الإزدحام يعيق الحركة.

د. عصام الغزاوي.

عدد الوزراء في الحكومة الأمريكية التي تبلغ موازنتها لعام 2016 حوالي 3.871 تريليون دولار وحجم اقتصادها 19 تريليون دولار (أكبر اقتصاد في العالم) هو 14 وزير، بينما دولة بحجم الصين يفوق عدد سكانها مليار و300 مليون نسمة أي خمس سكان الكرة الأرضية جعل منها 27 وزيرا دولة اقتصادية غزت كل اقتصاديات العالم وبلغ حجم اقتصادها (ثاني اقتصاد في العالم) 11٫5 تريليون دولار ، ويبلغ عدد الوزراء في اليابان التي يبلغ حجم اقتصادها 6 تريليون دولار (ثالث اقتصاد في العالم) 14 وزير وينص دستورهم أن أقصى عدد هو 17 وزير!!!كذلك لا يتجاوز عدد وزراء بريطانيا 23 وزيرا فيما يسخر 15 وزيرا كل طاقتهم لإدارة الجمهورية الفرنسية، في الاردن تبدو لدينا الأمور محبطة مع وجود حوالي 30 وزير وعشرات المؤسسات والهيئات المستقلة لإدارة إقتصاد بالكاد يصل حجمه الى 35 مليار دولار وموازنة خجولة بلغت لعام 2018 حوالي تسعة مليارات دينار ومديونية تقارب 27 مليار دينار، زيادة العدد يسبب ضعف نطاق السيطرة والتحكم، وكلما ضعف التحكم زاد الترهل والتسيب وزادت الجزر المعزولة!!! تبدو الأمور اليوم اننا بحاجة إلى تقنين عدد الوزراء وتشكيل حكومة رشيقة، وإلغاء المؤسسات والهيئات المستقلة التي يتداخل عملها مع مهام الوزارات، من أجل المضي بثبات نحو استعادة كفاءة الدولة وأجهزتها ولا أقل من نماذج الدول العظمى التي ترنو إلى الفضاء بأقل عدد من الوزراء، نحن ننتظر حكومة تنمية وإبداع اقتصادي وجذب استثماري وخلق فرص عمل، تجد حلولاً لمشاكلنا المتفاقمة وعلى رأسها المديونية والبطالة والفقر، وليس حكومة جباية وتجويع.