تقرير مسرب.. خامنئي توقع تدهور الوضع في إيران

قتلى وموقوفون باليوم السادس من الاحتجاجات

الانباط – عواصم ووكالات:- مامون العمري

 

تتواصل الإحتجاجات في إيران لليوم السادس على التوالي،  في الوقت الذي تتصاعد به حدة الاحتجاجات  وسخونة المواقف  واتساعها ، على اية حال ما نزال في الانباط  نلتزم بنقل الحقائق وقد جعلنا قبل اي تعليق مصادر معلوماتنا  من الوكالات العالمية  الناقلة للحدث مع تحليل نجده لانفسنا  من باب قراءة المشهد بما يتوافر من معلومات ،ففي بلدٍ هي الثاني عالميا في تصدير النفط والغاز .. خَرَجَ الجِياع في احتجاجات شعبيّة عارمة ، تعدّت شعارات الجوع والبطالة والغلاء ، إلى الحالة السياسية للنظام،وفي الوقت الذي تتفشّى فيه البطالة والفقر يُغدِق النظام الإيراني على مليشيات إرهابيّة في مناطق متعددة من العالم ، ويرعى عصابات مثل ” حزب الله ” في لبنان ، وغيرها في سوريا ، ومليشيا ” الحوثي ” في اليمن

من مدينة ” مشهد .. بدأ المشهد ، انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي التي بدأت تغلي بسبب ” الغلاء ” والحالة الاقتصادية والسياسية للبلاد ، حَمَلت شعار ” لا للغلاء ” واندلعت في شوارع مشهد ، ثم اشتعلت في بقيّة المدن الإيرانية الكبرى حتى وصلت إلى ” طهران ” لأوّل مرة وبهذا المستوى

كما حَمَلت ” الثورة ” الشعبية شعارات منددة برموز النظام الإيراني ” الموت لروحاني والموت للديكتاتور ”

  وقد كشف تقرير مسرب نشرته قناة "فوكس نيوز" الأميركية عن اجتماع المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن في البلاد في وقت سابق وتخوفهم من نشوب احتجاجات.

وأظهر التقرير، الذي يضم خلاصة اجتماعات تمت حتى كانون الثاني الماضي، أن الأوضاع يمكن أن تتدهور أكثر، وأن الأمور باتت معقدة للغاية، وتختلف بشكل كبير عن أي أحداث مماثلة وقعت في السابق، وأصبحت تهدد صراحة أمن النظام، وكانت خشية القادة الإيرانيين في الإجتماعات هي تحول مطالب المتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد من اقتصادية إلى سياسية.

وأشار التقرير إلى"حال تأهب قصوى" غير معلنة في صفوف الحرس الثوري، مع احتمال التدخل عسكرياً بشكل مباشر لقمع أي احتجاجات متصاعدة،واتهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الثلاثاء ما اسماهم  "أعداء" إيران بالتآمر ضدّ إيران، في أول تعليق له على التظاهرات الجارية لليوم السادس احتجاجا على الحكومة والضائقة الاقتصادية في هذا البلد.

وقال خامنئي إنه "في أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن لإثارة مشكلات للنظام الإسلامي الإيراني".

وقد قتل عنصر من حرس الثورة الايراني في اشتباكات مع محتجين في بلدة "كهريزسنك" في ضواحي اصفهان، بحسب ما أفادت وكالة "مهر" للأنباء، والتي أشارت الى أن الاشتباكات أمس الإثنين بين المحتجين وقوى الأمن وحفظ النظام أسفرت عن مقتل سجاد شاهسنايي عنصر من حرس الثورة الاسلامية في بلدة "كهريزسنك" في ضواحي مدينة "نجف آباد" في اصفهان.

وصرح اللواء غلا مرضا سليماني أن عنصرًا آخر أصيب بجروح نتيجة هذه الاشتباكات.

من جانبها، نقلت "روسيا اليوم" عن نائب وزير الداخلية الإيراني قوله إنّ أعمال الشغب التي شهدتها بعض المناطق الإيرانية ستنتهي عما قريب.

توازيًا، قال معاون الشؤون الأمنية والشرطية لوزير الداخلية لـ"الميادين": الأوضاع هادئة في معظم مناطق البلاد. وأضاف: "بالتعاون مع الشعب والاجهزة المختصة ستنتهي حالة عدم الاستقرار في بعض المناطق قريباً".

وقد أعلن التلفزيون الإيراني عن مقتل 9 متظاهرين في الاحتجاجات خلال الليلة الماضية، وفقًا لما نقلته "العربية".

