العرب في العام الجديد ... !!!

  فارس شرعان

 

 

العرب في العام الجديد ... !!!

 

لا يبدو ان المشهد العربي في العام الجديد سيختلف عنه في العام الماضي في ضوء استمرار الاوضاع والاحداث المتلاحقة التي يعيشها الوطن العربي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام ٢٠١١ ... فالاوضاع في فلسطين مرشحة لاستمرار المؤامرة الامريكية الصهيونية على الشعب الفلسطيني في ضوء قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني وتداعيات هذا القرار وانعكاساته على القضية الفلسطينية والامة العربية رغم تصدي الدول العربية والأمة الاسلامية لهذا القرار سيما وان دولا اخرى اعلنت عن عزمها على نقل سفارتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس علاوة على امكانية سير دول اخرى على هذا الطريق.

وبالاضافة الى نقل السفارات الى القدس من المتوقع ان يتنامى الاستيطان في منطقة القدس والضفة الغربية مع عزم الليكود الحزب الحاكم في الكيان الصهيوني في فتح باب الاستيطان على مصراعيه لزرع المستوطنات الجديدة في مختلف مناطق الضفة الغربية لابتلاع ما تبقى من اراضيها علاوة على ضم المستوطنات او جزء منها الى القدس والطلب من دول العالم الاعتراف بيهودية الدولة ما يؤدي الى تصعيد المواجهات بين الفلسطينين والاسرائيليين وما يعنيه ذلك من خطر على القدس والمسجد الاقصى ومستقبل الاراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة لتدمير بنية القطاع الاقتصادية والاجتماعية ووقف الخدمات الصحية والتعليمية لتجويع سكان القطاع...

ولن يكون الوضع في سوريا في العام الجديد بافضل من العام الماضي رغم اعلان روسيا على القضاء على تنظيم الدولة في سوريا لأن الطيران الروسي والسوري لا يزال يشن غاراته على مواقع المقاومة في مختلف انحاء البلاد لا سيما وان روسيا اعلنت ان مخططها للعام الجديد يتمثل بالقضاء على تنظيم جبهة النصرة رغم وجود مجموعات من عناصر داعش ومشاركتها في القتال ضد المقاومة دون ان تتعرض لقصف الطيران الروسي او السوري مع اعلان واشنطن لبقاء قواتها في سوريا طالما تتطلب الظروف ذلك لدعم قوات سوريا الديمقراطية في الجزيرة السورية وقوات حماية الشعب الكردي على طول الشريط الحديدي مع تركيا ...

الحرب في اليمن متوقع ان تستمر لعدم تمكين الحوثيين من قيام حزب الله آخر في القطر الشقيق وتصاعد المواقف بين دول الخليج العربي وايران مع بقاء الخلاف بين دولة قطر والدول الاربع التي تحاصرها علاوة على استمرار التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لدول الخليج ما يزيد من حدة التوتر بين الجانبين علاوة على تفاقم الخلافات السودانية المصرية على منطقتي حلايب وشلاتين بعد القاء خطبة صلاة الجمعة في حلايب وتقديم برنامج في التلفزيون المصري يتحدث عن تبعية هاتين المنظومتين الى مصر.

العام الجديد سيزيد من شقة الخلافات التركية المصرية خاصة بعد توقيع اتفاق للتعاون العسكري والأمني بين تركيا والسودان الأمر الذي تعتبره مصر عملا معاديا علاوة على تسليم السودان لشبه جزيرة سواكن في البحر لتركيا لتنميتها وتطويرها والمحافظة على معالمها الاثرية والتاريخية وتشكيل البحر الاحمر بين تركيا والسودان وقطر للدفاع عن أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية في مضيق باب المندب ...

الوضع في ليبيا يزداد سوءا وتعقيدا نظرا لعدم تنفيذ اتفاق الصخيرات الذي وقفت عليه الاطراف الليبية المتنازعة رغم تدخل دول الجوار الليبي العربية مثل مصر والجزائر وتونس لوضع الاتفاق موضع التنفيذ.

من الواضح ان المشهد العربي في العام الجديد لن يكون بافضل من قبله في العام الماضي باستثناء بعض الظلال والألوان التي قد تزين الشهر نورا او قتامة ونرجو من الله ان لا يزداد المشهد العربي سوءا وظلاما في العام الجديد خاصة في ظل الضغط الامريكي لابرام صفقة القرن مع العدو الصهيوني وهرولة بعض الكيانات العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني بحثا عن مكاسب مادية او مساعدات او كسب ود البيت الابيض وساكنه المشبع بالعنصرية والاسلامفوبيا ... !!!