"اسرائيل" تخالف مضمون معاهدة السلام عبر نهر الاردن

جر مياه النهر لغايات الري مخالفة صريحة

 

 

 تراجع كميات المياه من 3 بيلون الى 70 مليون مترمكعب

 

وادي الاردن - الأنباط – ممدوح النعيم

  تمارس إسرائيل عدوانها على نهر الأردن , كما تمارسه على البشر والشجر فمنذ ما يزيد عن أربعة عقود تتفاقم الأوضاع البيئية لنهر الأردن الذي بات مهددا بالزوال بسبب تراجع كمية المياه في مجراه والتي وصلت في مراحل سابقة الى 3,3 بليون م3 لتتراجع وتصل من 70 الى 100 مليون م3 مما اثر مباشرة على مستوى مخزون المياه في البحر الميت .

الجانب "الإسرائيلي" إضافة إلى قيامه بتلويث مجرى نهر الاردن عبر التخلص من المياه العادمة ومياه برك الاسماك والصرف الزراعي وتحويل ما تبقى من حصة الاردن المتدفقة الى النهر عبر بناء سد ترابي جنوب بحيرة طبريا, فانها تقوم بضخ مياه النهر عبر مضخات مياه ضخمة الى الغرب من ضفة النهر, واعادة معالجتها لري بعض الزراعات المقامة على الاراضي الغربية المحاذية للنهر, وبكميات كبيرة من المياه مما يضاعف من حجم مشكلة منسوب المياه في البحر الميت ويزيد من درجة وحجم تلوث النهر مع الاشارة الى موقع عماد السيد المسيح عليه السلام الذي يقع على الضفة الشرقية من النهر .

يقول احد المزارعين لصحيفة- الأنباط -طالبا عدم الكشف عن اسمه " انا اشاهد بعيني قيام الجانب "الإسرائيلي" بجر المياه الى الجهة الغربية عبر مضخات كبيره  ,,,, وعن قيام المزارعين بري مزروعاتهم من مياه النهر,, يضيف المزارع "لا يمكن ري الزراعات الا بعد معالجة المياه وهي مكلفة ولا يقدر عليها الا من كان يمتلك امكانيات مالية , اضافة الى ان هناك زراعات محددة يتم ريها من مياه النهر مثل الزراعات المخصصة للثروة الحيوانية , لكن الجانب الاسرائيلي يقوم بمعالجة المياه لتناسب العديد من اصناف المزروعات .

امين عام سلطة وادي الأردن المهندس سعد أبوحمور وفي اتصال هاتفي أجرته معه – الأنباط – بين " مباشرة سيصار  الى مخاطبة كافة الجهات المعنية للوقوف على حجم المشكلة والعمل على إزالة الاعتداءات الواقعة على النهر بشكل فوري".

 

لقد مارست إسرائيل عدوانا من نوع آخر على نهر الاردن تمثل بعدوان بيئي جرى عبر السنوات الماضية بالتخلص من المياه العادمة المنزلية ومياه الصرف الزراعي وبرك الاسماك , وبناء سد ترابي جنوب بحيرة سد طبريا مما حال دون وصول مياه نقية الى مجرى نهر الاردن , واثر ايضا على منسوب المياه في البحر الميت..

  الناشط البيئي الدكتور عطا المناصير يقول  " التلوث انواع لكن الموضوع هنا متصل بالتلوث البيولوجي الذي يشكل اضافات مؤثرة على المكونات البيئية وقد يؤدي الى انقراض بعض العناصر البيئية الطبيعية نتيجة ان الملوثات أوجدت بيئة غير سوية لها واصبحت طاردة للمكون البيئي الطبيعي"

وعن الحل يقول الدكتور المناصير "منطقة نهر الاردن منطقة حدوديه تحتاج الى تعاون اقليمي ليصار الى دراسة الاثر البيئي الواقع على النهر والعمل على معالجة الاختلال واعاد النهر الى وضعه الطبيعي "

اسرائيل تسيطر على اهم روافد نهر الاردن بحيرة طبريا وقبلها نهر اليرموك , وتقيم جنوب بحيرة طبريا  سدا ترابيا لسحب المياه الى الداخل , مما يحرم النهر من مياه نقية ويفتح المجال امام اسرائيل لاستغلال مجرى نهر الاردن ليكون مكانا للتخلص من المياه العادمة بانواعها وهذه المياه تقوم بضخها من مواقع اخرى على امتداد نهر الاردن ومعالجتها لغايات الري.

لقد اشارت المادة السادسه الفقرة " أ "من الاتفاقية " يتفق الطرفان  بالاعتراف بالمخصصات المائية العادلة لكل منهما في نهر الاردن ونهر اليرموك والمياه الجوفية,في وادي عربه وفقا للكميات والنوعيات"

ولعل من المناسب ان يلتفت السادة أعضاء مجلس النواب وهم  يستعدون لاعادة النظر بالمخالفات والتجاوزات التي ترتكبها اسرائيل ضمن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ان يتوقفوا عند محطة نهر الاردن ويعتمدوه نموذجا للاعتداء الصارخ على مضمون المعاهدة.//