خمسيني على مقاعد امتحانات الثانوية الوزارية في العقبة

حلمه اكمال دراساته العليا

 

 

العقبة – طلال الكباريتي

 

يتقدم خلال الايام المقبلة  3892 طالبا وطالبة لامتحانات الثانوية العامة في العقبة .

وبين هؤلاء حكايات تبرز تصميم اصحابها على ان تحقيق الطموح لا يحكمه العمر بقدر العزم والارادة.

على احد مقاعد قاعات الامتحان بمدارس العقبة

سيجلس الخمسيني الحاج (بسام الزميلي) الى جانب يافعين يزرع فيهم الامل ويطبع في ثقافتهم وهم يهمون للاقبال على الحياة بانه لا يأس في قاموس المثابرين.

ووفق كشوفات مديرية التربية والتعليم يعد الزميلي  أكبر المتقدمين عمرا لامتحانات الثانوية العامة للسنة الدراسية الحالية.

يقول الحاج الزميلي،  انه لم يتوقف يوما عن التفكير في الحصول على  الشهادة الجامعية و العليا، بعد أن حصل على شهادة من مدرسة التلمذة تخصص الميكانيك عام 1988 م .

و روى للأنباط أن الفكرة  تتبادر في ذهنه بين الحين والآخر بعد حصوله على تلك الشهادة و دورتين تدريبيتين من شركة نقل بري، ومروره بسنوات عجاف، شهدت ضعف حالته المادية، والتركيز على  تأمين لقمة عيشه .

وكشف أن أبرز الدوافع التي شجعته على تحدي نفسه و جلوسه على مقاعد امتحانات الثانوية الوزارية، البيئة التعليمية التي يعمل فيها، واحتكاكه بطلاب و أكاديميين موضحا أنه يعمل موظفا كسائق لدى الجامعة الأردنية فرع العقبة . 

ولفت أن حصوله على شهادة الثانوية العامة، لا يحمل في طياته الكثير من الغرابة، بقدر ما يحمل قوة الإرادة والصمود، و غرس جذور التفاؤل والطموح والتحدي لدى أبنائه .

وأشار الى أنه عرف الكثير ممن يتقدمونه في العمر، تتراوح أعمارهم ما بين الستين والسبعين حصلوا على شهادات عليا كالدكتوراه والماجستير وهم في مراحل متأخرة من عمرهم .

واوضح أن ابرز أسباب اكتفاء كثير من أرباب الأسر في العقبة على  حصول أبنائهم على الشهادات المدرسية ضعف الحالة المادية لديهم، مشيرا الى أن طالب العقبة وقتها كان يكتفي بمرحلة الثانوية ومن ثم يتوجه الى صنعة أو وظيفة.

وأضاف أن بعض العوائق التي كانت تحول دون عزم بعض الأهالي في العقبة على تعليم أبنائهم الظروف المادية الصعبة التي كانت تحيط بهم .

ولفت الى أن شغف الاطلاع و الثقافة العامة  لديه على مر السنين لديه لم يمنعه من التفكير في الحصول على شهادة الثانوية العامة ومن بعدها العليا باذن الله.

ولفت الى أنه خلال ريعان شبابه منذ أن كان على مقاعد الدراسة، كان مصروفه اليومي 5 قروش، وكان ذلك المصروف الزهيد كفيلا له بشراء صحيفة يومية اعتاد على شرائها لحب القراءة ومعرفة ما يدور من أحداث في العالم .

وفيما يتعلق بطموحه فقال أن الطموح والوصول الى ما يصبو إليه الإنسان لا يقف عند عمر معين .

وبين الزميلي بهذا الخصوص أن كثيرا من العلماء ألفوا كتبهم و تراجمهم في مراحل متأخرة من أعمارهم بعدما شربوا من نهر التجارب، وباتوا مسلحين بخبراتهم العملية .

وكشف أن ابرز طموحاته للحصول على شهادة الدكتوراه، ان يصبح أنموذجا يحتذى به  لدى كثير من أبناء الوطن، والتأكيد لهم على أن الطموح  لا يتحقق على أرض الواقع إلا بالإرادة القوية والصبر والثقة بالنفس// .