العلاقات الأردنية السعودية تسمو رغما عن المصطادين بالماء العكر
العلاقات الأردنية السعودية تسمو رغما عن المصطادين بالماء العكر
أ.د. محمد الفرجات
مع تسارع وتيرة الأحداث مؤخرا على المستوى الأقليمي، وفيما يتعلق بموقف ترامب من القدس والتحركات العربية ردا على ذلك، تناثرت الأقلام تكتب ميمنة وميسرة تحليلا في الشأن الأردني السعودي على صعيد العلاقات بين البلدين.
إلا أن مقالات تحليلية لم تنسب إلى أية جهة قد تناثرت في أشلاء الفيسبوك والواتس أب، لا أخالها إلا تصدر عن غرف مظلمة تتربص بالبلدين الشقيقين، تحمس هذا ضد ذاك، وتستنهض سخافة سطحيي التفكير من مجانين التعليقات الفيسبوكية الهجومية، فترمي سهاما عشوائية لا ترتد إلا علينا نحن الإخوة والشعبين الشقيقين وقيادتينا اللتين نحب ونجل.
السعودية والأردن دولتان متجاورتان تمتازان بنظامي حكم ملكي يهمنا كثيرا إستمرارهما، ويسود نهجيهما الوسطية والعدل والإعتدال ورساخة المباديء النابعة من صميم العروبة والإسلام، مع حداثة تفضي للإنفتاح على العصر ومواكبة التطور العالمي.
لم يشهد تاريخ الدولتين أية خلافات أو إختلافات، ولطالما ساد المشهد في علاقتيهما التنسيق المشترك ووحدة المواقف.
لم تتنكر السعودية يوما للأردن ولطالما فتحت أبوابها للكفاءات والخبرات الأردنية مرحبة بهم، ولطالما كانوا هم بدورهم الجادين المجدين المخلصين في العمل في الحقول الهندسية والطبية والتعليمية والمجالات الفنية الأخرى.
ولطالما تفهمت السعودية التحديات الإقتصادية في الأردن الذي يقوم بدوره القومي ويستقبل الأشقاء العرب ممن عانوا ويلات الحروب والتشريد بالرغم من شح الإمكانيات المالية يرافقها تحديات المياه والطاقة، فتكامل الدور الأردني السعودي إذن في خدمة قضايا الأمة.
الصحراء وإنعكاسها على شخصية الأردني والسعودي بالنقاء والصفاء والرجولة لا تقبل في زمن ما أن نكون رهنا لمتغيرات سرعان ما تعبر.
في عام 1998 وفي الوقت الذي كان فيه الحسين بن طلال طيب الله ثراه على فراش المرض في مايو كلينيك في الولايات المتحدة الأمريكية، زاره ولي العهد السعودي آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، حاملا له ماء زمزم من الديار المقدسة، وغسله فيه، يغسل ويدعو له بالشفاء، في موقف الرجال للرجال، ومحب لأحبابه، وفارس لفارس، وعربي لأخيه العربي.
ستبقى السعودية هي عمق الأردن الإستراتيجي، وسيبقى الأردن السند للسعودية، وسنبقى على المحبة والإخاء والمواقف المشتركة، شعبا واحد لا شعبين، قيادتين لهما في نفوسنا الكثير من المحبة.//
وستبقى المملكة الأردنية الهاشمية البوابة الشمالية للمملكة العربية السعودية، تربطنا العروبة والإسلام والمصاهرة والتاريخ المشترك، وفوق كل ذلك قلوبنا التي تهوي حبا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وإننا اليوم لننظر بشوق كبير لتفعيل الصندوق الإستثماري المشترك بين البلدين الشقيقين، وبشوق أكبر للدور الأردني في المشروع السعودي العبقري الإبداعي "نيوم".
ونقول نحن الشعبين الأردني والسعودي لقيادتينا العزيزتين يسرنا المزيد من التنسيق المشترك بينكم، ويسرنا ونحب أن تستدام العروش الملكية التي يعتبر بقاء وإستمرار أحدها من الآخر؛ الأمر الذي تفرضه الجغرافيا السياسية، بينما تخشاه المخططات الإقليمية الخبيثة الهادفة.