اضاءات على المقال الذي نشره موقع ميدل ايست آي ومناقشة له ... ج1

 

  مروان العمد

بألقاء نظره على هذه المقاله يتبين انها تتضمن المحاور التاليه

٥ - يشير الكاتب بعد ذلك الى الإشراف الهاشمي على الأماكن المقدسه في مكه والمدينة والقدس عام ١٩٢٤ قبل ان تقع المدينه ومكه تحت سيطرة آلِ سعود . وان الهاشميين لم يبق لهم الا الاْردن والوصايه على الأماكن المقدسه بالقدس وان الملك يرى في القرار الأميركي خيانه للأسره الهاشميه ولدورها وخاصه لأعتبار ترامب ان قراره بشأن القدس هو اقرار بالامر الواقع .

٦ - يقول المقال ان قرار الملك عبدالله بالمشاركه الفعاله بالمؤتمر ستكون له تبعاته وتساءل فيما اذا كان ذلك هو خيار آخر مع الطرف الخاسر . ولكنه يعود ويقول ان الاْردن كان قد سبق له وان وقف مع الجانب الخاسر وهو يعلم انه خاسر مثل ماحصل في عام ١٩٦٧ و عام ١٩٧٣وخلال حرب الخليج الثانيه عام ١٩٩١ ولكنه بمواقفه هذه تجنب خساره كانت ستكون اكبر لو وقف مع الجانب الآخر .

وانهى الكاتب مقالته بأن الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس استحقا مكانهما كزعيمين عربيين .

هذه اهم المحاور التي تضمنتها المقاله اوردتها حتى أتمكن من مناقشتها ومقارنتها بالواقع . وبدايه أودّ ان أقول انني لا آخذ جميع ما ورد فيها كأمور مسلماً بصحتها وخاصه ان هذا الموقع له مواقف مسبقه من الصراعات التي تدور في المنطقه وانه موقع بأشراف قطيري ويمثل وجهه نظرها ولكن ذلك لا ينفي ان المقاله تضمنت العديد من الحقائق وان كان الهدف منها تطويعها لتوجيه اتهامات معينه لبعض الاطراف . وبدايه انا اتفق مع ما ورد بالمقال من ضعف التمثيل به على مستوى الزعماء بالرغم من اهميه الحدث ولكن قد يكون لبعض الدول وخاصه مصر والسعوديه مبرراتها لهذا التمثيل المنخفض . فجميعنا يعرف موقف اردوغان وتركيا من النظام المصري الحالي ودعمها لجماعه الاخوان المسلمين والقاء كل ثقلها وإمكانياتها بهذا الاتجاه والتأكيد ان ما حصل انقلاب غير مشروع وتكرار تهجم اردوغان على النظام المصري بكل مناسبه وبلا مناسبه .

حتى انني اعتقد انهم ما كانوا ليرحبوا بحضور السيسي الى اسطنبول وما يتبع ذلك من أجراءات برتوكوليه من خلال استقبال اردوغان له ومصافحته والتقاط الصور معه ، كما اعتقد انه سيكون من الصعب على السيسي ان يذهب الى اسطنبول بعد كل ماجرى بينهما ، بالرغم من ان المناسبه كانت تتطلب من الطرفين تجاوز هذا الامر لجلال واهميه الغايه التي يعقد المؤتمر من اجلها . و كان يفترض بمصر ان يكون تمثيلها على مستوى رئيس الوزراء على الاقل وليس وزير الخارجيه . أما ان يصل العداء بينهما الى ان تقوم مصر بمحاولة اضعاف المؤتمر أو إفشاله من خلال محاوله اقناع اهم عنصر فيه وهو رئيس للسلطه الفلسطينيه بعدم حضوره ، فهذا امر مثار شك ولا اجزم به ، وليس لدي اثبات عليه سوى ما ورد فيه ان مصدره شخصيه طلبت عدم ذكر اسمها .

