رسالة إلى دولة الرئيس

رسالة إلى دولة الرئيس

د. عصام الغزاوي

 

دولة الرئيس : أنا لست إعلامي ولا ناشط سياسي او هاوي معارضة، ولا أحمل أي ألقاب وظيفية، ولا أتطلع إلى أي منها على حساب مبادئ أتمسك بها قناعة وليس عنادا  .. أنا مجرد مواطن لديه قلب محب لوطنه أبث هموم ومعاناة وأحلام وتطلعات مواطنين لا أختلف عنهم في شيء ولا أزاود عليهم أو يزاود علي في عشق الوطن ونظامه وأهله احد ..

دولة الرئيس : بعد إعلانكم أن موازنة الدولة لعام 2018 لا تشمل أية زيادة على رواتب موظفي الدولة ومتقاعديها وبعد إعلانكم عن قراراتكم الإقتصادية الصعبة ..... أُذكركم بهذا الرقم الذي أوجع قلوبنا وادمع عيوننا العام الماضي، دينار وسبعين قرش !! إنه المبلغ الذي وجدوه في جيب احد شهداء قلعة الكرك !! إنه غيض من فيض حال شعبنا الاردني، لذلك أسألكم بالله الرفق بِنَا وبفقرائنا ولا تجعلوا الأردني يقوم مع كل كسرة خبز مغمسة بزعتر شيحان وزيت جبال عجلون والكفارات، ومع كل صلاة بلعن عيشته ولعن قراراتكم التي أفقدته كرامته !!!

دولة الرئيس : يذكر  التاريخ أن الأردنيين في نهاية سنوات الحكم العثماني وبسبب كثرة ما فُرض عليهم من ضرائب كانوا يتنازلون عن أراضيهم وممتلكاتهم طوعاً والعمل ( قطاريز ) لدى المرابعية مقابل أكلهم وشربهم، نحن اليوم على إستعداد وطيبة خاطر للتنازل عن أملاكنا للحكومة والعمل ( قطاريز ) لديها مقابل لقمة الأكل والشرب، لا بل نحن على إستعداد حتى للتنازل عن أولادنا إذا تكفلت الحكومة بإطعامهم وإكسائهم وتعليمهم فقد اصبحنا نشعر بالغربة في وطننا ...

دولة الرئيس : نتفق معك بالمبررات ولكننا نختلف معك بالمخرجات ، عند الطفر يبدأ الطفران التخلي عن الكماليات وليس عن الاساسيات ، وأنتم بدأتم التقشف بلقمة عيش المواطن ولم تطالوا رفاهية وكماليات حكومتكم، هناك بذخ وصرف وسوء ادارة اقتصادية، لتبدأ الحكومة التقشف بنفسها وسنكون وقتها الى جانبكم لاجل الوطن، نحن الاردنيين نحب وطننا ونظامنا ومليكنا، ونحن على استعداد لتحمل التضحية بكل شئ لأجلهم ،  نحن مع استقرار وأمن البلد الذي نحبه، حتى وان كان قدرنا ان نسكت عن فاسدي الداخل خوفاً من إرهابيي الخارج، حمى الله الاردن ، دمت بخير .