الاردن وحده في معركة القدس ... !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

الاردن وحده في معركة القدس ... !!!

 

كتبنا تحت هذا العنوان اكثر من مقال حول دفاع الاردن عن المدينة المقدسة انطلاقا من كونه وصيا عن القدس والمسجد الاقصى وذلك عندما كانت مواقف العديد من الدول العربية غامضة بشأن القضية الفلسطينية بعامة والقدس بخاصة ... نقول «غامضة» ولا نقول ان مواقف هذه الدول كمواقف المنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون وقد اثبتت المواقف الأخيرة ان لهذه الدول او بعضها مواقف ظاهرية تنسجم مع الموقف العربي والفلسطيني ومواقف باطنية تعبر عن ضلوعها في المؤامرة الامريكية على القضية الفلسطينية والقدس بما ينسجم مع الموقفين الامريكي والاسرائيلي ..

منذ تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب مقابليد الأمور في البيت الابيض رغم ان نزاهة الانتخابات الامريكية شابتها الشوائب ولا تزال التخمينات بشأنها مستمرة نشطة عن تسوية القضية الفلسطينية او تصفيتها لصالح الكيان الصهيوني ضمن ما يسمى بصفقة العصر وابرز ما تحتوي عليه هذه الصفقة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده في هذا الكيان من تل ابيب الى القدس وفاء منه لتعهداته في حملته الانتخابية بعد ان قرر عمليا نقل السفارة الى القدس خلافا للرؤساء السابقين الذين كانوا يرجئون تطبيق هذا القرار منذ عام ١٩٩٥ .

لقد اعلنها ترامب مدوية القدس عاصمة للكيان الصهيوني ويبدو ان هذا الاعلان لم يكن بمعزل من تأييد بعض الانظمة العربية على هذا الطرح ... ومن هنا ظهرت المواقف السرية والمواقف المعلنة حيث ان رفض موقف ترامب من بعض الدول العربية لم يكن الا كمواقف المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون وقد اثبتت الاحداث الأخيرة صحة ما ذهبنا اليه وخاصة التسريبات التي تنشرها صحف ومواقف الكترونية امريكية وبريطانية واسعة الانتشار بالاضافة الى كتاب «نار وغضب» في بيت ترامب الابيض لمؤلفه مايكل وولف الذي اثار عاصفة ضد ترامب وسياسته الخارجية قد تطيح بالرئيس الامريكي واركان ادارته خاصة وان الرئيس حاول منع نشر الكتاب ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا ..

قرار ترامب بشأن القدس سبقته حملة مكثفة في امريكا والعالم بان الرئيس الامريكي سينجز ما عجز عنه الرؤساء الامريكيون السابقون في حل القضية الفسطينية في اطار ما اطلق عليه «صفقة العمر» من خلال اختراق كبير لمواقف الاطراف المعنية بما يضمن اقامة دولة فلسطينية من جهة وتطبيع كامل بين الكيان الصهيوني.

الملك عبد الله الثاني ابن الحسين كان سباقا في معرفة الموقف الامريكي وضرورة الحفاظ على عروبة القدس واسلاميتها بصفته وصيا على المدينة المقدسة واقامة الدولة الفلسطينية وان تكون القدس الشرقية عاصمة لها وفق ما اتفق عليه المجتمع الدولي او ما يعرف بحل الدولتين ... وفي هذا الاطار التقى الملك الرئيس الامريكي عدة مرات لمراقبة الموقف الامريكي عن كثب وفي الوقت ذاته كان الملك واثب الحركة والاتصال مع رؤوساء العالم وخاصة الدول الفاعلة في المجتمع الدولي او ما يعرف بحل الدولتين ... وفي هذا الاطار التقى الملك الرئيس الامريكي والاتصال مع رؤساء العالم وخاصة الدول الفاعلة في المجتمع الدولي مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي والدول المؤثرة فيه علاوة على العواصم العربية والاسلامية.

وكرد فعل مباشر على قرار ترامب اعلن الملك عن هذا القرار قبل حدوثه قبل يوم واحد اعلن الرئيس الامريكي بيوم واحد فيما كان الاردن اول من اتخذ رد فعل عمليا من خلال دعوته لاجتماع لوزارة الخارجية العرب لتدارس قرار ترامب كما اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الدعوة لعقد قمة اسلامية في اسطنبول للرد على الرئيس الامريكي لابطال قراره بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ..

ورغم تراجع بعض الدول عن مواقفها المعلنة ازاء قرار ترامب بشأن القدس واراء صفقة العصر ظل الاردن ثابتا على مواقفه ومبادئه في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمحافظة على عروبة القدس واسلاميتها فها هو يدعو لقمة عربية لتحديد الموقف من قرار ترامب بناء على فويضه لوزراء الخارجية العرب رغم تحفظ دول عربية «مهمة» على عقد القمة لا يخفي موافقتها على صفقة العصر رغم معارضتها الظاهرية لقرار ترامب ...

ومع اصرار الاردن على عقد القمة العربية فقد تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب نهاية الشهر الحالي لتحديد الموقف من عقد القمة بناء على طلبه ... رغم التسريبات عن محاولة دولة عربية بتر وذبح صفقة ترامب من خلال الدعوة للتنازل عن القدس وان تكون رام الله عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة.

ومع تساقط العديد من الدول العربية والزعماء العرب كاوراق الخريف وتخليها عن عروبة فلسطين والقدس يبقى الاردن وحيدا في خوض معركة القدس للحفاظ على عروبة اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ... !!!