كما أفادت وسائل إعلام إيرانية مقتل 6 أشخاص في هجوم على مقر للشرطة الإيرانية بمدينة قهدريجان بمحافظة أصفهان. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقتل احد المارة في خميني شهر، وذلك نقلاً عن التلفزيون الرسمي، كما قتل شرطي برصاص اطلق من سلاح صيد في نجف اباد المجاورة وقد اعلن مقتله مساء الاثنين.

من جهتها، قالت القنصلية الإيرانية في أربيل إنّ إيران أعادت فتح معبرين حدوديين مع كردستان- العراق.

وقال مسؤول إيراني لـ"روسيا اليوم": "إنّ عدد المعتقلين في طهران منذ اندلاع الاحتجاجات بلغ 450 شخصًا".

وأعلنت المحكمة الثورية في إيران أنّ المعتقلين قد يواجهون عقوبة الإعدام.

مواقف دولية

أعربت وزارة الخارجية السورية عن تضامن سوريا الكامل، مع إيران واصفة الاحتجاجات الجارية هناك بالمؤامرة، من جانبها، أعربت تركيا عن "قلقها" إزاء التظاهرات المتواصلة في ايران منذ الخميس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والحكومة، محذرة من مغبة اي تصعيد للاضطرابات. وتلقّى وزير الخارجية الإيراني اتصالاً من نظيره التركي.

 

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن "أمله" في أن "تضمن" طهران حق التظاهر، وذلك في اليوم الـ 6 من التظاهرات التي شهدتها إيران ضد حكومة الرئيس حسن روحاني.

وقالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، "تابعنا التظاهرات التي قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية. كنا على اتصال بالسلطات الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحاني"، وأضافت، "سنواصل رصد التطورات".

 

ما هي أسباب هذه الاحتجاجات الايرانية ؟

          الغلاء: ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل البيض والدجاج. فقد تضاعفت أسعار البيض في الآونة الأخيرة، بعدما أعدمت الحكومة ملايين الدجاج لإصابتها بأنفلوزا الطيور، حسب تصريح المتحدث باسم الحكومة، محمد باقر نوبخت.

          البطالة: بلغت معدلات البطالة خلال العام المالي الحالي 12.4 في المئة، بزيادة 1.4 في المئة عن العام السابق، حسبما أكد المركز الإحصائي الإيراني.

          الفساد وسوء الإدارة: وهي أمور كان روحاني قد حذر بنفسه من مخاطرها.

          ارتفاع معدل التضخم ووصوله إلى 8 بالمئة:- إذ لم يؤد الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية إلى تراجع التضخم بالوتيرة المطلوبة.

          السخط على الحكومة: أظهرت الشعارات التي أطلقها المتظاهرون ضد روحاني مثل "الموت لروحاني" و"الموت للديكتاتور" سخطهم على الحكومة.

          السياسة الخارجية: أظهرت شعارات أطلقها المحتجون معارضتهم للتدخل في سوريا ودعم طهران لحزب الله وحماس. ورفع المتظاهرون شعارات "لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران". وهذا تعبير عن غضب بعض الإيرانيين، الذين يرون أن حكومة بلادهم تركز جهودها وأموالها على القضايا الإقليمية بدل التركيز على تحسين ظروف مواطنيها.

 

صحف: الحراك بإيران هزّ النظام وعلى الغرب دعمه

 

كتب تريتا فارسي، وهو مؤلف "فقدان العدو: أوباما وإيران وانتصار الدبلوماسية"، ورئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي،تحليلا  ورؤية حول ما يحدث في ايران ، يقول تريتا :-" في غضون أيام، انتشرت الاحتجاجات في إيران بسرعة بجميع أنحاء البلاد، بطريقة تركت الحكومة بحالة صدمة والنقاد في حيرة من أمرهم. بين الأسباب الرئيسية لهذه الحيرة السائدة كانت الاختلافات بين الحراك الحالي وما حصل عام 2009 من حيث الحجم والقيادة والهدف.

ولكن هناك سبب آخر، وهو أن العناصر الدافعة لهذه الاحتجاجات هي من شريحة من السكان نادراً ما كانت تجد نفسها ضمن إطار التطورات السياسية الإيرانية في العقدين الماضيين- وهي تضم أولئك الذين لم يعتقدوا أبداً أو فقدوا الأمل بفكرة التغيير الحقيقي من خلال الإصلاح.

والتشابه بين الاحتجاجات الحالية وانتفاضة 2009 محدودة جداً، إذ بدأت المظاهرات الحالية خارج طهران -في مشهد وقم- وسرعان ما انتشرت إلى المدن الأخرى.

