عفرين تفتح شهية  البحث عن  النفوذ  في الاراضي السورية

مواجهة عسكرية بين الجيش السوري والجيش التركي

 

عفرين تفتح شهية  البحث عن  النفوذ  في الاراضي السورية

 

عواصم – وكالات - الانباط  – مامون العمري

نعود  من جديد عبر "الانباط " الى قراءة مستجدات المعركة عفرين، التي بدأتها القوات التركية في الشمال السوري بمباركة روسية وتحذير اروبي ، اما الموقف الامريكي فيبدو في المنطقة الرمادية كما سنتابع من خلال الرصد القادم في التصريحات ، الرئيس التركي في تصريحاته امس الجمعه هدد بتوسيع الهجوم التركي على جيب عفرين ليشمل مدنا اخرى في شمال سوريا، من اجل القضاء على اي وجود لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة "منظمة ارهابية".

وفي خطاب بثه التلفزيون، وعد اردوغان "بتطهير" منبج التي تبعد نحو مئة كيلومتر الى الشرق من عفرين وتتواجد فيها قوات اميركية الى جانب الوحدات الكردية و"بعدم ترك اي ارهابي حتى الحدود العراقية".

قال وزير الصحة التركي إنه "قتل 14 عنصرا بينهم 3 جنود أتراك في عملية غصن الزيتون"،وأوضح أنه "أصيب 130 عنصرا في عملية غصن الزيتون وهناك جنود حالتهم خطيرة"،وكان مصدر في وزارة الصحة التركية أكد أنه "تم تقديم المساعدات الأولية لأغلبهم في أماكن تواجدهم، فيما نقل 16 عسكريا تركيا الى المستشفيات ولا شي بهدد حياتهم، كما نقل للمستشفيات 18 عنصرا من الجيش السوري الحر".

تناول تقرير موسّع في مركز الجزيرة للدراسات، المواقف الدولية والسيناريوهات المحتملة إزاء  معركة عفرين او ما اطلق عليه عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها القوات المسلحة التركية، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، في منطقة عفرين السورية.

التقرير أشار إلى وجود مواقف دولية مهمة وخاصة للقوى الدولية والإقليمية التي تمتاز بحضور وتأثير داخل المشهد في سوريا، وهي: أميركا وروسيا وإيران بالإضافة إلى موقف النظام السوري.

واستعرض التقرير ردود أفعال تلك القوى على العملية التركية في عفرين، على النحو التالي:

الموقف الأميركي

من المعلوم أن أحد البواعث الأساسية للعملية التركية هو تطور الاعتماد الأميركي على وحدات حماية الشعب وتزايد الدعم لهم بالرغم من القضاء على داعش. وقد تساءَلَت تركيا كثيرًا عبر رئيسها عمَّا يعنيه وصف العلاقة بين أنقرة وواشنطن بالتحالف في ظل الدعم الأميركي لجهة على حدود تركيا تعتبرها الأخيرة إرهابية.

ولهذا، فإن الذي كان ماثلًا أمام واشنطن، والتي ليست موجودة في عفرين، هو تخفيف الاحتقان التركي لتجنب تضرر أكبر في العلاقة مع تركيا وعدم تقديم فرصة أكبر لموسكو للتغذي من هذه الحالة؛ وقد قال وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس: إن لتركيا مخاوف أمنية "مشروعة" في المنطقة، وإنها كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية.

في حين قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناويرت، في أول يوم للعملية العسكرية: "نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة في أهدافها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين".

وقد قال وزير الخارجية الأميركي، تيلرسون: "إن بلاده "تُقدِّر" حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد الإرهابيين، ولكن "الوضع الآن صعب؛ حيث يوجد اختلاط كبير بالمدنيين، ولذلك طلبنا منهم أن يكونوا دقيقين، وأن تكون عملياتهم محدودة، وأن يُظهروا تقيدًا، وسنرى إذا كان بإمكاننا العمل معهم لخلق مناطق أمنية قد يحتاجونها".

