وزير الداخلية: العالم أيد الأردن ضد قرار ترامب باعتباره "متفردا وغير راشد"

التقى نظيره الإيطالي

 نمتلك تجربة عميقة وقوية في مكافحة الظواهر الإرهابية الشاذة

 

عمان – الأنباط

 

التقى وزير الداخلية غالب الزعبي في مبنى الوزارة الخميس، نظيره الايطالي ماركو مينيتي والوفد المرافق.

وجرى خلال اللقاء بحث العديد من القضايا التي تهم البلدين الصديقين والمنطقة وأبرزها، تداعيات اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وسبل تدعيم العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين والبناء عليها ، إضافة إلى مكافحة التطرف والإرهاب والآثار المترتبة على استقبال الأردن لموجات اللجوء المختلفة.

وقال وزير الداخلية إن ايطاليا تحظى بمكانة خاصة في قلوب الأردنيين نظرا لاعتدالها وانحيازها للحق في مختلف الظروف والأوقات، وهناك تعاون وثيق بين البلدين وخاصة في المساحات الإنسانية والبشرية والسياسية والأمنية ، معبرا عن اعتزازه بالعلاقات الودية العميقة والقواسم والقيم المشتركة التي تجمع البلدين.

وأشار الزعبي إلى إن الأردن وعلى الرغم من وجوده في وسط منطقة تعج بالاضطرابات والعنف مما جعله في حالة حرب دائمة لا هوادة فيها ضد الحركات الإرهابية المتطرفة، إلا انه ينعم بالأمن والاستقرار نتيجة للسياسات المتزنة للقيادة الهاشمية الحكيمة ووعي وإدراك الشعب لإبعاد ما يدور حوله من إحداث وعواصف أدت إلى خلخلة الأمن والاستقرار في العديد من دول المنطقة.

وقال الوزير إن الأردن يمتلك تجربة عميقة وقوية في مكافحة الظواهر الإرهابية الشاذة، داعيا إلى المزيد من التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بقرار نقل السفارة إلى القدس أوضح الوزير إن القرار الأميركي استفز كل دول المنطقة وشعوبها وان جميع دول العالم أيدت الموقف الأردني الرافض له باعتباره قرارا "متفردا وغير راشد" ولم يأخذ بعين الاعتبار كل الرؤى التي يجب إن تكون موجودة بالمشهد العام للقضية الفلسطينية وبالتالي فانه سوف يؤدي إلى المزيد من العنف والاضطرابات خاصة بعد تنظيم الكثير من المظاهرات والمسيرات الرافضة للقرار في الكثير من دول العالم.

وقال الزعبي ان سياسة المملكة تجاه اللاجئين السوريين تستند إلى مبادئ رئيسية قوامها البعد الإنساني والأخلاقي الذي يحول بيننا وبين عدم استقبالهم على الرغم من الآثار السلبية التي طالت شتى المجالات الحيوية والخدمية في المملكة.

وابدى الوزير كامل الاستعداد لتهيئة جميع الظروف اللازمة لتفعيل التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب والجريمة وتبادل المعلومات والخبرات لتحقيق مصالحهما المشتركة.

من جانبه أشار الوزير الايطالي إلى إن الأردن وايطاليا تجمعهما روابط مشتركة تتصف بالاعتدال وتقبل الآخر والتعايش الإنساني المشترك والدفاع عن المصالح الوطنية بقوة وصلابة، معبرا عن تقدير بلاده لدور الأردن وتعامله الحكيم مع الأزمات التي تشهدها المنطقة واستقباله لموجات هائلة من اللاجئين على الرغم من تواضع موارده.

وقال إن للأردن دورا محوريا في معالجة قضايا منطقة الشرق الأوسط، ولهذا فانه يحظى بتقدير واحترام ايطاليا ودول الاتحاد الأوروبي.

وقال" لقد قدم الأردن مساهمة فاعلة في مجال مكافحة الإرهاب وتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال وخاصة في اللحظات الحرجة، ولذلك يجب فتح مجالات أوسع للتعاون بين البلدين للقضاء على التبعات المترتبة على هزيمة المنظمات الإرهابية وعدم فتح المجال أمامها للعودة مرة أخرى ووضع السياسات اللازمة لذلك.

وفيما يتعلق بنقل السفارة الأميركية قال : إن القرار الأميركي زاد من حدة الاضطراب في المنطقة التي تغلي بالأساس، مؤكدا دعم بلاده المطلق للموقف الأردني في هذا الإطار وان الأردن سيجد ايطاليا دائما إلى جانبه لتحقيق التوازن والاستقرار".

وأضاف انه يجب حل القضية الفلسطينية وليس تعقيدها من خلال التفاهم المشترك بين طرفي النزاع ومن دون أية قرارات فردية التي وصفها "بالهدامة" لعجزها عن تقديم حلول عملية يتفق عليها الجميع.

وقال إن الكرم الأردني والمشاعر الإنسانية الجياشة التي أظهرها الأردن قيادة وحكومة وشعبا تجاه اللاجئين ساهمت إلى حد كبير في منع حدوث مشاكل كبيرة كان من الممكن إن تحصل لولا هذا الكرم الأردني في استقبالهم وإيوائهم وتقديم جميع الخدمات اللازمة لهم .

وحضر اللقاء إلى جانب الوفد الضيف السفير الايطالي في عمان جيوفاني براوزي ، وعدد من مسؤولي وزارة الداخلية.