القدس العربية تجمعنا دوماً

القدس العربية تجمعنا دوماً

بلال الذنيبات

وقفة شعبية و رسمية قل نظيرها من أجل القُدس ، هكذا قال تقرير الجزيرة "المعروفة بحياديتها" ، بينما ظن البعض أن الاردن قيادةً وشعبا محور أمريكي إلا أن تغريدة جلالةُ  الملك عبدالله الثاني أثبتت للعالم أننا دولة عربية مستقلة ، موقفها العربي ثابتٌ راسخ لا يتلون.

   إن الإنتكاسة الأميركية كراعٍ للسلام ، أثارت الدنيا  عربياً و أوروبياً و له ما بعده على العالم خاصةً و أن الولايات المتحدة بفضل عقلية الرئيس "غريب الأطوار" دونالد ترامب ستنجر لمجازفات كورية روسية بإمتياز ، في حين أن الموقف الكوري سيدفع بالشعور العالم العربي لتأييدها كبديل للقوى العظمى و التي أقحمت نفسها في قضية خطيرة لم يجرؤ أي من الرؤساء الأميركيين على إقترافه خاصة أن القرار  سيحدثُ شرخاً في المعسكر الأمريكي في مكافحة الارهاب و التطرف فلربما تخرج دولاً من التحالف الدولي لمكافحة الارهاب كونه بزعامة الولايات المتحدة وهذا واجب الدول العربية الحرة عمله ، خروجٌ من التحالف و تشكيل تحالف عربي إسلامي لمعالجة الاعتلالات التي خلقتها الولايات المتحدة في منطقتنا والتي هي من أفرز وسيفرز في طبيعة الحال الارهاب و التطرف.

     جلالة الملك عبدالله "رجلُ الحكمة" بإعترافٍ عالمي لا "مواربة" فيه أكد في غير مرة حساسية القدس ، إلا أن ترامب لم يستوعب الرسائل و ظن نفسه هتلر كما وصفه باراك أوباما الرئيس الامريكي الأسبق.

      الإعتراف الترامبي بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني الغاشم متجاوزاً حتى فكرة تقسيم القدس "الغربية و الشرقية" التي كانت سائدة كطرح في سنوات الصراع العربي الصهيوني منذ بدايات القرن العشرين عندما وعد بلفور وعده المشؤوم الى أن طل علينا وعد ترامب المشؤوم في القرن الحادي و العشرين رامياً عرض الحائط بالقيم التي كانت الماكنة الاميركية تنادي بها من حق تقرير المصير الى حقوق الانسان و غيرها من قيم داس عليها الرئيس "غريب الأطوار" في حين أن أميركا كانت تحملها كبديل عن الرأسمالية و الإشتراكية و اليوم "أمركة الكون" باتت في مهب الريح إثر القرار الترامبي و الذي وجهَ صفعةً قوية تجاه قضايا العالم و حقوق الانسان و الشعوب  ، والبديل ربما يكون الكوري و الذي ظهر كقوة منافسة منحازة للشرق.

     شيءٌ محتم أن القرار الأمريكي له ما بعده على الساحة ، و سيكون له إنعكاس على محور روسيا في المنطقة في حربهم الضروس مع أمريكا ، خاصةً أن ذلك يعني خسارة الولايات المتحدة التعاطف الشعبي و التأييد بعد تكشف الوجوه "السافرة".

      و رغم كل التحديات العربية الواقعية ، إلا أنه على تلك الدول القفز على التحديات و الوقوف بصفٍ واحد بالتضاد من القرار الترامبي الأخير.

     على تلك الدول مواجهة الردة الأمريكية عن القيم الأميركية التي كانت تنادي بها ، و على المنصفين في الولايات المتحدة من يريدون حفظ مصالحهم في منطقتنا لان الولايات المتحدة ستخسر مصالحها في حال أصرت على غيها.

    و نؤكدُ مُجدداً إن فكرة الخروج من التحالف الدولي و تشكيل آخر من الدول العربية و الإسلامية و "الأصدقاء الحقيقيين" سيثمر جهوداً موفقة أكثر لمجابهة بقايا التنظيمات الارهابية و سينعكس بالضرورة علينا كمنطقة امناً و سلاماً و إعتماداً على الذات بعيداً عن الولايات المتحدة التي أثبتت فشلها.

 و في الختام نؤكد أن قُدسنا عربية ، لا و لن تكون يهودية شاء من شاء و آبى من آبى ..//