قد يكون الموقف الأميركي مقدِّرًا لحالة عدم التحمل التي وصلتها تركيا أو لما يقال إنه فخ روسي نصبه بوتين للإيقاع بين واشنطن وأنقرة ولهذا فإن الموقف الأميركي قد غضَّ الطرف عن العملية التركية في عفرين ولعل هذا ما يفسر تراجع واشنطن عن إعلانها عن تعبير قوة حدودية إلى قوة داخلية في سوريا ولكن ربما سنكون أمام موقف مختلف فيما لو توسعت العملية إلى منبج أو مناطق شرق الفرات.

وفي ذات السياق، ذكرت مصادر صحفية تركية أن تركيا هددت واشنطن بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكوجيجك أمام القوات الأميركية، في حال عارضت عملية عفرين، ونُقل عن وزير الخارجية التركي قوله: "فلا تُجبرونا على اتخاذ خطوات أحادية الجانب، فإن كنتم تضعون هذه الخسائر نصب أعينكم استمروا بمعارضتكم"

الموقف الروسي

ساد شيء من عدم الوضوح بخصوص الموقف الروسي قبيل تقدم تركيا إلى عفرين حيث نفى لافروف انسحاب قوات بلاده من عفرين والتي انسحبت قبل بدء العملية بساعات، وبالرغم من أن روسيا أعربت عن قلقها إلا أنها أعلنت أن واشنطن هي من دفعت أنقرة لهذه الخطوة وأن واشنطن تضغط على الأكراد وتشجعهم على التوجهات الانفصالية.

كما أن التنسيق التركي مع روسيا برز بشكل مباشر من خلال توجه رئيس الأركان والمخابرات التركيين إلى موسكو حيث ذكر وزير الخارجية التركي أن بلاده تُجري مشاورات مع روسيا وإيران لتمكينها من استخدام المجال الجوي السوري، وقال: إن زيارة رئيس الأركان التركي إلى موسكو تأتي في إطار مشاورات مع روسيا وإيران الداعمَتين الرئيسيتين لبشار الأسد، للسماح لطائرات تركية بالمشاركة في حملة عفرين

الموقف الإيراني

بالرغم من أن تركيا عملت مع إيران بشكل وثيق لإحباط نتائج استفتاء إقليم شمال العراق بشكل ناجح إلا أن إيران التي تحتفظ بتواجد في مناطق قريبة من عفرين دعت إلى إنهاء العملية العسكرية بحجة أن ذلك قد يؤدي لتقوية الجماعات الإرهابية.

وقد قال حسين جابر أنصاري، مساعد وزير الخارجية الإيراني: إن كلًّا من الدول الضامنة لوقف إطلاق النار عليها ألا تُقدِم على خطوة من هذا القبيل حتى لا يتأثر مؤتمر سوتشي في 29 و30 كانون الثاني 2018، ومن جهته أيضًا، دعا رئيس الأركان الإيراني، في اتصال مع نظيره التركي، إلى تأكيد تركيا على احترام وحدة الأراضي السورية وأنها ليس لها أطماع في سوريا

وهو ما أكدته تركيا بشكل واضح، حيث لم يعتبر الأتراك، الذين حرصوا على التنسيق المكثف مع إيران، موقف الأخيرة موقفًا معارضًا بل اعتبروه أيضًا موقفًا متفهمًا للخطوة التركية

وعند هذه النقطة تحديدًا، فإن طهران التي لديها مخاوف مشتركة من مشروع كيان كردي لا تريد بالتأكيد للنفوذ التركي -الذي تعرف موقفه من نظام بشار الأسد- أن يتزايد في شمال سوريا على حسابها، وتريد طهران أن تبقى صاحبة كلمة من خلال العمل مع موسكو ودمشق، ولكن إدراكها أنها مستهدفة في الاستراتيجية الأميركية الجديدة قد جعلها تُبدي مرونة وربما يكون هناك تنسيق لاستخدام الأراضي التي تهيمن عليها قوى تابعة لها في العمليات.

