عباس: المصالحة ضرورة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية

سياسيون: المصالحة جزء من المشروع الوطني ويجب تحقيقها

 

شرام الله - معا

 أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ضرورة بذل كل الجهود وتنحية الخلافات، والعمل الفوري على تحقيق المصالحة الوطنية، لمواجهة المخاطر الجمة التي تحدق بقضيتنا الفلسطينية على الصعد كافة.

وقال الرئيس: حرصا على إنجاح المصالحة، فقد أصدرنا تعليمات للحكومة بالتوجه إلى قطاع غزة، والعمل على إيجاد الحلول للمعاناة اليومية لأهلنا في القطاع، ووضع التوصيات المناسبة لذلك.

وطالب شعبنا وقواه السياسية، بالتركيز على التحديات القادمة التي تواجه مشروعنا الوطني، وذلك من خلال استغلال الفرصة المواتية لتحقيق الوحدة الوطنية، ووحدة شعبنا وأرضنا التي تعتبر الرد الحقيقي على كل محاولات المساس بحقوقنا التي كفلتها القوانين والاعراف الدولية.

وثمن الدور الكبير والهام الذي تقوم به الشقيقة جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق المصالحة الوطنية، وحرصها الشديد على بذل جهودها المشكورة، لتذليل أي عقبات، والتغلب على أي صعوبات، تواجه تحقيق وحدة الشعب والارض الفلسطينية.

 

من جهة اخرى أكد سياسيون في غزة أن المصالحة جزء هام في طريق الوحدة الفلسطينية الداخلية ، والمشروع الوطني ولا يحق لأي فصيل امتلاك هذا المشروع.

وأضافوا، أنه يتوجب على كل فصيل وحزب سياسي الدفاع عن المشروع الوطني ودفعه إلى الإمام نحو إقامة الدولة المستقلة.

وشددوا على ضرورة تجسيد الوحدة فعلاً لا قولاً فقط، لمواجهة التحديات والتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه تحالف السلام الفلسطيني في غزة بمشاركة ممثلي الفصائل وشخصيات سياسية ومهتمون.

فمن جانبه قال عماد الأغا مفوض العلاقات الوطنية في حركة فتح، أن ما يجري في المنطقة يدفع القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية إلي إتمام مصالحة حقيقية كاملة وتحقيق الوحدة لتكون رافعه لخدمة المشروع الوطني.

وأكد، أن الرؤية واضحة في الديباجة الرئيسية للاتفاق بين الحركتين، والتي تتحدث عن الشراكة و ليس المشاركة من أجل الوصول إلي الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن الحركتين تصران على مواجهة كل العقبات، من أجل تكريس المصالحة في ظل المتغيرات و التحديات و المؤامرات التي تحاك على القضية الفلسطينية

وأكد "الاغا" أن المقاومة حق للشعب الفلسطيني طالما أن هناك احتلال واستيطان الذي يهدد حياة الفلسطينيين، لكن يجب وضع رؤية شاملة ومتفق عليها من قبل الكل الفلسطيني للمقاومة.

من جهته قدم إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس مداخلة قال فيها، أن هناك تحديات كبيرة تواجهه المنطقة العربية والاقليمية وصراعات مست العمق العربي الذي كان داعم للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى المخاطر التي تهدد القدس في ظل حديث الرئيس الأمريكي على نقل السفارة للقدس المحتلة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والتوسع الاستيطاني المستمر.

وأضاف: "الجميع في الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط منشغل بنفسه لذا ليس أمامنا سوى حل مشاكلنا السياسية الداخلية بأنفسنا وهو ما يتطلب المضي في طريق المصالحة إلى الأمام وحتى تحقيق الوحدة".

وأوضح "رضوان" أن الخلافات الأخيرة التي اعترضت تطبيق بنود الاتفاق تطلبت تأسيس لجنة فصائلية تراقب وتشارك في تنفيذ اتفاق المصالحة، وتضغط على الطرف المعيق لتنفيذ الاتفاق ، معتبراً أن ذلك يجب أن لا يكون من باب تعزيز الخلافات بل أجل تسهيل تطبيقها.

بدوره طالب محمود خلف القيادي في الجبهة الديمقراطية بضرورة اتفاق جامع وشامل لوضع آليات لتنفيذ اتفاق المصالحة وتغليب المصالحة العامة على المصالح الحزبية.

وأضاف "خلف": " قطار المصالحة انطلق وعلى فتح و حماس الالتزام بما تم الاتفاق عليه و نحن على وعي في امتلاك الإرادة و تذليل كل العقبات أمام ما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن طريق المصالحة باتجاه واحد لا رجعه فيه لأنه شان الكل الفلسطيني وليس من حق أي فصيل سياسي امتلاك المشروع الوطني بل عليه الدفع باتجاه إنجاحه".

من جانبه قدم الكاتب الصحفي أكرم عطالله مداخلة قال فيها، أن الشراكة هي المخرج الوحيد للحالة السائدة، ولا بد من حوار معمق للبحث عن حلول و جمع كل مقومات القوة لحماية المشروع الوطني، مشيراً إلى أن ثمة محورين في هذا الموضوع، الأول: مساراُ سياسياً تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم فيه قوتها و العقل الأمريكي المبني على الصفقات كصفقة القرن الذي يتحدث عنها دونالد ترامب.

أما المحور الثاني فهو العلاقات الداخلية الفلسطينية و التي تسير بسرعة بطئية، لا تتلائم مع حجم الأخطار.

وقال "عطالله" في معرض مداخلته: "هناك ضغوط على القيادة الفلسطينية، متمثلة في إغلاق مكتب منظمة التحرير، ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي، لايسمح الوضع الفلسطيني الداخلي بمواجهة أي شيئ من هذه الضغوط ".

وأكد أن الحالة الفلسطينية بحاجة إلى مصالحة حقيقية، فما يحدث ليس مصالحة حقيقية بقدر ما هي تسليم غزة للسلطة، داعياً إلى أن تكون المصالحة إدراك من الجميع بأنها شراكة في القرار والعمل.

شرح الصورة

سياسيون فلسطينيون