رئيس “الخلايا الجذعية”: لايوجد شخص معاق وانما مسؤولون معيقون

العبادي: نعمل للاستغناء عن جميع الكراسي المتحركة في الأردن

 صنع جزء من قرنية العين وطرح علاج لـ"الثلاسيميا" خلال العامين القادمين

 

عمان - الأنباط - فرح شلباية

 

استطاعت الخلايا الجذعية معالجة شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني من اعاقة حركية عن طريق إجراء عدة خطوات علاجيه له،حيث تمكن من الاستغناء عن كرسيه المتحرك والاستعانة بجهاز متواضع يمكنه من السير وقيادة مركبته،وممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي.

جاءت تلك القصة خلال ندوة ألقاها رئيس مركز الخلايا الجذعية في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عبد الله العبادي في رحاب جامعة العلوم الاسلامية،أمس الاول، احتفالا باليوم العلمي بمناسبة اليوم العالمي للاعاقة،كدليل على نجاعة العلاج بالخلايا الجذعية كخطوة في طريق التخلص من الحالات الخاصة في المجتمع.

وقال العبادي في مستهل حديثه: لا يوجد شخص معاق وانما هناك أفراد وجهات ومسؤولون معيقون،ومجتمعات معيقة ايضا، وتعتبر هذه المشكلة احدى أهم مشاكل المجتمع والتي يجب محاربتها بشجاعة والتغلب عليها .

واضاف ان العمل بالعلاج في الخلايا الجذعية من متطلبات العصر الحالي، ويندرج تحتها علاج حالات كثيرة تصنف ضمن الاحتياجات الخاصة او الاعاقة أو الأمراض الوراثية وأمراض الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة.

ففي عام 2007 وخلال مشاركة العبادي في مؤتمرات علمية ،ارتأى وقتها ضرورة وضع الاردن ضمن الدول التي تقدم علاجا بالخلايا الجذعية ،وبين أن تلك الخلايا يتم استخلاصها من مصادر معينة غالبيتها من مصادر ذاتية أو مصادر أخرى حسب النسيج أو العضو المراد ترميمه.

ووضح العبادي سبب العزوف عن استخدام الخلايا الجذعية لدى البعض ،حيث يعتقد الكثيرون أن استخلاص تلك الخلايا يعتمد على قتل جنين  كما هو شائع ،مما ساهم ذلك في تقليص البحوث العلمية المتعلقة بالخلايا الجذعية، مبينا أن الخلايا المستخدمة لا تخالف الامور الاخلاقية أو الشرعية ،والخلايا الجذعية تعني  تحويل اي خلية إلى خلايا جنينية  محفزة تتم اعادتها  إلى عصرها الجديد ومن ثم تنتج الخلية شيئا محددا اي علاجا لما هو مطلوب داخل اي عضو.

وكشف عن سعي المركز على المدى المتوسط إلى إزالة جميع الكراسي المتحركة، قائلا:"  لا نريد أن نجد شخصا معاقا ، وكل من فقد البصر سنعيده له ،قد ننجح حاليا بنجاح بسيط ،ونعمل بجدية  لتكاتف الجهات المعنية فالنتائج الجيدة تحتاج تعاونا وتكاتفا".

وتحدث العبادي عن امكانية معالجة الخلايا الجذعية لحروق الجلد مهما كانت درجتها ، بالاضافة للاصابات البالغة جراء حوادث السير والتي قد تتسبب أحيانا في بتر أحد الاعضاء، ونبه إلى ضرورة الابتعاد عن الاطعمة المصنعة والتي يجب استبدالها بمواد طبيعية ،وعدم الاعتماد عليها اعتمادا كليا وذلك لغايات الحفاظ على صحة الانسان ،والاستعانة بالمنتجات البيتية ، لان الصناعية خلقت أمراضا جديدة ذاتية لم تكن موجودة.

وفند الأمراض التي تستطيع الخلايا الجذعية علاجها،وجاء في مقدمتها السكري من النوع الاول بالاضافة لامراض الروماتيزم ، وامراض الاحتياجات الخاصة مهما كانت "حركية او سمعية أو بصرية" ،وبعض الامراض الوراثية ، عن  طريق التصدي للجينات المصابة وتصحيحها  .

وفي التفاصيل ، تقوم التقنية الجديدة على قص المكان المعطوب في الجين ومن ثم تتم عملية إعادة زراعته  واعادته للجسم لغايات الترميم،  فبعض أمراض الثلاسيميا والأمراض النزفية تمكن العلماء في المركز من ايجاد  علاج جيني لها ،وهي الان في مراحل سريرية متقدمة وسيتم طرحها في ألاسواق خلال العامين القادمين .

وتطرق  في حديثه إلى المشكلة القائمة التي تطول في طلبات الحصول على أعضاء يتبرع بها أشخاص سليمون يلقون حتفهم جراء حوادث سير لعلاج آخرين يفتقدون لتلك الأعضاء وقد تستغرق عملية الانتظار لسنوات،على حد قول العبادي.

وتابع أن المركز يسعى لحل المشكلة عن طريق تصنيع أعضاء ذاتية من نفس الشخص المصاب بتقنية الخلايا الجذعية ،وذلك خلال العقد القادم،في حين تمكن الأردن من وضع حلول لتقرحات قرنية العين وتصنيع جزء منها خلال 3 سنوات ونصف من العمل بواسطة مشتق يحوي خلايا جذعية قادرة على إزالة التقرحات،فيما طبق ذلك المشتق على مريضين تمكنا من استعادة بصرهما.

وحول الدعم المالي قال العبادي  ان المركز لا يتلقى الدعم الكافي ،حيث يهدف المركز لحل المشاكل الصحية لجميع المرضى عن طريق جمع العلماء من شتى المجالات في مكان معين للتوصل إلى العلاجات المناسبة لكل حالة مرضية.

يذكر أن ثلة من الأكاديميين من شتى الجامعات الأردنية شاركوا في الندوة بالاضافة لنائب رئيس جامعة العلوم الاسلامية ،وبطل العالم في رفع الاثقال لذوي الاعاقة معتز الجنيدي ، والمحامية  تغريد الدغمي .//