واشنطن وباريس تدعوان الى ضبط النفس

أبدى وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان وووزير دفاع الولايات المتحدة الأميركية جايمس ماتيس قلقهما الثلاثاء إزاء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا.

ودعا لودريان حكومة أنقرة إلى ضبط النفس في عملياتها ضد القوات الكردية في المنطقة، مضيفاً: "رغم أننا نتفهم قلق تركيا إزاء أمن الحدود، لا يسعنا سوى أن ندعو تركيا للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بهذا الأمر".

 

موقف النظام السوري

بالرغم من حرص تركيا على التنسيق، ولو بشكل غير مباشر، مع دمشق وتأكيدها على احترامها لوحدة الرأي السورية، وصفت الخارجية السورية العملية التركية بأنها "تمثِّل الخطوة الأحدث في الاعتداءات التركية على السيادة السورية"، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقفه، حيث أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن "تركيا أبلغت النظام عبر مذكرة مكتوبة بعملية عفرين".

وعلى الأرجح، وصلت هذه المذكرة عبر روسيا لكن مصادر مقربة من النظام نفت ذلك، ومن الواضح أن النظام أضعف من أن يعارض الموقف الروسي ولكن موقفه الحالي قد يتيح له حرية التحرك في أكثر من اتجاه لاحقًا.

وبالفعل، تقدم النظام في أكثر من بلدة قبل وأثناء العملية التركية، ومن هذه الأماكن: مطار أبو الظهور العسكري الذي يبعد 50 كيلومترًا عن إدلب.

وأكّد التقرير أن العملية العسكرية التركية تسير في إطار سيناريوهين محتملين، أولهما: أن تكون العملية مركزة تستهدف تدمير البنية التحتية لوحدات الحماية وقصيرة تستهدف إنشاء منطقة عازلة بعمق 20 إلى 25 كيلومترًا داخل الحدود السورية.

أما السيناريو الثاني، وهو الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي، هو مضي تركيا في عملية شاملة متدرجة تصل بالنهاية إلى سيطرة كاملة على عفرين وهذه العملية لن تكون عملية سريعة.

وأشار التقرير إلى أن سيطرة تركيا على عفرين ستثبِّت قدمها ودورها أكثر على طاولة المباحثات كما ستقود توجهها نحو منبج والذي سيكون التحدي فيه هو الموقف الأميركي وليس التحدي الميداني، والذي من المحتمل أن يكون أكثر حزمًا، وخاصة لمنع تركيا من التوجه إلى مناطق شرق الفرات التي تحتوي مواقع عسكرية أميركية. وهنا، فإن الكرة في ملعب واشنطن؛ فهل ستقوم بالتفاهم مع تركيا بعد عفرين أم ستترك تركيا تتجه بشكل أكبر نحو روسيا؟

وأضاف: ما زالت دول تركيا وروسيا وإيران ملتزمة بمسار آستانا-سوتشي الذي أصبح يتقدم بشكل أكبر على الأرض والذي تعتبر عملية عفرين نتاجًا للتنسيق بين أطرافه، ويمكن القول: إن نتائج الاجتماع القادم في سوتشي مهمة جدًّا في تحديد ملامح مرحلة ما بعد عملية عفرين.

وتحت عنوان "هل يضرب الرئيس الاسد الجيش التركي على ابواب حلب؟" كتبت صحيفة "الديار"اللبنانية: "تقول معلومات تحدث عنها ضباط سوريون كبار بان الرئيس السوري بشار الاسد اعطى امراً عسكرياً صارماً للجيش السوري بضرب الجيش التركي ومقاومته دون تراجع اذا حاول دخول مدينة حلب.

