واشنطن ... والدول المارقة ... !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

واشنطن ... والدول المارقة ... !!!

 

لا يزال الارهاب يتصدر سلم اولويات الاستراتيجية الامريكية للدفاع عن الأمم القومي وتوليه واشنطن الأولوية في هذه الاستراتيجية ... فقد تبرعت بمبلغ ٦٠ مليون دولار لمكافحة الارهاب في دول الساحل غربي افريقيا ولا تزال تشن غارات على مواقع الارهاب وجيوبه في سوريا والعراق ...

ويندرج تحت مفهوم الارهاب في الاستراتيجية الامريكية التصدي لسياسات الدول المارقة ومخططاتها لتعكير صفو الأمن والاستقرار في العالم ... وفي مقدمة هذه الدول كوريا الشمالية وايران حيث تعمل واشنطن على نزع السلاح النووي من من الاولى وعدم تمكين الثانية من صنع هذا السلاح من خلال الترغيب والترهيب.

كشفت الاستراتيجية الامريكية عن اصرار واشنطن على مواصلة الحرب على الارهاب في اي مكان بما في ذلك القضاء على التنظيمات الارهابية في اماكن تواجدها سواء في الشرق الاوسط او الخليج العربي او سيناء او غرب افريقيا ومواجهة الدول الراعية لهذه التنظيمات علاوة على الدول التي تتسبب في اثارة التوتر وعدم الاستقرار وفي مقدمتها كوريا الشمالية التي تصر على امتلاك ترسانة نووية الأمر الذي يهدد أمن واستقرار دول الجوار مثل كوريا الجنوبية واليابان والفلبين.

الادارة الامريكية لا تخفي عزمها على ردع كوريا الشمالية وعدم تمكينها من زعزعة الأمن والاستقرار في جنوب شرق آسيا او تهديد أمن واستقرار جيرانها وخاصة كوريا الجنوبية واليابان حليفتي واشنطن التقليديتين ... من اجل ذلك تجري المناورات مع الدول الحليفة لها استعدادا لشن هجوم على بيونغ يانغ اذا هددت امن جيرانها مع استعدادها لاستخدام السلاح النووي الذي تحظر استخدامه على كوريا الشمالية ... وتتحدث الانباء عن وجود خطة امريكية لمهاجمة كوريا الشمالية اذا تسببت في اي عدوان على دول الجوار علما بان الرئيس ترامب هدد بمحو هذه الدولة عن الخريطة اذا استمرت في تجاربها النووية واطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

مواجهة كوريا الشمالية يأتي على خلفية المحافظة على الأمن القومي لا سيما وان الصواريخ الكورية قادرة على ضرب بعض الولايات الامريكية والجزر التابعة لها في العديد من البحار والمحيطات وبناء على ضغط بعض حلفائها في جنوب شرق آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية والفلبين التي تتعرض باستمرار لتهديدات بيونغ يانغ لدرجة ان واشنطن هددت باستخدام السلاح النووي ضد كوريا الشمالية اذا شكلت تهديدا حقيقيا لحلفاء امريكا.

ما يؤكد جدية الادارة الامريكية في ردع الدول المارقة الزيادة الكبيرة في موازنة الدفاع الامريكية حيث بلغت ٧٠٠ مليار دولار وهي اضخم موازنة في تاريخ واشنطن الأمر الذي جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترتعد فرائصه وهي تتحدث عن الاستراتيجية الامريكية للدفاع التي اعتبرت كلا من موسكو وبكين خائفتين.

الا ان ارقام وزارة الدفاع الامريكية حدا بالرئيس الروسي الى ان يصف الاستراتيجية الامريكية بالعدوانية لأن مثل هذه الارقام تدل على توسع كبير في مجالات التسلح والتدريس وتكريس السلاح وتصدير مختلف الاسلحة بما فيها السلاح النووي الذي كانت واشنطن اول من امتلكه وبالاضافة الى احتفاظ الادارة الامريكية بقوات في سوريا للدفاع عن الاكراد ومصالحها هناك فقد وضعت في اعتبارها تقديم مساعدات عسكرية لاوكرانيا التي تناصب روسيا العداء ما زاد من مخاوف بوتين ازاء امكانية الصدام العسكري مع واشنطن ..

اما ايران فتعتبر بالنسبة لواشنطن الدولة المارقة الثانية بعد كوريا الشمالية في ضوء تهديدها للأمن والاستقرار في منطقتي الخليج والشرق الاوسط وتهديدها للأمن القومي لدول الجوار وتهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز ما يهدد للأمن القومي لدول الجوار وتهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز ما يهدد بوقف امدادات النفط من دول الخليج العربي لاوروبا وامريكا.

الادارة الامريكية تأخذ على ايران دعمها لجماعات الحوثي في اليمن وللرئيس السوري بشار الأسد رغم الجرائم التي يقترفها ضد شعبه ولحزب الله الذي يهدد اسرائيل وان اسرائيل بالاضافة الى تشكيل مجموعات من الميليشيات الايرانية في كل من سوريا والعراق ما يجعل من طهران هدفا دائما للاستراتيجية الامريكية ... !!!