الليكود ... والاطماع الصهيونية ... !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

الليكود ... والاطماع الصهيونية ... !!!

 

الفلسفة الحقيقية للاحزاب الصهيونية بمختلف اشكالها منذ ان كانت عصابات مسلحة ابان الانتداب البريطاني تقوم على افانين ثلاثة : الهجرة اليهودية الى فلسطين وطرد العرب من بلادهم تكريسا لشعار ارض بلا شعب لشعب بلا ارض واقامة المستوطنات الصهيونية في فلسطين ... وبعد ان تم زرع الكيان الصهيوني في خاصرة الوطن العربي لفصل شرقه عن مغربه وتمكنت اسرائيل من احتلال اراضي عربية طبقت هذه المبادئ عليها فأقامت المستوطنات في هضبة الجولان السورية والضفة الغربية ...

اما حزب الليكود الحاكم في الكيان الصهيوني فهو اكثر الاحزاب تمسكا بالعقيدة الصهيونية القائمة على الاستيطان وطرد الفلسطينيين والهجرة اليهودية ... واذا كانت الاحزاب الصهيونية لا تختلف في مبادئها ومنطلقاتها حول اغتصاب فلسطين والتوسع على حساب الارض العربية شرقا وغربا وضمها الى الدولة العبرية التي يعمل الحزب على تحويلها الى دولة يهودية فان الليكود يمتاز بنزعته المتطرفة وعمله الدؤوب على تحقيق مبادئ العقيدة الصيهونية...

لقد استغل الليكود جريمة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ابشع استغلال في تنفيذ مبادئ الصهيونية ومخططاتها وتنفيذ مبادئه التي لا تقل ضراوة عن اطماع الحركة الصهيونية ... فبعد قرار ترامب مباشرة عقد الحزب مؤتمرا عاما قرر خلاله بالاجماع ضم المستوطنات في الضفة الغربية الى الكيان الصيهوني وتطبيق القانون الاسرائيلي عليها وكأنها جزء لا يتجزأ من هذا الكيان وتطبيق القوانين التي تطبق في حيفا ويافا وهرتسيليا على المستوطنات حتى لو كانت في الاغوار او منطقة وادي عربة الأمر الذي من شأنه اطلاق العملية الاستيطانية في الضفة الغربية ومصادرة اكبر مساحة ممكنة من الارض لاقامة المستوطنات الجديدة او توسيع المستوطنات المقامة عليها ..

الاجراء الثاني الذي اتخذه الليكود في ضوء قرار ترامب تمرير قانون «القدس الموحد» في الكنيست الذي يقضي بعدم السماح للحكومات الصهيونية على اختلافها بالتنازل عما يسمى «بالقدس الموحدة» التي تضم شطري المدينة المقدسة او التفاوض بشأنها في اطار اي تسوية محتملة مع الفلسطينيين الا بموافقة ثلثي اعضاء الكنيست المكون من ١٢٠ عضوا ... اي ان التنازل عن جزء من القدس او التفاوض بشأنها مع الفلسطينيين يتطلب موافقة ٨٠ من انصار الكنيست ال ١٢٠ وهذا أمر متعذر في ظل البنيان السياسي في الكيان الصهيوني..

ان قانون «القدس الموحدة» الذي صوت عليه الكنيست يحظر على اي حكومة صهيونية مستقبلا التنازل عن القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيين بان تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية كما يجدر بان هذا البند مدرجا في جدول اعمال المفاوضات حول المدينة المقدسة الا بموافقة ثلثي اعضاء الكنسيت الأمر الذي يجعل من القدس رقما صعبا في المفاوضات بل يحول دون اجراء هذه المفاوضات اصلا ...

ومن انجازات الليكود بعد قرار ترامب موافقة الكنيست على الفقرة الثالثة من مشروع قانون يتضمن سحب الجنسية الاسرائيلية من سكان الاراضي العربية التي ضمتها اسرائيل للكيان الصهيوني مثل القدس الشرقية وهضبة الجولان المحتلة اللتين ضمهما الكيان الصهيوني بعد حرب عام ١٩٦٧ وخاصة ممن لم يثبت ولاؤه للكيان الغاصب ... ولا يخفى خطر هذا القانون على مستقبل الاراضي العربية التي ضمتها اسرائيل اليها وطبقت عليها القانون الاسرائيلي فسحب الجنسية من ابناء القدس الشرقية او ابناء الجولان يعني طرده تلقائيا من ارض ابائه واجداده والاستيلاء على ممتلكاته من اراضي ومبان ومزارع واعطائها للمستوطنين الذين تدفقوا الى الكيان الصهيوني من كل حدب وصوب بحيث اضحى هذا الكيان تجمعا لشذاد الافاق من كل صقع من اصقاع العالم على حساب اهل البلاد الاصليين الذين عاشوا فيها الاف السنين قبل مجيء الاستعمار الاوروبي الحديث الذي قسم الاوطان وجزأها وسلب الحرية من بنائها ونهب خيراتها ومصادرها الطبيعية وثرواتها في باطن الارض.

هذا غيض من فيض انجازات اللكيود بعد قرار ترامب علما بان الليكود ليس اقل طمعا في الارض العربية من الحركة الصهيونية التي تأسست كحركة سياسية بقيادة ثيودور هرتزل وعقدت مؤتمرها الاول في مدينة بال السويسرية عام ١٨٩٧ ... !!!