إيران تكشف عن نواياها في سوريا ... وبشار الاسد يرحب بمراقبة الامم المتحدة للانتخابات

المشهد السوري  تطورات البقاء  والبحث عن مخرج

 

عواصم - وكالات  - الانباط – مامون العمري

وجدت إيران موطأ قدم لها في سوريا من بوابات ضرب الإرهاب المفتوحة، والتحالف مع نظام الاسد  الذي   فتح ابواب دمشق  لقوات الحرس الثوري ومليشيات حزب الله  في سبيل البقاء في الحكم الذي بات قريبا  على تغيير  تبحثه  استانا  وجنيف  ومن خلال بوابة موسكو  الحليف الاخر  للنظام  في معظم المراحل من النزاع على الارض السورية ، واليوم تؤكد طهران مجددا استمرار وجودها حتى بعد القضاء على تنظيم "داعش"، الذي بات مسألة وقت.

وبعد ست سنوات من التدخل الإيراني إلى جانب القوة الروسية، تراجعت المعارضة إلى آخر قواعدها، وتحصنت طهران في دمشق وما حولها، وذكرت تقارير نشرتها قناة “بي بي سي” مؤخرًا أن قاعدة عسكرية إيرانية يجري بناؤها في ريف دمشق، في خطوة أثارت توترًا في الأوساط الإسرائيلية.

الانباط ترصد من خلال اعلان  طهران رفض وضع جدول زمني لخروج قواتها من سوريا، لتكشف عن نواياها في البقاء طويلا في هذا البلد بحجة مكافحة الإرهاب، وفق نقلت  قناة  "سكاي نيوز".

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الوجود الإيراني في سوريا "مستمر حتى إبادة كل المجموعات الإرهابية"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.

والمبرر الإيراني هذه المرة "تقديم خدمات استشارية، حتى إبادة المجموعات الإرهابية كافة"، وفقا لشمخاني.

وتمثل تصريحات شمخاني ذريعة أخرى للبقاء في سوريا، لكن ذلك لا يبدو مستغربا، فالإيرانيون، الضلع الأبرز في تحالف النظام السوري، يجاهرون ويفاخرون بنفوذهم في سوريا دون أدنى حرج، ويتوسعون بلا مواربة بمباركة من النظام نفسه.

وتؤسس طهران قواعد عسكرية جديدة في سوريا، ولا ينتظر أن تترك المجموعات التابعة لها مناطق سيطرتها تحت أي ظرف.

ومنحت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيران فرصة أخرى لتبرير تغلغلها في سوريا، بل وتوسيعه أكثر فأكثر.

ففي معرض حديث سيد الإليزيه عن مقاربة بلاده بشأن الأزمة السورية، أشار إلى أن إيران وروسيا "كسبتا المعركة ضد الإرهاب في الميدان السوري".

 وكان السفير الايراني  لدى سوريا جواد ترك آبادي، ان طهران هي الحليف الاستراتيجي لسوريا وهي تدافع دوما عن الشعب السوري في مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية.

وقال ترك آبادي يوم الأربعاء في تصريح لمراسل إرنا، ان إيران حليفة الحكومة السورية لأن الأهداف التي يطمح اليها هذا البلد متناغمة مع أهداف طهران.

وصرح، ان سورية تؤكد على سيادتها الوطنية ووحدة اراضيها وان ايران تؤيدها تماما ،وأضاف السفير الإيراني لدى سوريا، ان هدف إيران الإسلامية هو تعزيز إقتدار وحصانة حلفائها الاستراتيجيين أمام مطامع الأعداء.

وأكد ترك آبادي، ان الأعداء يهدفون الى توسيع نطاق مخططاتهم في المنطقة لكي تستمر المشاكل والإضطرابات فيها، وشدد، ان ايران  لن تسمح للأعداء أبدا بتنفيذ هذه المخططات، واستمر في السياق ذاته، ان ايران وفي تعاملها مع سائر البلدان لا تفكر أبدا في التدخل في شؤونهم الداخلية لكنها متيقظة جدا لما يجري حولها وترصد كافة القضايا التي تدور حولها.