وحجمها لا يزال صغيراً نسبياً مقارنة بما لاحظه العالم بعد انتخابات إيران المزورة عام 2009.

وفي الأيام القليلة الأولى بعد انتخابات 2009، احتج أكثر من مليون شخص في شوارع طهران، على الرغم من شراستها. ونادراً ما تضم الاحتجاجات الحالية أكثر من عدة آلاف تجمعوا في مكان واحد.

كانت أهداف احتجاجات عام 2009، محددة جداً- على الأقل في بدايتها. ووجه المحتجون اتهامات للسلطات بتزوير الانتخابات الرئاسية، وطالب المتظاهرون بإعادة فرز الأصوات. كما كان للاحتجاجات قيادة قوية من مرشحي الرئاسة آنذاك مير حسين موسوي، ومهدي كروبي الذي أعطى الحركة للاحتجاجات المنظمة.

وتظهر الاحتجاجات الحالية على أنها أقل مركزية دون وجود قيادة واضحة بدليل تحول الأهداف الملموس خلال الأيام الأربعة الماضية. ووفقاً للشهود الذين تحدثت إليهم. "بدأت الاحتجاجات في مشهد من قِبل المتشددين الدينيين الذين يسعون للاستفادة من المظالم الاقتصادية المشروعة للسكان، وذلك لتسجيل نقاط ضد حكومة حسن روحاني، التي يعتبرونها معتدلة جداً".

ولكنهم سرعان ما فقدوا السيطرة على الاحتجاجات، لأن الرسالة الاقتصادية لاقت صدى من شريحة أوسع من السكان أكثر مما كان متوقعاً. ويبدو أن الإحباطات بالفساد وانخفاض مستويات المعيشة، أفسحا المجال أمام شعارات سياسية أكثر وضوحاً مثل "الموت للديكتاتور" و"لتسقط الجمهورية الإسلامية"!

الصدمة الأكبر جراء الأحداث كانت من نصيب الإصلاحيين الإيرانيين، فغياب شعارات وهتافات احتجاج قادة الحركة الخضراء مثل موسوي، وكروبي أو الرئيس السابق محمد خاتمي يعطي مصداقة لادعاءاتهم بأنهم ليسوا القوة الدافعة وراء هذه الاحتجاجات. وفي الواقع، لم تظهر أي شخصية إصلاحية كبيرة داعمة للاحتجاجات، بل إن بعض النشطاء تحدثوا ضدهم.

وتبنت عناصر رئيسية في "الحركة الخضراء" تحدثت إليها في إيران وفي المنفى بوضوح مسافة محسوبة من المتظاهرين، على الرغم من تعبيرها عن تعاطفها تجاه مظالم السكان.

وحقيقة أن الإصلاحيين - الذين كانوا في صميم معظم الاحتجاجات الواسعة النطاق في إيران على مدى العقدين الماضيين – هم اليوم خارج إطار قيادة التحركات هو حدث سياسي جديد بحد ذاته.

ومن المحتمل أن يكون بين المتظاهرين بعض مؤيدي الرئيس روحاني الذين خابت آمالهم. ولكن تذكر أن روحاني فاز بإعادة انتخابه بنسبة 57 في المائة من الأصوات (و70 في المائة من مشاركة الناخبين) قبل سبعة أشهر فقط. وهذا يعني أنه من الأرجح ألا يكون أنصاره هم العمود الفقري للاحتجاجات.

وتوحي شعارات التحركات المناهضة للنظام بلا مهاودة، بأنها قد تنتمي إلى شريحة السكان الذين يميلون إلى عدم التصويت، ولا يعتقدون أن النظام يمكن إصلاحه، ولم يشتركوا أبدا أو فقدوا الأمل في فكرة التغيير التدريجي، إضافة إلى أولئك الذين انضموا إلى الاحتجاجات انطلاقا من إحساس اليأس الاقتصادي والإذلال.

ولم يلتفت معظم المحللين إلى هذه القطاعات من السكان تحديدا لأنهم لم يكونوا محور التغيير السياسي في إيران في التاريخ الحديث. كما أنه ليس لديهم سجل حافل من القدرة على للاحتجاج بهذا الحجم.

ولأن هذه ظاهرة جديدة على وجه التحديد، فإنه من الصعب أيضا التنبؤ بكيفية تطور الاحتجاجات وكيفية استجابة المتظاهرين للقمع المحتمل من قبل السلطات في الأيام المقبلة. وقد يفسر ذلك أيضا سبب رد فعل الحكومة حتى الآن.