ويسيطر الجيش السوري على العاصمة الثانية في سوريا حلب، ومن اجل اعطاء اشارة الى تركيا بأن الجيش السوري سيقاتل للدفاع عن حلب حتى النهاية، فان الطائرات الحربية السورية بدأت بالتحليق فوق حلب بصورة مستمرة وعلى علو منخفض وصولا الى ريف ادلب ودير الزور.

ويبدو ان الاسد سكت او راقب هجوم الجيش التركي على الاكراد لكن لن يسمح للجيش التركي مهما كلف الثمن بدخول حلب، وستحصل اكبر المعارك هناك بين الجيش التركي والجيش السوري، وستكون لاول مرة في تاريخ سوريا وتركيا حصول معركة حربية بين الجيشين التركي والسوري".

 

"فورين بوليسي": قوّة الأسد تزداد.. و3 خطوات تنهي الحرب التركية في سوريا

 

نشرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً أعدّه جيمس جيفري، السفير الأميركي السابق لدى تركيا والعراق وديفيد بولوك كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمستشار السابق للخارجية الأميركية للشرق الأوسط.

وتحدّث الكاتبان عن كيفيّة إنهاء الحرب بين تركيا وأكراد سوريا، واعتبرا أنّ القتال الجاري بين حليفين للولايات المتحدة الأميركية، سيعزّز قوة الرئيس السوري بشار الأسد ومعه إيران. وبعدما استعرضا أبرز التصريحات الأميركيّة الأخيرة، سألا عن السياسة الأميركية الحقيقية القائمة وكيف يجب أن تكون.

ولفتا إلى أنّ الولايات المتحدة لديها سياسة متماسكة في سوريا، كما أنّها تتشارك في أهدافها مع تركيا، إنطلاقًا من أنّ الحرب السورية يجب أن تحلّ من خلال عملية سياسية تقودها الولايات المتحدة، وتؤدّي الى دولة سورية موحّدة في مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارا الى أنّ الطرفين يعتبران أنّ النفوذ الإيراني في سوريا يجب أن يتضاءل، وأن يبقى جيران سوريا بمأمن من كلّ التهديدات المنبثقة من سوريا.

وتريد تركيا أن تحقق هدفين رئيسييّن منذ العام 2011، هما التخلّص من الأسد، وأن تصبح سوريا موحّدة ولا وجود للأكراد المستقلين، والهدف الثاني متمثّل بتقليص التأثير الإيراني في سوريا، وفق ما سماه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "التوسّع الفارسي". ولكنّ هذا الإلتقاء بالمصالح لا يعني أنّ كل شيء على ما يُرام بين واشنطن وأنقرة، وفقًا للكاتبين.

وما يجب القيام به هو:

أولاً: تشجيع "حزب الاتحاد الديمقراطي" لإبعاد عن نفسه عن حزب العمّال الكردستاتي، وللتذكير فقد أدّى التعاون بين تركيا و"حزب الاتحاد الديمقراطي" عام 2015 إلى تسهيل نجاح العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في كوباني.

ثانيًا: إقامة قنوات مباشرة لاستئناف المفاوضات بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" وتركيا، وبين أعضاء هذا الحزب.

ثالثًا: الشرط الثالث يعدّ الأكثر صرامة والأهم بحسب الكاتبين، وهو طمأنة تركيا بشكل أكثر وضوحًا، وفي المقابل طمأنة الأكراد السوريين أنّ واشنطن ستعمل من أجل الحؤول دون شنّ تركيا لغارات على معاقل "حزب الاتحاد الديمقراطي" في شرق سوريا.

 

هل تخلى ترامب عن الأكراد؟.. لواشنطن تاريخ في دعم الوكلاء ثم؟

 

بعدما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان على الهاتف يوم الجمعة الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي أنَّه من الآن فصاعداً لن يُقدِّم الأميركيون الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.

وأدى البيان على الفور إلى تكهناتٍ بأنَّ الولايات المتحدة ستتخلى عن المقاتلين، الأكثر فاعلية، الذين دعمتهم على الأراضي السورية بعد طرد داعش من الرقة وغيرها من المراكز الحضرية.

