بين الإرهاب والترهل

بين الإرهاب والترهل

حسين الجغبير

شهد يوم الاثنين حدثا مزدوجا للمملكة، حمل الأول تأكيد جلالة الملك رفضه لكل اشكال الترهل التي تعيشها مؤسسات الدولة، مطالبا جلالته بمسؤولين أقوياء قادرين على اتخاذ القرارات، فيما حمل الثاني نصرا للأجهزة الأمنية على الإرهاب الداعشي بإعلان المخابرات العامة احباطها لمخطط إرهابي كان يستهدف أمن واستقرار المملكة.

وبين محاربة الإرهاب ومكافحة آفة الترهل، فإن العدو لا يختلف كثيرا في أهدافه، فـ"الدواعش" يسعون بكل قوتهم وتطرفهم إلى زعزعة أمن المملكة، والقضاء على استقرارها، فيما أن عدم تمكن عدد كبير من المسؤولين من إداراة قطاعاتهم الحكومية بطريقة تخدم الوطن والمواطن، من شأنه الحيلولة دون تحقيق الإصلاح المنشود اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

إن تأكيد جلالته على أهمية ان تحمل جميع المؤسسات مسؤوليتها من حيث اعداد البرامج والاستراتيجيات اللازمة لتحفيز النمو وتنمية الموارد البشرية وأن يكون المسؤول قويا في اتخاذ القرار ويتمتع بثقة بهذه القرارات، كفيل بأن ينقل المملكة التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة، وتعيش وسط أزمات سياسية عاصفة بالمنطقة، إلى مرحلة الفعل، لا القول، كما وصفها جلالته.

ولقول الحق، فشتان بين الأمرين، ففي الوقت الذي تتسع به الفجوة بين المسؤولين المتقاعسين، المتخاذلين، الذين لا يبذلون جهدا حقيقيا للنهوض بالوطن، يحملون في قلوبهم حب الكراسي والحوافز والرواتب والامتيازات، هناك يجلس فرسان لا يرجون من عملهم وتفانيهم في خدمة وطنهم وشعبهم سوى أن تنعم هذه الأرض الطبية بالخير.

ولأن الحديث عن مرحلة جديدة تتسم بتحالفات سياسية جديدة على مستوى الإقليم، وإرهاب يتربص بالوطن في كل وقت، وحالة اقتصادية مؤلمة يعيشها المواطنون، الذين أرهقتهم الضرائب وارتفاع الاسعار، فإن التغيير أصبح مطلبا لا بد وأن يتحقق بأبهى صوره، فهناك كفاءات، وخبرات، ووجوه، آن لها ان تظهر على الساحة للمشاركة في نمو الدولة، مشاركة على كافة الاصعدة.

هذا التغيير المطلوب، لا بد وأن يمس كل من لا يتمكن من النهوض بالمؤسسة التي يديرها، أو الوزارة التي يحمل حقيبتها، فالأمر لم يعد يحتمل العبث الحاصل في مؤسسات الوطن، الذي يحتاج إلى رجال يحرصون عليه، قبل أن يحرصوا على مصالحهم الشخصية.

آن آوان أن يدير الوطن إلى جانب الملك، رجال كاولئك الذين يقبعون خلف الأنظار، ممن يحرصون على جمع كل معلومة صغيرة أو كبيرة لتكون بوابة الامان الاولى نحو الاستقرار، رجال يؤدون واجبهم دون انتظار الشكر والعرفان.

نفتخر بأردنيتنا، لأننا في بلد يدار من قبل حاكم يداوي جراح شعبه، ويحفظ استقرارها جهاز يخترق "الظلام" بعين ثاقبة، يجمع القصاصات من كل حدب وصوب ليشكل بها صورة تزهو بألوان تبعث الطمأنينة والهدوء في نفوس كل الأردنيين.

آن أوان الرحيل، والتغيير، وهذه هي الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك، فلندع يوم الأثنين الماضي يوم نصر سياسي وأمني واقتصادي.//