في 21 تشرين الثاني ، بعث قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني اللواء قاسم سليماني برسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي يعلن فيها النصر على “خلافة” تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. وفي ردّه، دعا خامنئي كافة قوات “المجاهدين” إلى الحفاظ على استعدادها لمواجهة التحديات المستقبلية في المنطقة.

وتحت هذه المقدمة يقول الكاتب فرزين نديمي في دراسة نشرها معهد واشنطن للدراسات، إن إيران قد تضاعف رهانها على الميليشيات الأجنبية بعد ‘انتصارها’ على تنظيم “داعش”.

ولذلك يتوقع الكاتب أن تدعم وجودها في سوريا رغم التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بمنع أي تموضع إيراني قرب الحدود مع الجولان المحتل. إضافة إلى ذلك، ستعمل إيران على دعم الحوثيين لإحكام قبضتهم على اليمن في مواجهة السعودية.

ويضيف الكاتب أن العدد الكبير من التصريحات الصادرة مؤخرًا عن «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني يشير إلى قيام جيش إيراني في المنطقة يوحي بمقدار هائل من الثقة الجيوسياسية.

 

كريستيان مونيتور: هيمنة إيران بالمنطقة محفوفة بالمخاطر

 

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن إيران حققت نفوذا في الشرق الأوسط يتفوق على أي نفوذ حصلت عليه قوة منافسة لها بالمنطقة طوال الخمسين عاما الماضية، وبات بروزها السريع يضع تحديات جديدة أمام أميركا وإسرائيل والسعودية نظرا إلى أنه يهدد الهيمنة السابقة لهذه الدول.

وتساءلت الصحيفة في تقرير طويل لها عن الحروب التي خاضتها إيران بخبرائها ومستشاريها والمليشيات الموالية لها في المنطقة، وعن حدود التمدد الإيراني، وعما إذا كان يمنح طهران المزيد من القوة أم المزيد من المشاكل.

وأشار التقرير إلى أن إيران وميلشياتها خرجت من الحروب التي شنت ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ولبنان منتصرة وأصبحت قوة إقليمية عظمى لا يضاهيها أحد وبقدرات عنيفة وناعمة تمكنها من تشكيل الأحداث في الشرق الأوسط بمستوى لم تعهده من قبل.

السعي للهيمنة

 

وقال التقرير إن منطقة الشرق الأوسط تميزت بسعي الحكام فيها منذ الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر مرورا بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى ملالي إيران اليوم للهيمنة، وإن المنطقة ظلت بوتقة اختبار رئيسية في العالم للسعي إلى الهيمنة الجيوسياسية، بالإضافة إلى تدخلات القوى العظمى الخارجية مع كثير من النتائج الفاشلة، لكن إيران اليوم حققت نفوذا لم تحققه أي قوة أخرى غيرها.

وحققت إيران نفوذها الحاضر نتيجة لسياسات أميركا، ففي أفغانستان أطاحت واشنطن بطالبان، وفي العراق أطاحت بصدام حسين وهما عدوان إستراتيجيان لها، لكن ومنذ 2011 كانت سياسات إيران بالإضافة إلى التدخلات القوية من حلفائها -خاصة روسيا- والافتقار للحماسة من قبل أعدائها هي التي تسببت في الوضع الذي تتمتع به طهران حاليا.

ويبدو أن ما أشار إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني في تشرين الأول الماضي بقوله إنه وبدون إيران لن يتم اتخاذ أي خطوة مصيرية في العراق وسوريا وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج يعبر عن الوضع الراهن بالمنطقة.

وأشار التقرير إلى فشل الدولة المنافسة لإيران في المنطقة -وهي السعودية- في صد تمدد طهران بكل من اليمن ولبنان.

مخاطر في الطريق

 

ومع ذلك، قال التقرير إن إيران تواجه وستواجه مخاطر قوية في حروبها الخارجية بالمنطقة، إذ تواجه في كل الساحات معارضة من الطائفة السنية تحد من قدرتها على السيطرة، كما يواجه حلفاؤها غضبا وانتكاسات.

