الرزاز:الخلل في المنظومة التعليمية وليس في عقول الطلبة
خلال مؤتمر لمناقشة تقرير التنمية في العالم
وزراء تربية : التعليم في المنطقة يحتاج لاعادة نظر
شوقي: التعليم المصري يحمل ذات هموم التعليم الأردني
البنك الدولي: التعليم عنصر اساسي لترسيخ السلام في المنطقة
عمان-الانباط-فرح شلباية
أجمع وزراء تربية وخبراء أكاديميون من مختلف الدول المجاورة على أن منظومة التعليم في جميع الدول المحيطة تحتاج إلى إعادة نظر لغايات اعداد جيل قادر على التأقلم مع متطلبات القرن ال 21،بالاضافة لتسليحهم بالطرق المثلى عن طريق إثراء عملية التعلم قبل التعليم،وزرع فكرة التعليم مدى الحياة تغيرا للصورة النمطية السائدة بأن التعليم ينحصر فقط خلال فترة الدراسة.
وعلى ضوء ذلك أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، على ان الخلل الحاصل في التعليم الأردني يكمن في المنظومة التعليمية ذاتها، وليس في عقول الطلبة او جيناتهم ، في ظل زخم المواد التي يتلقاها الطلبة داخل المدرسة وهذا ما اكده معلمو الميدان.
وقال الرزاز أن الطلبة الأردنيين أثبتوا قدراتهم في أوقات سابقة عن طريق حصولهم على جوائز خلال مشاركتهم في مسابقات على مستوى العالم، بالاضافة لوجود ثلة من المعلمين الأكفاء في المدارس.
جاء ذلك خلال استضافة وزارة التربية والتعليم مؤتمرا لمناقشة تقرير التنمية في العالم لعام 2018 للبنك الدولي ،وبالتعاون مع مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ،وحمل عنوان " التعلم من أجل تحقيق الدور المنتظر من التعليم"، أمس الأربعاء، في فندق الانتركونتيننتل،حيث يستمر المؤتمر على مدى يومين متتاليين.
فيما حضر المؤتمر وزير التعليم المصري وعددا من ممثلي سفارات الدول المجاورة ،وتخلل المؤتمر جلسات نقاش واجتماعات مختلفة لوزراء التربية المشاركين والجهات المعنية للخروج بتوصيات حول تقرير البنك الدولي،والذي أشار إلى قطاع التعليم لأول مرة دليلا على اهمية هذا القطاع.
واكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز ان البنك الدولي لاول مرة يتطرق لموضوع التربية والتعليم في تقريره السنوي الذي اطلقه مؤخرا حول التنمية في العالم 2018 وهذا دليل على اهمية التربية والتعليم حول العالم،مبينا ان الهدف من هذا المؤتمر هو الخروج بتصور اوضح حول التحديات التي يعاني منها قطاع التعليم..
واشار الرزاز الى ان التحديات التي يواجها التعليم كبيرة وغياب الحلول السريعة يساعد في تفاقمها ،فالأردن بحاجة الى اعادة النظر في منظومة التعليم ككل وليس في الجزئيات، واوضح الوزير الى انه لا تستطيع اي وزارة في العالم ان تحمل العبء لوحدها فالنهضة بالتعليم تحتاج إلى شركاء لمواجهة هذه التحديات المشتركة لدى دول العالم اجمع ،والمتمثلة بتحديات القرن 21،وانتماء الطالب للمدرسة والوطن ، والفروقات بين مخرجات التعليم بين الطلبة لرأب الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق مبدا العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بالتعليم.
واستعرض الرزاز الحلول الكفيلة لمعالجة هذه التحديات بالتعليم من خلال ايجاد منظومة تنسق مابين دور المعلم والمنهاج والتكنولوجيا والطالب القادر على التعلم بالاضافة الى دور الإدارة المدرسية،والعمل على ايجاد شراكات واسعة للنهوض بالتعليم من خلال اقامة تحالفات مع نقابة المعلمين واولياء الامور ومؤسسات المجتمع المدني.
واكد ان هذه التوصيات الواردة في تقرير البنك الدولي تنسجم مع الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني المتعلقة بالتعليم ، وطالب الرزاز بزيادة الانشطة اللامنهجية واعادة النظر بالخطة الدراسية بالاضافة الى زيادة الحصص التفاعلية المرتبطة بالمنهاج مباشرة.
