الأميرة بسمة تختتم فعاليات الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي

الأميرة بسمة تختتم فعاليات الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي

 

عمان – الانباط – جمانة خنفر

 

تحت رعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال اختتمت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وشبكة مناهضة العنف ضد المرأة "شمعة" وبدعم من منظومة الأمم المتحدة في الأردن والاتحاد الأوروبي وسفارة مملكة هولندا وأوكسفام وصحيفة الغد، الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي والتي دأبت اللجنة وشركاؤها على تنفيذها سنوياً منذ عام 2008 في الفترة ما بين 25-تشرين الثاني ولغاية 10-كانون الأول بهدف الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

واشادت سمو الأميرة بسمة بنت طلال بالإنجازات التي تحققت هذا العام بفضل التعاون الوثيق ما بين اللجنة الوطنية لشؤون المرأة ومنظمات المجتمع المدني وشبكة شمعة والحركة النسائية والبرلمان، وتمثل بإلغاء المادة 308 وتعديل المادتين 98 و 285 من قانون العقوبات.

وقالت سموها، ان مسألة الزواج المبكر للفتيات تستحق مراجعة جادة كأولوية وطنية ملحة، تستلزم ترجمة الإرادة السياسية الداعمة في بلدنا الغالي، إلى سياسات وإجراءات لحماية حقوق الفتيات وبخاصة ما يتعلق بقرار الزواج، عبر وضع الية واضحة لا تسمح باستغلال الاستثناءات لإيقاع الظلم على الفتيات.

كما حيت سموها جميع القائمين على الحملة الوطنية لما بذلوه من جهود كبيرة لإلقاء الضوء على موضوع زواج القاصرات، مشيرة للشراكات المتنوعة للحملة والتي اسهمت في وصولها لأعداد متزايدة من الفئات المجتمعية في مختلف مناطق المملكة.

وقالت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة ان ارتفاع نسبة زواج القصر إلى 43% خلال الخمس سنوات السابقة لتصل إلى 18% على المستوى الوطني في حين أنها لم تتعد 4% إلى 5% في دول تشابهنا ثقافيا واجتماعيا مثل تونس وليبيا وقطر فرض علينا أن نتحرك لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تحرم الطفلات القاصرات من حقوقهن الأساسية وتهدد استقرار ونماء المجتمع، كما أضافت أن اختيار عنوان الحملة " لسه صغيرة على الزواج " أتى بناءً على نتائج دراسة وطنية أجراها المجلس الأعلى

للسكان وتبناها مجلس الوزراء ، وأكدت أن هذه الحملة هي بداية لجهد وطني طويل الأمد سيعمل على مختلف المستويات لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة من خلال تغيير الثقافة المجتمعية التي تزيد من انتشار الظاهرة وتستغل الاستثناء في القانون الذي يجب أن يتم تطبيقه في أضيق الحدود.

وتخلل الحفل العديد من الفيديوهات المصورة التي تمثل واقع الحال الذي تتعرض له القاصر المتزوجة من عنف اجتماعي ونفسي واقتصادي بإلاضافة لعرض فيديو يلخص أنشطة الحملة حيث نفذ خلال الحملة أكثر من 350 نشاطا في مختلف محافظات المملكة بإلاضافة لحملة اعلامية واعلانية في جميع هيئات المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي واعلانات موزعة في جميع شوارع المملكة تحمل رسائل هادفة

كما تخلل الحفل مداخلات من خبراء القت الضوء على عدة جوانب منها نظرة الجانب الديني لزواج القصر حيث أشار فيها الدكتور حسان أبو عرقوب إلى أن الاسلام لم يحدد عمرا معينا للزواج لكن لولي الأمر تقييد المباح من أجل المصلحة العامة.

و تطرقت القاضي إحسان بركات رئيسة الغرفة الاقتصادية في محكمة استئناف عمان إلى أن الزواج من أهم العلاقات والروابط التي تنشأ بين ذكر وانثى ولعلها من أهم الروابط التي تنشأ بين الناس بشكل عام وبالمفهوم القانوني للرابطة فإنها تعني السبب أو المصدر الذي يستند إليه في قيام الحقوق ونشوء الالتزامات، ومن أهم شروط صحة هذه الرابطة أن تستند إلى إرادة حرة واعية لمن صدر عنه التصرف، وإذا ما أخدنا هذا المفهوم القانوني واسقطناه على الرابطة الزوجية باعتبارها السبب والمصدر لنشوء الحقوق والواجبات بين الأزواج فإن ذلك يقتضي بالضرورة أن يكون طرفي هذه العلاقة يتمتعون بالأهلية وحرية الإرادة، ومن ذلك انطلق التشريع الأردني عندما حدد سن الزواج ببلوغ سن الرشد وهو الحالة التي تعتبر فيها تصرفات الإنسان صحيحة وملزمة له.

وبخصوص الجانب الاجتماعي والنفسي اشارت الين عميش من منظمة فيدا إلى أن الفتاة القاصر تفقد هويتها الاجتماعية خاصة انها تعزل عن اقرانها غير المتزوجات، و يزداد لديها الشعور بأنها لا تمتلك شخصية خاصة بها ، و يعود ذلك إلى إحساسها بعدم القدرة على اتخاذ أي قرار يخصها ،فالزواج المبكر يؤدي الى إدامة الفقر والحرمان من الحقوق الأساسية وإهدار إمكانيات الفتيات حيث أنها ليست مستقلة ماديا و معنويا معتمدة بشكل كلي على الزوج بالمصروف و بالقرارات كونه ليس لديها خبرة و دراية بإدارة شؤون الأسرة, و عدم قدرتها على الالتحاق بسوق العمل نتيجة للتسرب من المدرسة بالتالي تصبح عبأ على المجتمع لتكون ضحية جميع أشكال العنف منها الجسدي والجنسي والنفسي والاقتصادي. وعلينا أن ندرك أن القاصر المتزوجة هي الاقل إفصاحا عن تعرضها للعنف خاصة انها لا تدرك أن ما تتعرض له من ممارسات هو شكل من أشكال العنف ولذلك فإن الاحصاءات الحالية لا تمثل الواقع الحقيقي لما تواجهه القاصر المتزوجة من عنف خاصة من قبل الزوج.

وختم الحفل بأغنية لسه صغيرة التي قدمتها الفنانة الأردنية نداء شرارة مباشرة على خشبة المسرح.//