المخابرات

المخابرات


 

خالد فخيدة

 

يعزز جهاز المخابرات العامة كل يوم ايمان الاردنيين بامنهم واستقرارهم.

وما تفكيك خلايا ارهابية جديدة الا دليلا على مهنية ضباط هذا الجهاز الذي فرض نفسه بحرفيته مقوما اساسيا من مقومات التنمية الشاملة.

وكفاءة الجهاز انه مكن الاردن من رسم لوحة احتفالية هادئة في رأس السنة الميلادية وانموذجية على مستوى المنطقة والعالم، في الوقت الذي كان ضباطه يصطادون افراد عصابات ارهابية مثل الجرذان.

صحيح ان داعش تحولت الى فلول بعد ان كان الاردن ركنا اساسيا في تحالف دولي للقضاء عليها في العراق وسوريا ولكن خبراء جهاز المخابرات والجيش والاجهزة الامنية الاخرى وتقدمهم في التفكير والتخطيط على هذا التنظيم الارهابي والايدي الخفية التي تدعمه، لم تأخذهم الغفلة ثانية واحدة عنه، واصلوا الليل بالنهار ومنعوا خلايا ارهابية من تنفيذ مخططاتها الجهنمية على الارض الاردنية.

والقصة ليست كفاءة ضباط المخابرات المسلم بها، وانما السؤال عن سبب هذا الاستهداف للاردن من قبل تنظيم داعش، وفي وقت يقف فيه العالم باسره خلف خادم ثالث الحرمين الشريفين الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القدس وهويتها الاسلامية والعربية ومنع تهويدها بعد القرار الامريكي الاخير.

فهذا التنظيم الضلالي اقتحم عقول شباب تحت شعار تحرير القدس وتطهير فلسطين من دنس اليهود، وخلاياه الارهابية التي فككتها المخابرات الاردنية خططت لتفجير عدد من الاهداف الاستراتيجية، منها تجمعات بشرية يقصدها الابرياء الذين حرم قتلهم الاسلام.

وترصد المخابرات لهذا التنظيم ومخططاته ليس لحماية الامن الداخلي فقط وانما دفاع عن الاسلام الذي استردت رسالة عمان سماحته وتسامحه ورقي تعاليمه في اشاعة التعايش السلمي مع اتباع الديانات الاخرى.

وهدف داعش وغيره من التنظيمات الارهابية ليس الخلافة واقامة حكم الله في الارض، وانما تنكيس كافة الجهود المبذولة لاحقاق الحق في فلسطين وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية من محاولات التهويد التي تسخن تل ابيب لتنشيطها بعد القرار الامريكي بنقل سفارة واشنطن الى القدس.

ومن يعود الى عشرين سنة ماضية كفيل بمعرفة حجم المخططات الارهابية التي احبطها نشامى المخابرات والاجهزة الامنية التي استهدفت مؤسسات حيوية يعرف الارهابيون انها عصب الدولة وعمودها الفقري في تمكين الاردن من مواصلة حمل رسالة الحوار والتسامح التي ارساها الهاشميون رؤية ومنهجا للاردنيين واحرار الامة وعلى خطى جدهم نبي الامة محمد صلى الله عليه وسلم.

الحمل ثقيل، ولكن الاردن دائما اقوى.//