فشل قانوني في معالجة العنف ضد كبيرات السن

 

400 ألف مسن في الأردن و45% منهم لا يملكون تأمينا صحيا

مطالب بتعزيز حماية كبيرات السن من العنف والاهمال

عمان-الأنباط-فرح شلباية

كشف التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 في الأردن ان عدد كبار وكبيرات السن الأردنيين ،ممن تزيد أعمارهم عن الـ60 عاما  ،قرابة الـ 405101 شخص ، منهم 201172 امرأة وبنسبة 49.6%، فيما شكل كبار السن الأردنيون ما نسبته 6.1% من مجموع السكان الأردنيين.

وتشير الدراسات الى أن 42.5% من كبار السن يقطنون في مدينة عمان ، وأن 45% منهم لا يملكون أي نوع من أنواع التأمين الصحي ، وأن 65% منهم لا يغطي دخلهم المادي الاحتياجات اليومية ، والعديد منهم يتعرضون للعنف الجسدي واللفظي والنفسي خاصة من المقربين منهم.

وحول هذا الشأن، أصدرت منظمة (HelpAge International)  ورقة نقاشية حول العنف ضد كبيرات السن ، وذلك بالتزامن مع  اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، و الذي صادف 25 تشرين الثاني من كل عام.

وأكدت الورقة على  أن كبيرات السن يعانين وبشكل مستمر من أحد أشكال العنف والإيذاء والإهمال بسبب أعمارهن وكونهن نساء وبسبب بعض الخصائص الأخرى، مدعماً بالتمييز العمري وعلى أساس الجنس أو كنتيجة للتمييز الذي تعاني منه النساء في مختلف مراحل حياتهن.

وتقول المنظمة الدولية بأن العنف ضد كبيرات السن لا تتناوله معظم الدراسات والأبحاث، أو السياسات والبرامج لحمايتهن، كما أن الأطر القانونية الدولية والإقليمية والمحلية فشلت في معالجة العنف سوء المعاملة والاهمال الذي تتعرض له كبيرات السن على نحو كاف.

جمعية "تضامن"  في بيان لها ،تلقت "الأنباط" نسخة منه ، قالت بأن تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2013، تؤكد على أن حوالي 20.6% من كبيرات السن ،ممن يزيد أعمارهن عن 50 عاما، تعرضن لعنف الأزواج أو الشركاء الحميميين في مرحلة ما من مراحل حياتهن، وهذه النسبة هي الأقل على الأرجح للعنف الحقيقي الذي يتعرضن له وغير المبلغ عنه، فيما إذا تم مقارنتهن بالنساء من الفئة العمرية 15-49 عاماً.

وقالت الجمعية أن المشكلة تكمن  في عدم توافر أرقام وإحصائيات حول العنف ضد كبيرات السن، وفي تركيز معظم السياسات الاحصائية على مستوى الدول والمنظمات الأممية على حالات العنف ضد النساء في الفئة العمرية 15-49 عاماً.

وتوصي منظمة (HelpAge Internationa) صناع القرار الإعتراف بأن كبيرات السن يتعرضن للعنف وسوء المعاملة والإهمال، وإدراجهن بطريقة هادفة في أي دراسات أو أرقام أو إحصائيات تتعلق بالعنف ضد النساء والفتيات، وأن تتضمن المعلومات والسياسات والبرامج كافة أنواع العنف الذي تتعرض له كبيرات السن، وعدم حصر هذه المعلومات في العنف الجنسي أو الجسدي أو كليهما المرتكب من الأزواج أو الشركاء الحميميين.

ونوهت المنظمة على ضرورة اعتماد اتفاقية دولية لحقوق كبار السن تتضمن وبشكل واضح وصريح حماية كبار وكبيرات السن من مختلف أنواع العنف وسوء المعاملة والإهمال الذي يتعرضون له.

وتشدد "تضامن" على أن النساء كبيرات السن يتعرضن أكثر من الرجال إلى العنف والتهميش والاساءة نظراً للتمييز السائد ضد النساء ولقلة مواردهن المالية وضعف مكانتهن في الأسرة والمجتمع كما أن كبار السن رجالاً ونساءاً يستحقون التمتع بشيخوخة آمنة مستقرة من خلال تقديم المزيد من الخدمات الصحية والتقاعدية والإيوائية .

وأضافت أن  العديد من كبار السن في الأردن من مشكلات وانتهاكات متعددة وعلى رأسها العنف الأسري والفقر بما فيه التخلي عن الرعاية والايواء وعدم تمتع نصفهم بأي مظلة للتأمين الصحي ، مما يؤثر على صحتهم وحالتهم النفسية وعلى إمكانيات المساهمة في صياغة مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.

هذا وقد أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان تقريراً عام (2012) بعنوان "الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين: فرصة للإحتفال ومواجهة التحدي" ، حيث ذكر بأن عدد كبار السن في العالم يتزايد بوتيرة أسرع من أية فئة عمرية أخرى ، فخلال عشر سنوات سيتجاوز عدد كبار السن حاجز المليار نسمة وسيصل العدد الى ملياري نسمة بحلول عام 2050 ، علماً بأن عددهم في عام 2012 وصل الى 810 ملايين نسمة.//

 

شرح صورة

أرشيفية