واكد الرزاز ان هناك شراكة حقيقة بين وزارة التربية ومنظمة اليونسيف في دعم جهود وزارة التربية في مواجهة تحديات اللجوء السوري المختلفة ، وتطرق في حديثه إلى أن الوزارة التزمت بتوفير فرص التعليم لكل طفل على الاراضي الاردنية بغض النظر عن جنسيته او سبب قدومه الى الاردن “ انطلاقا من واجبنا السياسي والاخلاقي والانساني "، مشيرا الى ان عدد الطلبة السوريين في مدارس المملكة تجاوز الـ ١٢٦ الف طالب. .
من ناحيته ، بين وزير التربية والتعليم من جمهورية مصر العربية طارق شوقي ان التعليم في مصر يواجه ذات التحديات التي يعاني منها قطاع التعليم في العالم العربي وتحديدا في الأردن،ونشترك ايضا في نفس الأهداف والتحديات.
واشار شوقي إلى أن التحديات الراهنة من الصعب مواجهتها بانفراد ويستدعي ذلك ضرورة تعاون جميع الدول ، مؤكدا على ضرورة مراجعة منظومة التعليم للوصول لمرحلة التعليم المستمر أي مدى الحياة. .
وبين ان اطلاق تقرير البنك الدولي تزامن مع واقع المنطقة ، الأ مر الذي يدعو الى ايلاء التعليم و العنصر البشري اهمية قصوى،.
وتابع ان التسارع في تقنيات التعليم يسهم بخلق فرص عمل جديدة تعمل على تسليح الاجيال بادوات تسمح لهم بالتعلم المستمر.
وتعليقاً على ذلك، قال نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور حافظ غانم، إن"التعليم ضروري لتحقيق التنمية والأمن والإستقرار في المنطقة". وأضاف الدكتور غانم أن "تحسين جودة التعليم بالتركيز على التعلم والفهم بدلا من التلقين سيؤدي إلى الارتقاء بمهارات الشباب إلى مستويات القرن الواحد والعشرين ويؤهلهم للحصول على وظائف جيدة.
وفي هذا الصدد، قالت السيدة هيفاء ضياء العطية، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الملكة رانيا: "نحن بأمس الحاجة اليوم لتوفير تعليم نوعي لجميع الأطفال، حان الوقت لتغيير المنظومة التعليمية لتواكب متطلبات العصر المتسارعة ولتتواءم مع احتياجات الطفل العربي، الضرورة الآن ملحة لنعيد تصور نظام تعليمي يعزز التعلم والتنوع والإبداع وروح المبادرة، لندفع صناع القرار والسياسات في عالم التعليم إلى إحداث التغييرات المطلوبة لتمكين التعليم من تهيئة الأجيال للنجاح في المستقبل.
يذكر أن البنك الدولي اصدر تقرير السنوي في نهاية شهر أكتوبر الماضي ، حيث شخص التقرير واقع النظام التعليمي في المملكة، ليخلص، بعد دراسة عميقة لمفاصل العملية التعليمية والتربوية، وأن نتائج تعلم الطالب الضعيفة على كافة المستويات في الأردن وصلت إلى مستوى متأزم،داعيا إلى بناء نظام تعليمي مرن يتكيف مع الصدمات ويعالج تحديات الجودة..
وقال التقرير إنّ الأردن يواجه تحديا ديموغرافيا كبيرا مع تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين، مبينا أن أزمة اللاجئين السوريين تزيد من التوتر المالي، وتضع ضغوطاً كبيرةً على قدرة الحكومة على توفير الخدمات العامة، بما فيها الصحة والتعليم،وأوضح التقرير حتى آب (أغسطس) 2017 أن الأردن يستضيف ما يقدر بحوالي 660.5 ألف لاجئ سوري مسجل، منهم 232.868 ألف طفل في عمر الدراسة يحتاجون إلى توفير خدمة التعليم لهم. ويعيش 80 % من اللاجئين في مجتمعات مضيفة، ويمثلون 10 % من سكان الأردن، في حين يعيش البقية في مخيمات مخصصة للاجئين. وأنّ حوالي 10 % من الأطفال في المدارس الحكومية من اللاجئين السوريين.//.