رابطة الكتاب.. المثقفون العرب وقن الدجاج

 

 وليد حسني

بمحض الصدفة تعثرت بالبيان الذي صدر أمس عن إدارة رابطة الكتاب الأردنيين التي اتشرف تماما بعضويتي فيها ــ ويحمل عنوان (حول الأوضاع في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ).

والبيان يتضمن جملة ملاحظات ساقها الزملاء في إدارة الرابطة على سياسات الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العرب الاماراتي الذي يريد الاستحواذ على الاتحاد بكل ما فيه من مثقفين ومفكرين ويلحقه بامارة من الامارات السبع.

وبدا البيان المحلي وكانه ينزع نحو تتبع مواقف اتحادات عربية أخرى تبحث عن تحقيق الاستقلالية للاتحاد الذي تحول إلى جثة هامدة لا حراك فيها، واصبح مجرد الإنتساب اليه تهمة مربكة وفجيعة قاصمة لظهر كل مثقف عربي يرى نفسه وكأنه مجرد بعير في مزرعة الاتحاد الذي يقوده هذا الاوان مجرد أشباه شعراء، وأشباه مثقفين.

والذي يلحظه قارىء بيان الرابطة يتاكد من ان حجم التجاوزات التي وقع فيها الاتحاد بادارته الحالية تفوق الوصف، وتتجاوز على القانون الأساسي للإتحاد مما يعني أن ثمة تواطؤا من كل اتحادات وروابط وجمعيات المثقفين العرب لممالآت هذه الإدارة التي يثار حول وصولها الى سدة الإتحاد الكثير من التساؤلات.

هذا الحال الذي ورد تشخيصا في بيان رابطة الكتاب يقود كل قارىء للوصول الى نتيجة واحدة مفادها ان رئاسة الاتحاد الحالية تتعامل مع المثقفين العرب من خلال عضوية الإتحاد باعتباره مزرعة تدار بالمال فقط، وتلك معضلة المثقفين العرب أنفسهم إذا ما ارتضوا الاستمرار بالعمل بوظيفة أرقام وادوات في اتحاد لا يمكن له ان يمثلهم بحالته التي هو عليها الان.

دهشت وانا اقرأ بيان الرابطة مرة ومرتين وثلاثا.. هناك تجاوزات لا يمكن التسامح معها، وهناك تغول لا يمكن القبول به، وهناك خطط لا يمكن ان يرتضيها مثقف عربي واحد يتمتع بالقليل من الشرف والايمان بنفسه وبفكره.

كل ما استغربه ان يبقى الحال على ما هو عليه، والاكتفاء بالبيانات على غرار بيان المثقفين المغاربة والتونسيين، بل إن رابطتنا مدعوة لتصدر المشهد وقيادة حركة اصلاح حقيقية داخل بيت المثقفين العرب بالتعاون مع باقي الاتحادات العربية الأخرى وفي مقدمتها بالطبع الاتحادان في المغرب وتونس بعد ان تطابقت مواقفهما مع مواقف رابطتنا.

ان المعطيات كلها تشير  ــ للأسف ــ إلى ان هذا الإتحاد خرج تماما من دائرة الفعل في الثقافة العربية عموما، وتحول لمجرد ستارة يتلفع البعض بها لإخفاء سوءاته، بل ان رئاسة الاتحاد الحالية حاولت ولم تزل الزج بالاتحاد وبكل ما يحمله من مضامين رمزية في أتون الصراعات العربية ــ العربية خدمة لأهداف سياسية ولترجيح كفة نظام سياسي على كفة نظام آخر.

المطلوب من رابطة الكتاب الأردنيين الان المباشرة بالتنسيق الفوري مع الاتحادات العربية الأخرى لتصويب مسيرة الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واستعادة ما سلبه منه الآخرون، فالمثقفيون العرب يستحقون اتحادا بحجم طموحاتهم وآلامهم وآمالهم، لا أن يكونوا مجرد أعضاء في قن دجاج...//