هل بدأ ربيع طهران ؟!!

 

سقوط ١٢ قتيلا في المواجهات بين الحرس الثوري والمحتجين

 

 

نظام طهران يستخدم نفس الأساليب السقيمة

 

البداية من مشهد وانتقال الشرارة الى كل المدن الايرانية

 

حرق صور الولي الفقيه وعواصم تبحث عن تصفية حساباتها مع طهران

 

الأنباط : قصي أدهم

 

صبيحة يوم ٣٠/ ١٢/ ٢٠٠٩ خرج متظاهرون في الجمهورية الايرانية يطالبون بالاصلاح السياسي والاقتصادي واطلاق الحريات العامة في البلاد، يومها غامرت وسائل اعلام عربية وغربية بأن الربيع الايراني انطلق في طهران، لكنها ساعات فقط ونجح نظام الملالي في قمع المتظاهرين الذين وصفهم الاعلام الايراني بأنهم دعاة «فتنة» وكان ذلك عقب انتخابات العام ٢٠٠٩ .

بعد سنوات ثمان تعود المظاهرات الى شوارع الجمهورية الاسلامية منددة بسياسات الحكومة الاقتصادية والسياسية، وفي ذكرى ربيع طهران الأول وهذه المرة كان الانطلاق الجماهيري من «مشهد» ثاني اكبر المدن الايرانية وسرعان ما انطلقت الشرارة لتصل كل المدن الايرانية التي استقبلت العام الجديد بـ ١٢ قتيلا او شهيدا، فهل ستصل نهايات ٢٠٠٩ الى نهايات ٢٠١٧ ام أن المعادلة الجيوسياسية تغيرت وثمة من يحاول تصفية حساباته في الملعب الايراني بعد ان وصلت الأصابع الايرانية الى معظم العواصم.

المظاهرات الشعبية قابلتها مظاهرات مضادة تنادي بحياة المرشد وتطالب بالقصاص من قادة فتنة ٢٠٠٩، وفي نفس الشارع كانت ترفع صورة المرشد من مجموعة وتقوم مجموعة اخرى بحرقها.

الحرس الثوري الايراني وفي اول بيان للشارع الايراني اعلن انه بعد ٨ سنوات من فتنة ٢٠٠٩ فان اعادة قراءة الدروس والعبر لهذا الحدث الهام والمؤثر يعد أحد المتطلبات الضرورية في مسيرة تكامل الثورة وتقدم الشعب الايراني، ملمحا الى تراجع الحكومة التي يرأسها حسن روحاني عن اداء مهامها حيث يقول البيان.

وفي حالة التغافل يجب توقع ظهور مؤامرات وفتن اكثر تعقيدا ضد النظام والوطن الاسلامي مؤكدا ان الظروف الراهنة خطيرة رغم استمرار الجبهة المتحدة بالتنوير ضد العناصر المعادية للثورة في الداخل والخارج محملا الثالوث الخبيث (امريكا، الكيان الصهيوني، بريطانيا) المسؤولية.

الخطاب الرسمي الايراني استعار تماما ادوات الخطاب الرسمي العربي عند انطلاق الجماهير الشعبية في العام ٢٠١١ محملا المسؤولية للرجعية والخبثاء مع تغير طفيف يعترف بصعوبة الظرف الاقتصادي ولكن مستخدمي نفس الادوات بخروج «السحيجة» حسب المصطلح الدارج لانصار النظام الايراني، فقد احتشد الآلاف من انصار آية الله وجددوا البيعة للولي الفقيه «المرشد الأعلى علي خامنئي».

المتظاهرون بالمئات ولكنهم في معظم شوارع المدن الايرانية، في سابقة هي الأولى منذ سنوات طويلة وبعد موجة الربيع العربي التي اجتاحت الشوارع العربية وحظيت بدعم طهران، باستثناء ربيع دمشق الذي قاومته طهران بكل بسالة مع حلفائها واتباعها.

ربيع طهران ورغم وجود ظرف اقليمي داعم سواء من دول عربية بدأت رحلة التنظير لاستبدال العدو الصهيوني بالعدو الايراني، وادارة امريكية ترى في الخصم الثاني بعد الارهاب الداعشي، ليس مرشحا لها النجاح، لكنها لن تكون كسابقتها تحديدا بعد سقوط ضحايا في المواجهات مع نهاية العام الراحل ومطلع العام الجديد، فقد انشغلت الادارة الامريكية بالتغريد دعما للربيع الايراني فيما بدأت وسائل اعلام مناهضة لايران وذاقت انظمتها السياسية المرارة من التدخلات الايرانية في شؤونها الداخلية بتعظيم التظاهرات ودعمها.

الاعلام العربي كعادته كان خارج التغطية في الملف الايراني بحكم انشغاله بتصفية خصوماته السياسية كاشفا بأن الفضاء العربي ما زال شاغرا ولايمارس بطولاته الا على ساحته المحلية او لتصفية حسابات لصالح الأنظمة السياسية التي يتبع لها.