الملك فاجأ الجميع

الملك فاجأ الجميع

 

خالد فخيدة

 

يوم مارس جنود الاحتلال الصهيوني غطرستهم وقتلوا القاضي رائد زعيتر قبل سنوات توقع الكثيرون بان دمه ذهب هدرا.

ولما عاود الصهاينة الكرة على الارض الاردنية بقتل رجل اسرائيلي يعمل بالسفارة العبرية بعمان الشاب الجواودة والدكتور الحمارنة لمسنا شماتة البعض بالاردن باعتبار انه ضعيف ولن يتمكن من الاخذ بثأر ابنائه.

نهاية الاسبوع الماضي فتح هؤلاء افواههم من الصدمة. اسرائيل تعتذر وتتاسف بشدة عن جرائم جنودها ضد مواطنين اردنيين ابرياء وتدفع التعويضات لاهالي الضحايا وتستجيب لكافة شروط الاردن بخصوص معاقبة المجرمين.

وفي كل ازمة يؤكد جلالة الملك للجميع بانه اذا وعد صدق. ومن سمع جلالته في سرادق الشهداء الاردنيين الثلاثة زعيتر والجواودة وحمارنة بان هؤلاء ابناؤه ووعده بان دمهم لن يذهب هدرا، يؤمن بأن خادم اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، قول وفعل.

وللاسف، فجميع من اعتادوا التصيد للاردن دوما في ازماته وتحدياته، ينقلب سحرهم على انفسهم. ولانهم لا يعرفون الهاشميين اعتقدوا ان اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بخصوص القدس منح اسرائيل جرعة زائدة من العربدة والغطرسة وان مطالب الاردن بمحاسبة ومعاقبة قتلة ابنائه الثلاثة غدت كلاما في الهواء وان تل ابيب ستدير ظهرها لها خاصة بعد اجواء رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتياهو باستقبال مجرم السفارة استقبال الابطال.

وليس سرا انه في ضوء المعطيات الواقعية تعامل الكثيرون مع موقف الاردن تجاه الجرائم الاسرائيلية ضد ابنائه الثلاثة بانه ليس اكثر من سياسي.

و الاعتقاد السائد  عن ان اسرائيل لا يستطيع احد في العالم محاسبتها جعل الكثيرين يتفاجأون برضوخها لمطالب الاردن وتنفيذها كافة شروطه لاعادة فتح سفارتها في عمان.

ورغم محاولة البعض التشكيك بالرواية الرسمية الاردنية لتفاصيل الاعتذار الاسرائيلي والرضوخ لشروط عمان الا ان ساسة محايدين من الخارج اكدوا بان اعتذار اسرائيل للاردن كان اشد في صيغته من الذي قدمته لتركيا وطبل له الكثيرون.

الاردن حقق انتصارا جديدا على اسرائيل مثلما حقق ذلك في معارك سياسية سابقة خاصة فيما يتعلق بالقدس والاقصى والمقدسات في الاراضي المحتلة.

والقيادة الاردنية تسجل كل يوم موقفا مشرفا تجاه قضايا شعبها وامنها وقضايا الامة التي باتت تنظر الى الاردن نموذجا سياسيا تتمنى ان يكون في بلادها.//