الجزيرة ..هدوء الواثق
الجزيرة ..هدوء الواثق
قبل سنوات مضت كان عشاق الجزيرة وما اكثرهم يخشون على فريقهم الكروي العريق الذي ورث مسيرة طويلة وتاريخا مشرفا من جيل الامس الذين قدموا لكرتنا نموذجا راقيا من العطاء والايثار والاداء الجميل والسلوك المثالي الرائع.. كانوا يخشون عليه من الضياع بعد التراجع الذي اصابه جراء الخلافات وغياب الداعمين وابتعاد ابناء النادي والجيل الذي قاد مسيرة احد اعرق اندية الاردن والوطن العربي لا سيما وان الفريق ذاق مرارة الهبوط وظل الى وقت مضى يصارع حتى الامتار الاخيرة من أجل الاحتفاظ بموقعة الطليعي والطبيعي بين كبار الدوري الى ان استقر عليه الحال ...
اختلفت الصورة اليوم وتبدل الحال الى ما نراه الافضل والاكثر تناسبا مع اهمية هذا الكيان وتاثيره على ساحة كرتنا الاردنية وها نحن نشهد عودة قوية متجددة للفريق الاحمر الذي استعاد الكثير من هيبته وعنفوانه واناقة ادائه وعاد قويا مرهوب الجانب ليعيدنا الى ذكريات الامس الجميل عندما كان الشياطين الحمر اسما على مسمى يخوض الصعب ويسحر العقول باداء كله متعة وفنون ..نعم اختلفت الصورة اليوم بعد ان عاد الجزيرة منافسا رئيسا على القاب البطولات بدليل وقوفه على منصات التتويج في الموسم الماضي اكثر من مرة ...
ولعل اجمل ما يميز العمل الذي يقوم به النادي لدعم فريقه الكروي هذا الهدوء الواثق الذي يقوده فريق العمل بقيادة رئيس النادي الشاب محمد المحارمه الذي مزج بين الدعم والاداء العقلاني بحثا عن مصلحة الفريق وكل المنظومة الرياضية داخل النادي من خلال ايجاد الاستقرار بعد التعاقد مع اسماء كبيرة وقيادة فنية خبيرة والتحضير للمرحلة المقبلة من عمر الدوري بعيدا عن العيون سعيا وراء توفير الراحة والعمل بصمت لتحقيق الاهداف التي يسعى من اجلها الجميع وهي المنافسة على الالقاب والظهور المشرف في البطولة الاسيوية التي يعود الفريق من جديد للمشاركة فيها ...
نفخر باندية العراقة التي بجهودها انطلقت كرتنا قبل ما يزيد عن قرن من الزمان ونفرح تماما عندما نشاهد الجزيرة ياخذ مكانه السابق ليعدينا الى ايام المنافسة الجميلة مع العريق الاخر الفيصلي ...ونخبة الفرق المنافسة الاخرى الوحدات والرمثا والاهلي وشباب الاردن ..ونبتهج عندما يستعيد اللون الاحمر حضوره الباهي فوق المدرجات من خلال عشاق الجزيرة الاوفياء الذين قدموا نموذجا راقيا في التشجيع المثالي الجميل ...باختصار الجزيرة يستحق التقدير . //