العلاقات الامريكية التركية ... !!!

  فارس شرعان

 

 

العلاقات الامريكية التركية ... !!!

 

هل يعود الدفء الى العلاقات بين انقره وواشنطن بعد فتور كبير خلال السنوات الزخيرة بلغ مرحلة التجمد في ضوء تباين الطرفين ازاء الأزمة السورية والدعم الامريكي للاكراد الاعداء التاريخيين لتركيا والذين يشكلون تهديدا لأمنها القومي في ضوء الثورة التي يقودها حزب العمال الكردستاني لاقامة دولة كردية جنوب تركيا وطموحات اكراد سوريا باقامة دولة او كيان مستقل لهم في سوريا ...

الاسبوع الماضي اجرى الرئيس الامريكي اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي لاعادة الدفء في العلاقات في محاولة لاعادة انقره الى حلفها القديم مع واشنطن بعد ان بلغت العلاقات نقطة اللاعودة اثر الانحياز التركي الى روسيا بعد اليأس من الموقف الامريكي ازاء دعم المقاومة السورية.

الاتصال بين ترامب واردوغان اعاد بعض الدفء الى العلاقات الثنائية ولكن هذا الدفء غير كاف لاذابة الجليد على سطح العلاقات الأمر الذي يتطلب اجراء المزيد من الاتصالات والمشاورات لبحث نقاط الخلاف والعمل على حلها لاستعادة العلاقات الثنائية كما كانت سابقا ...

ما دفع ترامب الى اجراء اتصال مع اردوغان التحالف الروسي التركيالايراني الذي بدأ يتبلور مؤخرا في ضوء الاتفاق على برنامج عمل لانهاء الأزمة السورية في مؤتمر سوتشي ما زاد بعد الادارة الامريكية عن الاوضاع في سوريا انخراط تركيا في البرنامج الروسي الايراني لاعادة ترتيب الاوضاع في سوريا وفق مصالحهما بعيدا عن الموقف الامريكي لدرجة ان الرئيس التركي اعلن خلال قمة سوتشي ان تركيا وروسيا وايران هي الدول المناط بها حل الأزمة السورية دون غيرها ...

تركيا التي تنتابها الشكوك في المواقف الامريكية تمكنت من انتزاع موقف امريكي جديد يتمثل بوقف امداد جماعة سوريا الديمقراطية بالسلاح بعد الآن علما بان السلاح الامريكي قد مكنها من اقصاء تنظيم داعش وتحرير منطقة الجزيرة في شمال سوريا وشرقها من هذا التنظيم الارهابيبمعنى آخر ان ترامب قد حقق بعد اهداف تركيا بالتخلي عن تسليح قوات سوريا الديمقراطية وهو هدف كبير تسعى تركيا الى تحقيقه ...

هناك اهداف اخرى تسعى تركيا الى تحقيقها من خلال لقاءاتها واتصالاتها مع امريكا ابرزها تسليم زعيم التنظيم الموازي فتح الله غولن المتهم بتتنفيذ الانقلاب العسكري الى تركيا لمحاكمته وتجاوز آثار الانقلاب الفاشل ومحاسبة المسؤولين عنه والمشاركين فيه وابعاد الجيش عن السلطة وتكريس الحكم الديمقراطي في البلاد.

تركيا ليست دولة هامشية بل دولة اقليمية ذات اهمية كبيرة بالنسبة للتحالف الغربي وحلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة وهي بحاجة الى استعادة  

دورها في حلف النيتو خاصة في ضوء الأزمة التي تشهدها العلاقات التركية الاوروبية وفشل تركيا في الانضمام للاتحاد الاوروبي رغم حصولها على عضوية حلف شمال الاطلسي ...

امريكا التي تنكرت للعديد من حلفائها في الشرق الاوسط والعالم وبلغ بها الأمر ان تنسحب من منظمة اليونسكو دعما للموقف الاسرائيلي وانسحبت كذلك من اتفاق المناخ في باريس تنبهت مؤخرا الى اهمية تركيا في التحالف الغربي فقررت فيما يبدو اعادة الدف بعلاقاتها مع تركيا تمهيدا لاعادة العلاقات الى  سابق عهدها.

اما الموقف التركي الذي لا يثق بالموقف الامريكي فهو رهن مما تقدمه واشنطن من مواقف ازاء مطالب تركيا التي ترفض اقامة اي كيان كردي في سوريا واعتبار المنظمات الكردية في كل من تركيا وسوريا والعراق منظمات ارهابية الأمر الذي يبقي الباب مفتوحا امام تطور العلاقات بين البلدين ... !!!