"زيارة الملك إلى تركيا"... قراءة في الوصاية الهاشمية على القدس

تشمل محادثات ثنائية تغطي الاهتمامات المشتركة كافة

 

عمان - الأنباط- نعمت الخورة

 

تحركات الملك عبد الله الثاني  تلعب دورًا مهمًا في التوازنات السياسية التي يشهدها المحيط الاقليمي الساخن وعلى راسها ملف القدس الذي يعتبر ملف الصراع الابرز  بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ أزل التاريخ .

جلالته الذي يبدأ زيارة اليوم إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان  يحمل ملف القدس اولويات محادثاته؛ خاصة في ظل توجه أمريكي للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما يعتبره الأردن تعديًا صارخًا على رمز من  الرموز الدينية وطمسًا للهوية الفلسطينية .

اما الرئاسة التركية فتدرك تمامًا أن الأردن لاعب أساسي ومحوري في المنطقة،  وخط الدفاع الأول عن المقدسات الدينية والإسلامية في القدس، وهو ما يستوجب لم الصفوف لمواجهة تهويد القدس.

 

السفير التركي مرات كاراغوز

 

وعلى صعيد متصل أكد السفير التركي في عمان مرات كاراغوز أن تركيا تولي أهمية كبيره للزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني إلى البلد الصديق والشقيق اللاعب الإقليمي تركيا.

وأضاف في تصريح خاص للأنباط أن: "أهمية الزيارة التي سوف تستمر ليوم واحد، تأتي بتزامن الحديث عن نية اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل مشيرا أن ترأس تركيا والاردن لرئاسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة الدول العربية يزيد من اهمية هذه الزيارة .

ولفت إلى أن المباحثات التي ستعقد بين القيادتين الأردنية والتركية سيتم فيها تناول القضية الفلسطينية وملف القدس إضافة إلى الملف السوري والوضع في العراق والتطورات التي تحدث بالجوار بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال كاراغوز ان هذه الزيارة تأتي في ذات الوقت لتبادل الزيارات بين قيادة البلدين في الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الاردن وتركيا.

واشار إلى أنه بعد  اللقاء الثنائي الذي سيعقد بين الرئيس التركي رجب طيب أوردغان و جلالة الملك يعقبه لقاء موسع بمشاركة الوفدين مشيرا إلى أنه من المقرر أن يقوم رئيس الجمهورية بتنظيم مأدبة عشاء على شرف جلالة الملك و الوفد المرافق.

وختم كاراغوز حديثه بالقول "من دواعي سرورنا ان جلالة الملكة رانيا سترافق جلالته بهذه الزيارةوستجتمع جلالة الملكة رانيا مع عقيلة رئيس الجمهورية التركية ضمن برنامج  معد لهم"

وفي ذات السياق تحدث محللون سياسيون للأنباط عن أهمية الزيارة مؤكدين أهميتها لما تشهده المنطقة.

 

ظاهر العمرو

 

الأمين العام لحزب الحياة السابق ظاهر العمرو يرى أن أهمية زيارة الملك لتركيا تتجلى كون تركيا تعتبر من الأرقام الصعبة في المنطقة، وركيزة مهمه خاصة بارتباطها في القدس والمقدسات الإسلامية؛ مشيرًا إلى أن الوضع خرج من دائرة المناورات، وأن التوجه الأمريكي والإسرائيلي يتجه نحو جعل القدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف عمرو أن الأردن وهو الوصي والأمين على هذه المقدسات يحتاج إلى مساندة، لافتًا إلى أنه من الذكاء السياسي الأردني التواصل مع تركيا في هذا الملف الحساس والمجالات الأخرى، وهذه هي ميزة الرؤية السياسية الخارجية للأردن بقيادة جلالة الملك.

ولفت إلى أن تركيا لديها توجه إيجابي وواضح تجاه الأردن أكثر من توجهها للمناطق الأخرى كون الأردن لها مكانتها في الملف العربي والإسلامي بحكم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الجانب التركي يعتبر بالنسبه للأردن حليفًا قويًا في هذا المجال؛ ناهيك عن العلاقات الاقتصادية التي تجمع البلدين، والتي ستكون أيضًا على طاولة المحادثات بين البلدين.

 

جواد العوري 

 

من جهته يرى المحلل السياسي جواد العوري أن أهمية الزيارة الملكية لتركيا تكمن في أن المملكة وتركيا لهما دور محوري وأساسي في المنطقة؛ ويفوق أي دور آخر، وإن ما يحدث في المنطقة اليوم؛ يستدعي هذا اللقاء والترتيبات، فالدور الأردني التركي هام في شتى القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، و الممارسات الإيرانية في المنطقة.

وأضاف أن التسويات التي يتم الحديث عنها هي تسويات تفرض ولا يتم فيها اتفاق،  ولا شك أن القدس تاريخيًا، والآن ومستقبلًا من مسؤولية الهاشميين، وهم أوصياء على كل ما يسمى ديانات في القدس، ومن هنا لا يجب أن يكون لإسرائيل وصاية على هذه المقدسات، وبالتاكيد الأردن سوف ينجح كونه يتابع كل شيء بهدوء وروية.

ولفت أن قضية القدس مرتبطة بجميع القضايا في المنطقة محييًا في ذات الوقت التنسيق الأردني التركي  في هذا المجال.

 

الملف الاقتصادي

 

لا شك أن زيارة جلالته إلى تركيا لن تخلو من التطرق إلى الملف الاقتصادي بين البلدين؛ وخاصة التبادل التجاري واتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.

محللون اقتصاديون أكدوا في تصريحات سابقة للأنباط أن تركيا من الدول الكبرى اقتصاديا، وهي أحد منافذ أنابيب الطاقة إلى أوروبا، ولها مكانة اقتصادية كبيرة، وأشاروا إلى ان على الحكومة الأردنية العمل على إعادة التوازن في الميزان التجاري من خلال فتح أسواق مع تركيا، لأن الصادرات الأردنية آخر 5 سنوات تضررت كثيرًا بسبب إغلاق الحدود مع سوريا والعراق.

ووصل حجم التبادل التجاري بين الأردن وتركيا إلى مليار دولار العام الماضي، إضافة إلى التعاون في مجالات السياحة والاستثمار والطاقة والثقافة.//