رئيس وزراء سابق: تسونامي سياسي بعد الموازنة

 

لقاءات حذرة وتوصيات مدفونة بين النخبة ورئيس الديوان

 

رئيس وزراء سابق: تسونامي سياسي بعد الموازنة

 

غياب وزراء التنفيذ الداخلي يكشف الهوة في التفكير الرسمي

 

رئيس الديوان يلتقي الشخصيات السياسية ولا «يستمع» لهم

 

النخبة صامتة لانها لا تعلم ولا يؤخد برأيها

 

الأنباط : قصي أدهم

 

يأمل سياسيون اجتمعوا مؤخرا برئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة ووزيري التخطيط والخارجية ومندوبين عن جهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية،ان تتحول مفردات هذا اللقاء الى برامج عمل وادوات تنفيذ لمواجهة حالة الانسداد السياسي والاقتصادي في البلاد، بعد ان رفضت الحكومة الاستماع الى كل البدائل الممكنة لتجنب رفع العبء الاقتصادي على المواطن، من خلال التدرج في الأعباء بدل الضربة القاصمة التي اوضحتها موازنة العام ٢٠١٨ التي وصلت الى البرلمان ومن المتوقع ان يقوم وزير المالية بتقديم خطابها الى مجلس النواب في جلسة غد الأحد تمهيدا لاحالتها الى اللجنة المالية النيابية، تلك اللجنة التي تشهد جدلا على رئاستها بين النائب نصار القيسي والنائب احمد الصفدي الخاسر معركة رئاسة النائب الأول، والذي يطالب بتعويضه فيما يتخندق النائب القيسي خلف انسحابه من سباق الانتخابات اكراما لزملائه النواب فيما بات يعرف بالجاهة النيابية.

لقاء رئيس الديوان واركان الحكومة والأمن السيادي اكدوا انهم استمعوا الى عرض دقيق من وزير الخارجية ومن الأجهزة الأمنية، لكنهم لم يتفاعلوا كثيرا مع اطروحات وزير التخطيط، فالحلول والافاق مبنية على قراءات شبه رغائبية حسب أحد الحضور، فالرهان على الدور الأردني في اعمار سوريا والعراق رهان مبالغ فيه كذلك التدفقات الاستثمارية القادمة تحمل مبالغات أكثر.

المباغت في اجتماع الديوان غياب وزراء الداخل او الشأن الداخلي، مما يشير الى ان الاجراءات الحكومية تحظى بدعم مؤسسة الديوان الملكي، فغياب وزيري الداخلية والمالية يكشف بأن الحالة الداخلية شبه مؤجلة امام استحقاقات خارجية ضاغطة على العصب المحلي، وهذا ما تحذر منه شخصيات اردنية وازنة تصل ملاحظاتها حد الاستهجان على تغيب الداخل وعدم التواصل معه افقيا، بدل التواصل العمودي والذي بالعادة يكون خاليا من الدسم، فالقرارات متخذة والحضور يأخذ علما بها فقط، كما يشير احد الحضور الذي رفض الافصاح عن اسمه.

ازمة الداخل جرى المرور عليها من خلال رواية كلاسيكية لكاتب عمود يومي، حاول ان يتلمس بعض الخطوات من اللقاء الغامض التفاصيل، لكن محاولته كشفت عن ما اسماه نائب من العيار الثقيل بؤس الخطاب الرسمي وافتقار الادوات التنفيذية لابسط ادوات التواصل الاجتماعي والسياسي، فما عرضه رئيس الديوان مسنودا بالاجهزة الاستخبارية لا يكفي لترطيب جوف المواطن المحروق من البطالة والاسعار المرتفعة، كما انه اعاد التذكير بلقاءات سابقة ذهبت كل مخرجاتها ادراج الرياح، وهذا الأمر الذي رفع درجة الاحباط عند رجالات الدولة الذين يلجأون الى الصمت في اللحظات الحرجة لانهم لايمتلكون المعلومة من جهة، وان حديثهم مجرد اجترار سياسي لا ينعكس على قرارات الحكومة ولهذا يلوذون بالصمت وهذا ما اشار اليه بوضوح الكاتب السياسي عريب الرنتاوي الذي كشف جزءا من تجربته مع النخبة السياسية ان كان من خلال برنامجه الحواري الموءود على الشاشة الأردنية او من خلال نشاطات مركز القدس للدراسات الذي يرأسه الرنتاوي نفسه والذي يكشف صمت النخبة ودخولها في حالة سبات سياسي، والخشية من تصحر الحالة السياسية وعدم وجود طبقة سياسية جديدة تأخد دورها في تثقيف خطاب الدولة وترويجه بين المكونات الأردنية.

لقاءات الديوان التي يغيب عنها الرسميون التنفيذيون باتت مصدر احباط بدل ان تكون اداة مكاشفة وتوافق وطني وتكشف ان ثمة ما يطبخ على نار هادئة في عقل الملك سيجري كشفه قريبا وهو ما وصفه رئيس وزراء سابق بأنه تسونامي سياسي.