ومن المؤكد أن الحكومة الإيرانية ليست معروفة بافتقارها إلى الوحشية، حيث تم قمع الاحتجاجات في عام 2009، وسجل الناشطون انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان على هواتفهم المحمولة.

فالوحشية التي كانت قادرة عليها - على الأقل حتى الآن - لم يتم حشدها بالكامل. والسؤال هو لماذا؟

هل ذلك لأن حكومة روحاني تحسب أن الاحتجاجات سوف تتعثر من تلقاء نفسها حتى إن استفاد منها للضغط على الإصلاحيين من أجل الحصول على حق تنفيذ المزيد من الإصلاحات؟ أم هل يرجع ذلك إلى أن المتشددين يعرقلون الأمور لإحراج روحاني وإظهار أنه غير قادر على الحفاظ على الأمن؟

أم أنه ببساطة أن الحكومة ككل تسعى إلى معرفة كيفية الرد على هذا الاستياء من السخط من شرائح مجتمعية نادرا ما تولي اهتماما لها؟

أيام من الاحتجاجات، ولا تزال هناك أسئلة أكثر من الإجابات. ومع ذلك، فإن الصورة المسيطرة هي أن المشهد السياسي في إيران يهزه أولئك الذين يسعون إلى التغيير خارج طريق الإصلاح.

واشنطن بوست:- مطلب التغيير الشعبي يستحق الدعم الدولي

قالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إن مطلب التغيير الشعبي يستحق الدعم الدولي، وإن ترمب محق في إعلانه دعم المحتجين، وعلى قادة الدول الأوروبية -الأكثر حذرا- أن يعلنوا دعمهم أيضا.

ودعت الدول الغربية إلى إلزام الرئيس الإيراني حسن روحاني بما أعلنه من أن هذه الاحتجاجات مشروعة ودافعها الشعور بالظلم، كما دعت إلى تهديده بالعقوبات إذا لجأ إلى استخدام القوة ضد المحتجين، ودعت أيضا إلى مساعدة الإيرانيين على التواصل بسبب تقييد النظام خدمة الإنترنت في البلاد.

 

مساعدة المحتجين

ونصحت الصحيفة ترمب بوقف أفعاله التي تضرّ بالاحتجاجات وتصب في مصلحة المتشددين في النظام، ومن بين ذلك توجهه لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران "الذي من المرجح أن يشق الصف الأميركي الأوروبي" ويعزز قدرة النظام الإيراني على حشد الشعب خلفه.

ودعا كاتب في مقال له بالصحيفة نفسها المسؤولين والصحفيين وخبراء التكنولوجيا الأميركيين إلى توفير منصات في الخارج للتواصل بين الإيرانيين في الداخل، وتزويدهم بالأدوات التقنية لتفادي المنع والرقابة وليحصلوا على معلومات دقيقة عن الاحتجاجات وكلفة سياسات النظام.

وقالت وول ستريت جورنال إن الاحتجاجات في إيران وضعت النظام في زاوية، وإن روحاني -الذي كان الإصلاحيون والمعتدلون يفضلونه- يجد نفسه الآن عرضة للنار من الشباب المتطلعين للتغيير.

وذكرت الصحيفة أن إدارة ترمب بدأت بالفعل عقوبات ضد إيران، كما بدأت في إقناع الدول الأخرى بدعم حق الإيرانيين في التظاهر السلمي.

وفي مقال لكاتبين أميركيين في وول ستريت جورنال أيضا، ورد أن السلطة الدينية في إيران على المحك، وأنها فقدت كثيرا من شرعيتها منذ 1980، فقد شنت حربا ضد الليبراليين والعلمانيين الذين كان وجودهم ونشاطهم السياسي تأكيدا لديمقراطية يتمتع بها النظام، وفي 1999 أنهت انتفاضة للطلاب شرعية الإصلاحيين ورئاسة محمد خاتمي.

وأشارت إلى أن الشعارات التي رفعها المحتجون حاليا شملت "الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني" و"سنموت من أجل استعادة إيراننا" و"الموت لـحزب الله" و"لا لغزة، لا للبنان، حياتنا فقط لإيران".

 

وفي تقرير لها عن هذه الأحداث قالت صحيفة ميديابارت إن المظاهرات، التي بدأت الخميس الماضي محدودة، امتدت لتشمل 20 مدينة، بما فيها العاصمة طهران، وهي تدق بذلك "ناقوس خطر للجميع"، على حد تعبير الصحيفة الإيرانية الإصلاحية آرماني.