ووفق تقرير لموقع "ديلي بيست" الأميركي، إن الولايات المتحدة لديها سجلٌ طويل من دعم الوكلاء في حرب العصابات، ثم التخلي عنهم مرةً واحدة بمجرد أن يخبو القتال، ويعرف الأكراد ذلك تمام المعرفة، لكن، هذه المرة، قد تكون "خيانتهم" مختلفةً بعض الشيء عمَّا تبدو عليه.

وقال الرئيس التركي وفي كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بمجلس النواب: "المكالمة الهاتفية التي أجريناها مع (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الجمعة كانت الأولى منذ فترة طويلة يكون فيها البلدان على الموجة ذاتها".

وأضاف: "كذلك رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، يوم الأحد: "أخبرتنا صديقتنا وحليفتنا (الولايات المتحدة) في كل مرة، أنَّه ليس خياراً؛ بل التزاماً" بدعم الأكراد في القتال ضد داعش، "وبما أنَّ داعش قد هُزِمَ الآن، فإنَّها لم تعد ملزمة بذلك".

ويقول المسؤولون الأتراك إنَّه "لا يوجد فرق بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني المصنف جماعةً إرهابية في الولايات المتحدة وتركيا، لكنَّ المسؤولين الأكراد -والمسؤولين الأميركيين كذلك- يُنكرون وجود صلة بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. وتدعم الولايات المتحدة منذ عام 2015، التحالف متعدد الأعراق لقوات سوريا الديمقراطية، الذي يضم كلاً من الأكراد والعرب".

هل الشراكة مازالت قائمة؟

ويقول آرون شتاين، الزميل في المجلس الأطلسي بواشنطن، إنَّ الشراكة لا تزال قائمة. وأضاف أنَّ "النزاع خبا قليلاً، لكنَّ القوات لا تزال موجودة. وأشار ترامب إلى أنَّه سيُوقف التوفير المباشر للأسلحة لوحدات حماية الشعب، ما يشير إلى العودة للوضع الراهن قبل أيار 2017، حين كانت القوات الأميركية على الأرض وطائراتها مشاركة في المعركة، لكن دون إعطاء أي دعم لميليشيا وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية".

ويؤكد مسؤولو التحالف أنَّ هذا الدعم لقوات سوريا الديمقراطية الحليفة سيحافظ على "الاستقرار" بعد داعش. وقد وعد كثيرٌ من شركاء التحالف، مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، بتقديم عدة ملايين من الدولارات لدعم هذا الاستقرار في الرقة، بما في ذلك استعادة الخدمات وإزالة الألغام، لكن دون إعادة إعمار المدينة بصورةٍ كاملة.

وقال ريان ديلون، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، لموقع "ديلي بيست" الأميركي، إنَّ "التحالف ملتزم بهزيمة تنظيم داعش في سوريا عسكرياً، وبضمان عدم تمكنه من العودة إلى المناطق المحررة. وسنواصل شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية؛ لاستكمال تحرير المناطق المتبقية التي يسيطر عليها داعش، وسندعم أيضاً العمليات الأمنية التي تُمكِّن من تحقيق الاستقرار في هذه المناطق".

وتابع ديلون: "لا تزال الدول السبعون والمنظمات الأربع غير الحكومية التي تشكل الائتلاف، ملتزمةً بتقديم الدعم والمشورة والمساعدة لقواتنا الشريكة في سوريا؛ من أجل ضمان هزيمة داعش"، مستشهداً ببيان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الذي قال فيه: "سنقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية حتى تنتهي مفاوضات جنيف".

تعتمد عملية جنيف على فكرة أنَّ القوات الموجودة على الأرض، المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، قويةٌ بما يكفي للحصول على تنازلاتٍ تؤدي في نهاية المطاف إلى انتخاباتٍ حرة وإسقاط الديكتاتور (أي بشار).

