د. خليف الطراونة : القدس عشق الهاشميين الازلي

اكد انهم يتسابقون في ميادين العطاء لحماية الاقصى ومقدساتها

د. خليف الطراونة : القدس عشق الهاشميين الازلي

 

العقبة - الانباط

قال رئيس الجامعة الاردنية السابق الدكتور خليف الطراونة ان القدس كانت ولا زالت مهوى أفئدة الهاشميين وعشقهم الأزلي عبر تاريخهم المشرف يتألمون حينما يشتد الكرب ويتعاظم الخطب عليها، يمسحون حرّ دمعها، ويطفئون نار عذاباتها.

واشار الطراونة خلال محاضرة له بتنظيم من جمعية اصدقاء مؤاب واقيم في ديوان الكرك بالعقبة ان الهاشميين يتسابقون في ميادين البذل والعطاء للعناية بمسجدها وقبتها، مؤكداً انه منذ مطلع القرن الماضي وحتى يومنا هذا، والإعمار الهاشمي خير شاهد على حقائق التاريخ والواقع غايتهم أن تبقى القدس عنواناً لوحدة الأمة، وجامعة للقلوب المؤمنة الموحدة، مبيناً ان ارتباط القدس بالهاشميين – الذين هم أهل الوصاية الأبدية على الأماكن المقدسة هو ارتباط الروح بالجسد،  ونصرة الهاشميين للقدس ودرتها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، نصرة لا ينكرها ذو بصر وبصيرة في زمن عزّ فيه النصير والسند، وفي وقت أضاع فيه الآخرون البوصلة، وغيّروا التوجه والهدف.

واضاف الطراونة ان الشريف الحسين بن علي – طيب الله ثراه –  خصص في العام 1924، مبلغ 24.000 دينار ذهبي لإعمار الرحاب الطاهرة التي تحتضن ثراه الطاهر بناء على وصيته رحمه الله، وتتابعت هذه  الرعاية وهذا الاهتمام من لدن شهيد الأقصى الملك المؤسس عبد الله بن الحسين – رحمه الله – الذي كان يحرص دوماً على متابعة شؤون المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وزيارتهما، إلى أن اختاره الله شهيداً على أبواب الأقصى في يوم الجمعة في 20 تموز 1951.

أما الملك الراحل الحسين بن طلال على روحه الطاهرة السكينة والرحمة، فقد كانت القدس موضع عنايته واهتمامه، حتى عندما وقعت تحت الاحتلال الصهيوني في العام 1967، أصدر توجيهاته بأن تبقى مسؤولية الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف منوطة بوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.

كما خصصت في عهده الموازنات لرعاية المساجد والمدارس الشرعية، والتراث العربي الإسلامي في القدس، بهدف المحافظة عليها وتمكينها من متابعة دورها، واستمرت لجنة إعمار المسجد المبارك وقبة الصخرة في القيام بمهماتها في رعاية الحرم القدسي الشريف، ورصد الأموال اللازمة للإعمار المتواصل.

وبين الطراونة انه وعندما حصل الاعتداء الصهيوني الغاشم بحرق المسجد الأقصى ، حيث التهمت النيران منبر صلاح الدين الأيوبي، وأكثر من ثلث المسجد، تداعى جلالته رحمه الله لتحمل مسؤولياته التاريخية والدينية لإزالة آثار هذا الحريق الإجرامي العنصري. وتحمل جلالته نفقات كسوة قبة الصخرة المشرفة بالنحاس المذهب، وإعادة بناء دعامات السطح لقبة الصخرة وواصل الهاشميون دورهم في تحمل مسؤولياتهم تجاه القدس ومقدساتها بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي يحرص على تقديم كل أشكال العناية والرعاية لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وللأماكن المقدسة المسيحية لكنيسة القيامة.

وشدد الطراونة ان الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يقف اليوم فوق كل المنابر والمحافل – ليكشف زيف المعتدين، ويبطل ادعاءهم، ويعمل على التصدي لتعدياتهم على الحرمات، وفرض رؤيتهم الأحادية الضيقة على السيادة على هذه المدينة القدس، استناداَ إلى أوهام زائفة واعتماداً على دعم ظالم من دولة عظمى، ومن قرار رئيس متغطرس متصهين، منحهم وعد بلفور جديداً، مشيراً ان جلالة الملك كان القائد العربي الأوحد الذي تعامل مع وعد ترامب الجديد للصهاينة بقوة وجرأة، عكس ثبات الموقف الأردني من القدس الشريف، قائلاً جلالته "إنه موقف ليس عرضة للمقايضة ولا تحت أي ظرف ولا بأي ثمن".

وبين الطارونة ان الرعاية للمقدسات الإسلامية والمسلمين في القدس من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني اخذت إطاراً مؤسسياً تمثل في انشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة بموجب قانون صدر العام 2007، كما شملت مشاريع الإعمار في عهد جلالته منبر المسجد الأقصى المبارك منبر صلاح الدين الذي أعيد صنعه بدقة وإتقان، ليحاكي صورته الحقيقية المميزة، وتضمنت أيضاً ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة، بتبرع شخصي من جلالته، حفظه الله.

وختم الطراونة محاضرته إن التجارب والثقة المطلقة بالقيادة الهاشمية الحكيمة، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ، علمتنا أننا قادرون على الخروج من الأزمات مهما عظمت.//