المستشارون الاقتصاديون ولغة الارقام

المستشارون الاقتصاديون ولغة الارقام

 

د. عصام الغزاوي

 

صباح كله شجون ويحمل في طياته الكثير من الألم والهموم، لم أعتد في كتاباتي على نقد الحكومة حتى أني كتبت مرة مقالة أمتدح فيها أداء رئيس وزرائنا السابق الذي استلم الحكومة في أسوأ الظروف الإقتصادية والسياسية والأمنية والإقليمية.

لكنني اليوم سأنتقد بشدة بطانة المستشارين الإقتصاديين لرئيس الوزراء الذين قدموا له توصياتهم برفع أسعار العديد من السلع والخدمات وتعديل الرسوم والضريبة عَلى أخرى غيرها، هؤلاء المستشارون لا يعرفون سوى لغة الأرقام وبالتالي لا تدخل المشاعر ولا الأحاسيس في صميم عملهم، لا يعرفون شيئاً عن إقتصاد الأسرة الأردنية التي بات غالبيتها يعيش معيشة ضنكا تحت خط الفقر المدقع.

الأرقام يا سادة لا تحس بمعاناة المواطنين الذين أصبح غالبيتهم لا يستطيعون تأمين لقمة العيش لأسرهم وأصبحنا نقرأ اليوم عن إصطلاح الفقر المدقع الذي إختفى من بلادنا منذ عقود، أكاد أجزم أن من أوصى برفع أسعار الإحتياجات الأساسية وليس آخرها الخبز والماء والكهرباء والمحروقات ونحن على أبواب الشتاء لا يريد الخير لهذا الوطن، وأخشى أنه يسعى لإشعال فتيل الفتنة والحراكات بعد أن تم إطفاؤه، صدقاً نحن لا نرغب أن يفقد مستشارو الحكومة الإقتصاديون عملهم ومصدر رزقهم ويمكن تكليفهم بإعداد دراسات ووضع حلول لمشاكل ذات أهمية مثل زيادة نسبة الفقر والفقر المدقع، ومشكلة البطالة بين الشباب والجامعيين، وظاهرة إزدياد العنوسة والعزوف عن الزواج، وتسرب الطلبة في المرحلة الإلزامية وإزدياد الأمية وعمالة الأطفال، وظاهرة إنتشار الرشوة والفساد، وأسباب تردد المستثمرين وهجرة رأس المال لأن كل ما ذكرته يرتبط بأمن وإستقرار الأردن ومستقبله.

لا تجعلوا الشعب الأردني الذي قال عنه الشهيد وصفي التل رحمه الله انه أشرف الشعوب العربية يشعر أن الأردن مجرد مكان ينام فيه ليله على الرصيف، واكبر احلامه شربة ماء وقطعة رغيف، وان إنتظاره لغدٍ أفضل ما هو الا سراب واحلام. //