اما بالنسبه للمملكة ألعربيه السعوديه فأنه قد يكون لها مبرراتها بعدم تمثيلها بوفد رفيع المستوى وذلك بعد الطلاق الذي حصل بينها وبين حليفها السابق اردوغان في الشأن السوري عندما اختار اردوغان ان ينقلب ويتصالح ويتفق وينسق مواقفه مع الجانب الروسي والجانب الإيراني العدو الاول للسعوديه وان يفرض نفسه لاعباً رئيسياً للأحداث في سوريه متجاهلاً اَي دور للسعوديه فيها بعد ما قدمته من مساعده ومسانده لقوى المعارضه السوريه . وبعد الانحياز التركي الواضح الى جوار قطر في النزاع الخليجي وأرسالها عشرات الآلاف من جيشها الى قطر .

ولكن نعود ونقول ان جلال مناسبه انعقاد المؤتمر واهميتها كان يتطلب منها تجاوز هذه الخلافات اوتأجيلها ويتطلب منها وجوداً فاعلاً فيه كونها حاميه حمى الحرمين وأنها أصبحت تتولى قياده المكون السني . وان هذا التمثيل وان لم يكن على مستوى خادم الحرمين فعلى الأقل ولي عهده لا ان يحضر هذا المؤتمر وزير الدوله للشؤون الدينيه ممثلاً لبلاده .

 اما عما قاله كاتب المقال عن ان السعوديه حاولت إقناع جلاله الملك عبدالله الثاني بعدم ترأس وفد بلاده للمؤتمر فأنني لا أستطيع ان أجزم بذلك ايضاً وليس لدي معلومات عنه سوى ما ورد بهذه المقاله . ولكن الامر الذي لا يمكن انكاره فقد اصبح هم السعوديه الاول هو مواجهة ايران والمد الشيعي الذي يهدد حدودها الجنوبيه ويهدد أمنها واستقرارها الامر الذي جعلها تعتبر حمايه شعبها وحدودها هو همها الأكبر والاول . وجعلها لا تستطيع القيام بأي تصرف او موقف من شأنه ان يثير حفيظة الحليف الأمريكى هذا الحليف الذي وبعد ما عمله في الدول ألعربيه من اعمال تمزيق وتفريق وتمويله وتشجيعه للاقتتال الداخلي فيها بحجه إسقاط انظمه الحكم الديكتاتوريه بالرغم من انها كانت حليفه له ، واقامه انظمه ديمقراطيه بديلاً عنها الامر الذي لم يتحقق في اَي دوله من الدول التي شملها الربيع العربي ، فقد ساعد هذا الحليف سواء بطريقه مباشره او غير مباشره بتمكين النفوذ الإيراني في المنطقه والتي أصبحت تسيطر على اكثر من عاصمه عربيه واصبحت ايران الفزاعة التي تخيف بها باقي الدول العربيه ولتحتل مركز الصداره بالعداء مكان الدوله الصيهونيه ولتُعقد التحالفات في المنطقه مع او ضد ايران مما زاد من مستوى الخلاف والانقسام العربي والذي مكن دونالد ترامب من استغلال الوقت المناسب بأعلان بيانه المشؤوم وهو يدرك انه لن توجد قوه عربيه تستطيع التصدي له او مواجهته لا بل لا تستطيع حتى مجرد إغضابه .

في ظل هذه الظروف انعقد المؤتمر الاسلامي الذي اقتصر عدد الزعماء الذين حضروه على ستة عشر واما بقيه الدول الاسلاميه فقد تم تمثيلها بمستويات اقل وبلغت الى مستوى نائب وزير الخارجيه في دوله الامارات العربيه ، مما كان له انعكاسات على قرارات المؤتمر والذي لم يلوح بأي أجراء عقابي بأتجاه أميركا لأرغامها على التراجع عن قرارها اما لأن اعضاءه لايريدون ذلك او لأنهم لا يقدرون عليه .

وبغض النظر عن تقييمنا للمقال ومدى اقترابه من الحقيقه او ابتعاده عنها وفيما اذا كان يدس السم بالدسم فمما لا شك فيه ان المنطقه ستبقى تغلي على صفيح ساخن وسوف تتساقط الكثير من أوراق التوت وسوف يظهر ما كان تحتها وهو من المؤكد لن يسر الا عدوا //.