وأضافت ميديابرات أن المتظاهرين رددوا شعارات تنم عن تذمر من نظام الملالي ومن سياسة بلادهم الخارجية من قبيل "اتركوا إيران أيها الملالي"، "تخلوا عن سوريا.. فكروا فينا"، في إشارة إلى النفقات الباهظة التي تتكلفها طهران لدعم نظام بشار الأسد.

لكن ما لفت انتباه الصحيفة أكثر هو رفع المتظاهرين لشعارات تدعو لعودة الشاه رضا بهلوي، والد آخر شاه (ملك) إيراني محمد رضا بهلوي، إذ رددوا "الله يرحمك يا شاه" و"دولة بدون شاه، دولة بدون نظام".

وعزت الصحيفة اختيارهم للشاه الأب وليس الابن إلى تشدده تجاه رجال الدين ورفضه الإذعان لهم.

 

إحباط

 

وقالت لوفيغارو إن ذلك يعكس "إحباط الإيرانيين المكبوح منذ سنوات عدة"، فلم يسلم من انتقادهم أي أحد من المتنفذين، بل كانت نغمتهم أكثر شراسة، وطالت حتى رأس النظام، قائد الثورة علي خامنئي والحرس الثوري.. إلخ، بل كان السخط واضحا في كل مكان، فنهبت الجموع البنوك، وقلبت سيارات الشرطة رأسا على عقب وأحرقت دراجاتهم النارية.

لكن هذه "ليست ثورة ولا حركة سياسية، بل هي انفجار لأصناف من الإحباط بسبب الركود السياسي والاقتصادي الذي يعاني منه الشعب الإيراني"، على حد تعبير الخبير في مجموعة الأزمات الدولية لي فايزي فيما نقلت عنه صحيفة ليبراسيون.

وتغذي هذا الاستياء ثلاثة قرارات اتخذت مؤخرا حسب ما نقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمنت ثيرم، أولها إغلاق الحكومة للعديد من مؤسسات الائتمان التي كانت تئن تحت وطأة الديون، وثانيها ارتفاع أسعار البيض والدواجن مرة أخرى في كانون الأول لتصل زيادة أسعاره خلال هذا العام فقط 50% وفقا لأرقام البنك المركزي الإيراني، وثالثها وهو الأسوأ، حسب ثيرم، أن الإيرانيين اطلعوا لأول مرة هذا العام على مخصصات المؤسسات الدينية ومراكز البحوث والمؤسسات الأخرى غير المنتخبة.

هذه المخصصات التي استفزت الإيرانيين، وهو ما أوضحه المحلل الإيراني أوميد ماماريان في تعليق له لموقع بازفيد قائلا "لقد علم الناس أن رجال الدين يستحوذون على نصيب الأسد من الميزانية، دون أن يخضعوا للمساءلة، في حين أن الحياة اليومية للإيرانيين أصعب وأصعب".

 

استقطاب

 

فما يحدث يكشف شيئا فشيئا وجود استقطاب في المجتمع الإيراني، فريق ينعم بالمباني والسيارات الفاخرة في أحياء راقية تضاهي أحياء لوس أنجلوس، وفريق من ملايين من المواطنين والموظفين المدنيين والمتقاعدين والعمال والشباب يعملون في مهن لا تؤمن لهم حتى حاجياتهم الأساسية، حسب مقال للكاتب الإيراني في صحيفة أوريان 21 ميترا كيفان.

ولاحتواء هذه الاحتجاجات، أوقفت السلطات الإيرانية الوصول إلى الإنترنت على شبكات الهاتف المحمول لبضع ساعات، متهمة السعودية أو المعارضين للنظام في أوروبا بالوقوف وراء معظم المعلومات المنشورة على الشبكات الاجتماعية تحت وسم "#احتجاجات_إيران"، مما حدا بهذه السلطات إلى تعليق الوصول لبرنامج إنستغرام لساعات بعد ظهر يوم الأحد، قبل فتحه من جديد.

وحسب لوفيغارو فإن بعض الإيرانيين يتوجسون مما ستؤول إليه الأمور إن لم يتم احتواؤها بسرعة، فحالة الغموض السائدة جعلت العديد من متظاهري العام 2009 يؤثرون البقاء في منازلهم، رافضين الانضمام حتى الآن إلى هذه الحركة الاحتجاجية.

 وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن خبيرة في علم الاجتماع كانت ضمن الناشطات في حراك 2009 قولها "الحقيقة أننا لا نعرف هوية محركي هذه الاحتجاجات ولا مقصدهم، وأنا "بصراحة خائفة جدا".