وتواجه طهران أيضا معارضة حتى من الشيعة الوطنيين في العراق مثل الموقف الذي عبر عنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اختار طريقا وطنيا برفضه الانضمام منتصف 2015 لحلف إيراني روسي محافظا على تحالفه مع الولايات المتحدة، قائلا إن إيران ساعدت بالفعل في إنقاذ العراق من قبضة تنظيم الدولة "لكنها أرسلت لنا فاتورة بالحساب".

وأشار التقرير أيضا إلى تشكل صورة سلبية عن إيران في المنطقة والعالم لدعمها النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد المتورط في جرائم حرب متعددة من استخدامه السلاح الكيميائي إلى قصفه بدون تمييز الأهداف المدنية بالبراميل المتفجرة.     

 

الأسد: نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية

قال الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، إن دمشق ترحب بأي دور للأمم المتحدة في مراقبة الانتخابات المستقبلية في سوريا، بشرط أن يكون هذا الدور مرتبطا بالسيادة السورية، جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الأسد لعدد من وسائل الإعلام، بعد استقباله الوفد الحكومي والاقتصادي الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين.

 

وذكّر الأسد بأن "سوريا هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فعندما تأتي الأمم المتحدة لتلعب دورا في هذه الانتخابات، أي دور، يجب أن يكون مبنيا على ميثاق الأمم المتحدة المبني بدوره على سيادة سوريا وعلى ما يقرره شعبها، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة ونستطيع القول أننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطا بالسيادة السورية. أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض. هذا الكلام يجب أن يكون واضحا اليوم ولاحقاً وفي أي وقت".

وحول موقف فرنسا والدول الغربية التي حملت الوفد الحكومي، وليس مجموعات المعارضة، مسؤولية فشل الجولة الثامنة من محادثات جنيف، قال الرئيس السوري إن هذا الموقف "طبيعي"، لأن هذه المجموعات "تعمل لصالحهم". وقال الأسد: "من الطبيعي أن يقوموا بهذا العمل لكي لا يحمّلوا المسؤولية لمجموعات هي تعمل لصالحهم".

وأضاف: "هذه التصريحات الفرنسية أو غيرها من الدول الغربية تؤكد أن هذه المجموعات تعمل لصالحهم وليس لصالح سوريا أو لصالح الوطن، طبعا بالنسبة لنا هذه المجموعات لا نستطيع حتى أن نحملها مسؤولية فشل جنيف لسبب بسيط، لأنها مجموعات صوتية تعمل بالدولار".

الأسد: أي شيء أفضل من جنيف

وأعرب الأسد عن استيائه لنتائج عملية جنيف، مصرحا بأنه يفضل عليه المؤتمر المرتقب في مدينة سوتشي الروسية، وقال: "بكل تأكيد نعتقد بأن أي شيء أفضل من جنيف لأنه بعد ثلاثة أعوام لم يُحقق شيئا.. الفارق الأساسي بين جنيف و(مؤتمر) سوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولا إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، بالمقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم كما هو معروف، لا يعبّرون عن الشعب السوري.. ربما لا يعبرون حتى عن أنفسهم ببعض الحالات".

الأسد: تركيز العالم على داعش هو تشتيت الأنظار عن "النصرة" المدعومة غربيا

كما انتقد الرئيس السوري التركيز الدولي المفرط على أهمية القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي دون تنظيمات إرهابية أخرى تحظى بدعم الغرب، قائلا: "القضاء على المراكز الرئيسية لداعش في سوريا هو مرحلة هامة وانتصار كبير، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الهدف من تركيز العالم على داعش فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب وفي مقدمته جبهة النصرة مازال موجودا، وبدعم غربي، داعش جزء من الإرهاب ولكنها ليست كل الإرهاب".

الأسد: كل من يعمل لصالح الأمريكيين في سوريا خائن

كما انتقد الرئيس السوري تصرفات المنظمات الكردية العاملة في سوريا وتعاونها مع الولايات المتحدة.

وردا على سؤال عن نظرة الحكومة السورية إلى "سلوك الأكراد في المنطقة الشرقية"، قال الأسد: "كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة، بغض النظر عن التسمية. هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأمريكيين".