكو اجتماع للمعارضة السورية ضم بعض أطراف المعارضة مع وفد للنظام، وانتهى دون نتائج، تلاه مؤتمر موسكو 2 المنعقد في نيسان 2015 والذي شارك فيه 33 شخصية معارضة مع وفد من النظام السوري. ولم يتم التوصل إلى أي تفاهم للأزمة، وبعد ذلك توجهت بعض أطراف المعارضة السورية إلى العاصمة الكازاخستانية الاستانة لتجتمع هناك أيضاً دون نتائج تذكر.