بيان اسطنبول.. بين زيت السلاح وبسكويت السلام
بيان اسطنبول.. بين زيت السلاح وبسكويت السلام
وليد حسني
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته امام قمة اسطنبول بالامس اننا كنا ننتظر صفقة القرن فاذا بالرئيس ترامب يوجه لنا صفعة..
بدا توصيف الرئيس عباس في مكانه تماما، في الوقت الذي كانت فيه قمة اسطنبول الطارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي تؤكد في بيانها الختامي على جملة ثوابت وحقائق من أهمها التمسك بالسلام، وبخيار الدولتين، وبالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وإدانة القرار الأمريكي الأحادي المخالف لميثاق وقرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي، واعتبار امريكا دولة منحازة لدولة الاحتلال ولم تعد وسيطا نزيها والبحث عن وسيط اخر.. الخ.
جملة القرارات التي تبنتها القمة التي شارك فيها 16 رئيس دولة من بين 48 دولة مشاركة بدت وكأنها تمثل الحد الأدنى المتاح أمام الدول الاسلامية لإشهاره من قرارات في وجه الولايات المتحدة الأمريكية وترامب ودولة الإحتلال.
وهذه القرارات هي نسخة مستعادة من قرارات قديمة مكررة، لاكتها البيانات المتتالية الصادرة إما عن قمم عربية، او مؤتمرات وتصريحات صحفية، وليست مرشحة تماما لتكون ذات تأثير فوري في مشاعر الرئيس ترامب، الذي أتصوره كان أكثر سعادة وهو يتلقى مسودة نسخة البيان الختامي حتى قبل أن يطلع عليها الكثيرون ممن شاركوا في القمة.
بوسع كل من قرأ البيان الختامي بفقراته الثلاث والعشرين وديباجته التأكد بأن تلك القمة كانت تتأرجح تماما بين الصفقة والصفعة، وليست لديها القوة الكافية لأن تحمل أي تهديد ووعيد للسيد الأمريكي، ولم تحمل للمواطن الفلسطيني والعربي والمسلم ما يشبع رغبته باسترداد بعض ما سيفقده في القدس ومن القدس.
كان الأجدى بتلك الدول المشاركة أن ترتفع بقراراتها إلى أبعد مما أنتجته، وأن تقول للعالم أجمع ان ما يسمى بدول العالم الإسلامي لديها ما تفعله، على نحو سحب السفراء من واشنطن للتشاور، وسحب الإعتراف باسرائيل من الدول التي تعترف بها وتقيم علاقات دبلوماسية معها، وأن تقول للعالم أجمع ان واشنطن هي من أطلقت رصاصة الموت على فضيلة السلام في المنطقة والعالم ولذلك فإن دول العالم الإسلامي المجتمعة في اسطنبول ستدعم المقاومة المسلحة في فلسطين وفي المنطقة بالمال والسلاح..الخ.
ماذا استفدنا من القمة وقد كانت آمال الفلسطينيين معلقة بأهدابها في عاصمة العثمانيين؟؟.
سؤال سيبقى معلقا في الهواء الطلق، لأن القدس بكامل ما فيها وما لها بدت تبتعد عنا هذا الأوان أكثر مما يتوقعه أحد لأن الدبلوماسية الكثيبة، وافتقاد عناصر القوة والتأثير لمجموع العالم الإسلامي بدت هذا الأوان أوهى من خيوط العنكبوت..!!.
والمهم في المشهد الأسطنبولي بكامله لماذا كل هذا الغياب لزعامات عربية عديدة عن القمة وفي مقدمتها بطبيعة الحال ملك المغرب محمد السادس الذي ورث عن والده الراحل رئاسة لجنة القدس، ولماذا غابت مصر، والامارات والسعودية؟؟؟.
أسئلة تتزاحم، وخوف من قابلات الأيام، وأمل بدا هو الآخر بحاجة لإعادة تربيته وتغذيته بزيت السلاح لا ببسكويت السلام...//