اسئلة الى وزير الاوقاف

 

خالد فخيدة

طرحت وزارة الاوقاف الاسبوع الماضي العنوان الاهم في خطبة صلاة الجمعة.

وهذا العنوان في اعتقادي القاعدة الاساسية التي يمكن ان ينطلق منها الجميع للتخلص من نهج التكفير ورفض الاخر والقضاء على البيئة التي يتغذى منها العنف والارهاب.

ومن فكرة ان الاختلاف في مذاهب الائمة الاربعة ابو حنيفة والشافعي والمالكي وابن حنبل لا يفسد للود قضية، حاول ائمة المساجد الذهاب بالمصلين الى نقطة ان التعصب لمذهب ورفض الاخر وفر بيئة خصبة لنبات ثقافات معقدة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ادى الى الفوضى العارمة وقتل كل من يختلف معها.

ومع ان هذه الثقافات المعقدة تجتمع مع من تكفرهم على "اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع اليه سبيلا"، الا انها ترفض ان تجتمع معهم عند التطبيق لمعتقدات تركز على الشكليات وبعيدة كل البعد عن مضمون العقيدة.

وهذه الفئة المعقدة خرجت عن وسطية الاسلام لاعتبارات شكلية عديدة ابرزها رفض التطور المدني والتقني للمجتمع وتحريم كل ما يصدر عنه ومن ثم الشكل السياسي للدولة.

ولعل اول ما نسفته هذه الفئة واحدة من اهم خصائص العقيدة الاسلامية بصلاحيتها لكل زمان ومكان. وهذا الخروج سببه عدم ايمان هذه الفئة بروح الرسالة المحمدية بان " الدين المعاملة" وان تارك الصلاة والصوم والزكاة وغيرها من الاركان والفرائض وحده الله سبحانه وتعالى يحاسب عليها عبده وليس غيره.

ولذلك فان هذه الفئة اخذت على عاتقها ان تحاسب العباد على ما انفرد به جل جلاله وان تعيد المجتمعات الى عصور مضت بفرض عقوبات وقوانين لا تلبي حاجاتها جعلتها ترفض المرجعيات الدينية المكلفة بالافتاء لتنظيم شؤون الناس وتجاوزها واستقطاب العامة من خلال فتاوى سياسية تدغدع عواطفهم خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني الذي لم تصله طلقة واحدة ممن يطلقون على انفسهم من هذه الفئة بالمجاهدين.

والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام، هل ائمة ووعاظ وزارة الاوقاف قادرون على مواجهة هذا المد التكفيري بما يمكن المسلمين من الحفاظ على رشدهم واعتدالهم وفهم الدين على انه وجد لتنظيم التعامل بينهم وبين الاخرين، وتحصينهم ضد الخوارج وثقافتهم السوداء؟.

وهل الاختلاف بينهم لا يفسد للود قضية ويجعلهم مؤهلين لتعزيز ثقافة التسامح وقبول الاخر؟.

ومن اسئلتي ايضا، هل خضع الائمة والوعاظ الى دورات تكثيفية لزرع ثقافة قبول الاخر فيهم قبل ان يزرعوها في ثقافة المصلين الذين يرتادون المساجد خاصة صلاة الجمعة؟.

ما اطرحه ليس اكثر من استفسارات للحصول على اجابات تضمن لنا تحقيق التغيير في ثقافة الناس حتى يكون الحوار منهج حياة، لان فاقد الشيء في النهاية لا يستطيع ان يوصل رسائل وزارة الاوقاف في محاربة ثقافة رفض الآخر.//