اليمن ... هدنة ام تعبئة عامة ... !!!

  فارس شرعان

 

 

اليمن ... هدنة ام تعبئة عامة ... !!!

 

التصعيد الذي تشهده اليمن في العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف والعمليات الاجرامية لميليشيات الحوثيين وعصابات صالح على حد سواء ستزيد الموقف تأزيما والوضع تعقيدا الى ان يتم حسم الموقف لصالح الشرعية ...

فمنذ ان اعلنت دول التحالف ان الوضع اختلف وان الحوثيين يستغلون الوضع للتوغل داخل الاراضي السعودية ومهاجمة المدن والقرى الحدودية كثف التحالف غاراته من جهة واخذ يستهدف قيادات الحوثيين وعصابات صالح عاقدا العزم على تدمير اسلحة الحوثيين والوية الجيش اليمني التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح فيما واصل الحوثيون عملياتهم ضد المدنيين وخاصة في عدن والضالع ...

وجراء الخسائر الفادحة في صفوف الحوثيين وعدم وصول المساعدات الانسانية الى مستحقيها اعلنت قوات التحالف عن هدنة انسانية لانقاذ المصابين والجرحى من المدنيين وايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المنكوبة وخاصة في جنوب اليمن وتحديدا في مدينة عدن التي تعاني الويلات جراء هجمات الحوثيين التي لا تتوقف شريط التزام الحوثيين لهذه الهدنة التي من المقرر ان تبدأ غدا الثلاثاء ولمدة خمسة ايام ...

لا نعلم حتى الان فيما اذا كان الحوثيون سيلتزمون بالهدنة الانسانية رغم ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اشار خلال لقائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس للتحضير لقمة كامب ديفيد التي تعقد بين الرئيس الامريكي باراك اوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي يوم الاربعاء القادم قد اشار الى وجود مؤشرات لاحترام الحوثيين للهدنة ... الا اننا نرجع ان ميليشيات الحوثيين وعصابات صالح لن تلتزم لهذه الهدنة طالما انه تحوز على كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة وطالما انها قادرة على الحاق الخسائر بالمدنيين وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس وقصف القرى الحدودية مع السعودية والتسبب بالهجرة القسرية لالاف العائلات اليومية التي لم تجد امامها سوى البحر للجوء الى جيبوتي على الشاطئ الآخر للبحر الاحمر في ضوء اغلاق الحدود البرية والبحرية امامهم ...

دول التحالف ترغب في اخضاع الحوثيين واعادتهم الى الشرعية التي خرجوا عليها ولكن باقل الخسائر في الارواح والممتلكات وبأقل عدد من المصابين والجرحى وخاصة في صفوف الحوثيين خلافا لميليشيات الحوثيين وعصابات صالح التي لا تراعي في المدنيين الا ولا ذمة وتستهدف النساء والاطفال والشيوخ بالصواريح والمدفعية وتقوم بهدم المنازل على رؤوس اصحابها وتدمير المدارس والمجمعات السكانية والشوارع فيما تقتصر غارات التحالف على قصف المواقع العسكرية ومخازن السلاح ومراكز التدريب وتجميع الميليشيات بعيدا عن اصابة المدنيين والحاق الخسائر في صفوفهم.

قوات التحالف تأمل في تدمير اسلحة الحوثيين وتسوية مواقعهم في الارض بالاضافة الى تدمير قواعدهم وقواعد الوية الجيش اليمني التي لا تزال خاضعة للرئيس المخلوع من خلال تكثيف الغارات الجوية واستهداف ضباط وافراد الجيش اليمني وقيادات الميليشيات الحوثيين وعدم تمكين هذه الميليشيات من الحركة والاضرار بالمدنيين بالاضافة الى ارغامها على الانسحاب من المدن ودوائر الحكومة واعلان خضوعها للشرعية قبل بدء سريان الهدنة التي لا نتوقع قبول الحوثيين والوية صالح العسكرية لها ...

مع اشتداد عمليات التحالف وتركيزها على مناطق نفوذ الحوثيين وخاصة في محافظة صعده المجاورة للسعودية وتكثيف عمليات القصف الجوي لاحكام اغلاق المجال الجوي والحدود البحرية والبرية فمن المتوقع ان تؤدي هذه العمليات دورها المطلوب وتحقق الغايات المرجوة منها في وضع حد للتمرد على الشرعية في اليمن واسئناف المياه بصورة طبيعية وتنفيذ المساعدات الخليجية في انهاء الازمة اليمنية.

مخرجات الحوار اليمني لا سيما وان مؤتمرا يمنيا سيعقد في الرياض للاسراع في تنفيذ خطوات الاصلاح واعادة البناء واستئناف المسيرة ...

الحوثيون ردوا على المبادرة التي قدمها التحالف باعلان شروطهم واعلنوا التعبئة العامة في البلاد وشكلوا قيادة عسكرية لعملياتهم ايذانا منهم برفض الهدنة ومواصلة خروجهم على الشرعية مدعومين بالتسليح الايراني ودعمها المادي والايدلوجي ومواصلة تصدير الثورة الايرانية الى الدول المجاورة واستمرار التمدد الشيعي في الاقطار العربية كما حدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن حتى الآن الأمر الذي يقتضي التصدي لهم بشكل حازم وقوة واحباط مخططاتهم وجعل كيدهم في نحرهم ... !!!