يوم بصحبة ناصر ينتهى باعادة السمع الى الطفل مؤمن
الانباط-العقبة- محمد المغربي
كما جرت العاده يصطف أصحاب الدعوه لاستقبال الضيوف .
ثم تنحدر اقدامك نحو المبنى الذي لا يمكنك فهم ملامحه والغايه التي أقيم من اجلها .
ويعرج ناصر نحو المشغل الخاص بتصنيع السماعات وصيانة القواقع ليستمع أو يشاهد ايجازا من مسؤوله المشغل بلغة الاشاره فيشكرها ويثني عليها .
ويغادر المكان متجاوزا مكتب مديرة المدرسه اسلام المجالي الذي أعد لاستقبال الضيوف ومن برفقته .
فيدخل احدى الغرف الصفيه الخاصه بالصم والبكم ليشاهد أطفالا حرموا من نعمه السمع أو النطق ومعلمات اردنيات اخلصن في تقديم العلم والمعرفة لهذه الشريحه.
ويبدأ بالحديث اليهم وينظر في وجوههم ويضع يده على رؤوسهم ويسمع أصواتهم ويشاهد حركاتهم ورسوماتهم ويؤلمه عجزهم بعض الأحيان.
وكلما خرج من صف الى صف تزداد حده التوتر والاحساس بالالم والتي لم تعد تخفى على أحد،
إلى أن وصل إلى غرفة الصف العاشر حيث مؤمن المومني هناك فتسبق دموعه حديثه وتبكي امه وتتحدث مرتجفه (مؤمن بحاجة إلى زراعه قوقعه معاليك ابني تراجع تحصيله العلمي بعد تلف القوقعه واصبح انطوائيا يشعر بالعجز).
يصمت ناصر ويخفي دموعه خلف جفونه وتنحبس الكلمات خلف شفاهه لدقائق محاولا تجميع قواه لمعاودة الحديث مكابرا.
فعجبا ناصر الشريده الخطيب المفوه والمقنع يصمت أمام هذه الكلمات وتزداد ضربات قلبه فيغادر المكان بصمت إلى مكتبه وقد انتهى وقت الدوام الرسمي الا قلة من مرافقيه وموظفي مكتبه.
ثم تبعته برفقه علي الهلاوي لنكمل حديثا قد بدأناه حول أمر عام لم يبادرنا الحديث بل نحن بادرناه مدركين ما تركته هذه الزياره على حسه ومزاجه الخاص.
كان منشغلا ومنهمكا بما سيقدمه لهذه الشريحه من أبنائنا ولا اخفي على أحد أن ما وعد بتقديمه يفوق عشرات المرات ما هو متوقع.
ايام وسيعود مؤمن وقد استعاد سمعه ليسمع ويشاهد الألعاب الناريه التي اعتدنا على مشاهدتها في العام الجديد.
شكرا معالي الدكتور ناصر الشريدة رئيس سلطه منطقة العقبة الخاصة .
اسعدتنا ايها الانسان .
وكل عام وانتم بخير.//
* عضوم مجلس محافظة العقبة