أسلحة بحسب الحاجة

وقال مسؤولٌ أميركي آخر لموقع "ديلي بيست"، شريطة عدم ذكر اسمه، إنَّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يُزوِّد قوات سوريا الديمقراطية بأسلحةٍ حسب الحاجة؛ لشنٍ حملات عسكرية بعينها، مثل حملة الرقة.

وأضاف المسؤول: "كان هذا هو الحال دوماً منذ العمليات الأولى. أذن الرئيس ترامب بتزويد العناصر الكردية بقوات سوريا الديمقراطية بالأسلحة لتنفيذ حملة الرقة. وكنا نتحرى الشفافية بنسبة 100% مع تركيا فيما يتعلق بماهية الأسلحة التي قدمناها وتوقيتها".

وتابع المسؤول الأميركي: "لقد انتهت معركة الرقة الآن، ومن المنطقي أن نُجري تعديلاتٍ على دعمنا لقوات سوريا الديمقراطية وفقاً لذلك؛ لأنَّها تركز حالياً بصورةٍ متزايدة على السيطرة على المناطق المحررة مقابل تحرير مناطق جديدة. كنا نقول دائماً للأتراك إنَّ شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية تكتيكية وفي مصلحة هزيمة داعش. ونحن موجودون لمساعدتها على هزيمة داعش، وداعش لم تُهزم بعد؛ لذلك سنواصل تقديم الدعم لها".

ووفقاً لجوناثان سباير، مدير مركز روبن لأبحاث الشؤون الدولية بإسرائيل، قد يكون هناك اختلافٌ في أفكار السياسات بين وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون حول بقاء القوات الأميركية بشمال سوريا.

وأضاف: "التفسير الذي يقول إنَّ ترامب يُصرح بخروج الولايات المتحدة من شرق سوريا وأنَّه يتخلي عن التحالف، هو تفسيرٌ سابقٌ لأوانه. أعتقد أنَّ ماتيس ووزارة الدفاع يرغبان في البقاء، لكنَّ بريت ماكغورك (المبعوث الأميركي الخاص في التحالف الدولي ضد داعش) يريد للقوات أن تغادر؛ ومن ثم فإنَّ الأميركيين مرتبكون ومشتَّتون، لكن فريق ماتيس لديه فرصةٌ حقيقية في الفوز، وقد يفوز فعلاً".

وعقدت إلهام أحمد، الرئيسة المشارِكة المؤثرة للمجلس الديمقراطي في سوريا -وهي منظمة أغلب قادتها من الأكراد مرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية- عدة اجتماعات مع المسؤولين الأميركيين في كل من سوريا وواشنطن، وقالت لموقع "ديلي بيست" إنَّ الولايات المتحدة تحتاج إلى مواصلة دعم قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت: "هناك اختلافٌ في تصريحات أنقرة والبيت الأبيض، وأتمنى ألا يكون خبر انقطاع العلاقات صحيحاً؛ لأنَّ ذلك يعني فتح بابٍ جديد لظهور داعش مرة أخرى".

ويشكك آلان سيمو، أحد ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، في أنَّ الولايات المتحدة ستوقف دعمها، موضحاً: "نحن نعتقد أنَّ الولايات المتحدة لا تستطيع التوقف عن تقديم دعمها للأكراد؛ لأنَّ ذلك سيكون له آثار ونتائج كبيرة على الولايات المتحدة نفسها، وقد تخسر 30% من الأراضي الخاضعة لسيطرتها، والتي من المحتمل أن تسيطر عليها روسيا".

وأضاف: "قد يقوّض ذلك من مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ويزعزع استقرار المناطق المحررة من سيطرة داعش، ويترك الأكراد عرضةً لهجمات القوى الإقليمية. مهما حدث، فإنَّ الأكراد السوريين قادرون على الاعتماد على أنفسهم وحماية موقفهم".