معرض الرياض للسفر ينطلق في العاصمة السعودية 27 مايو الحالي برؤيا لدعم التنمية والاستدامة بقطاع السياحة نشامى الأمن العام في جاهزية عالية لتأمين مباراة الحسين والفيصلي الأمير رعد يفتتح بطولة الأولمبياد الخاص رئيس اتحاد نقابات العمال يلتقي وفدا مصريا الاحتلال يرتكب 10 مجازر في غزة خلال الساعات الــ 24 الماضية الخارجية تتابع أوضاع الأطباء والممرضين الأردنيين العالقين في غزة إلقاء القبض على ثلاثة أشقّاء اعتدوا على شخص بالأدوات الحادة في منطقة أبو نصير الاقتصاد الرقمي 4 مراكز اساسية متخصصة في الألعاب والرياضات الالكترونية في الاردن الجمارك تحبط محاولة تهريب (800) الف حبة كبتاجون مخدر عبر مركز جمرك حدود جابر بين الناخب والمرشح ... الغذاء والدواء تضبط مكملات غذائية للتنحيف يروج لها إلكترونيًا أورنج الأردن وإنتاج تتوجان جهودهما في "ملهمة التغيير" بالإعلان عن الفائزات الجامعة الأردنية تنهي استعداداتها لإجراء انتخابات مجلس اتحاد الطلبة إطلاق "وقفيّة مؤسسة الحسين للسرطان" بالتعاون مع البنك الإسلامي الأردني الاحتلال يخطر بهدم منزلين غرب رام الله ايران.. مخبر رئيسا مؤقتا وباقري وزيرا للخارجية بورصة عمان تنهي تعاملاتها على ارتفاع الغذاء والدواء تضبط مكملات غذائية للتنحيف يروج لها إلكترونيًا وزير الخارجية يعزي بوفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق
كتّاب الأنباط

التكفيريون

{clean_title}
الأنباط -

التكفيريون

بلال العبويني

عبر التاريخ، كانت الصراعات الدينية والمذهبية أشد فتكا ودموية من غيرها، ذلك أن الجميع يقتل باسم الرب، بل إن القاتل يرى في ارتكاب جريمته تقربا من الرب وفوزا بالفردوس الأعلى، ما يجعله أعمى البصر والبصيرة في عدم التفريق بين المستهدف أكان طفلا أو شيخا أو امرأة أو مصليا متعبدا أو غير ذلك.

وفي التاريخ ثمة شواهد كثيرة على مثل تلك الصراعات، التي لم تنحصر بين أتباع ديانة وأخرى، أو بين طائفة وأخرى، بل ثمة شواهد كثيرة عن حوادث مشابهة حدثت بين أبناء الطائفة أو المذهب الواحد، سواء أكان على الاختلاف في الفكرة والتفسير والتأويل أو الاختلاف في طريقة العبادة والتقرب إلى الله.

بالتالي فإن العملية الإرهابية التي استهدفت مصلين في مسجد الروضة في سيناء ليست بدعة من التاريخ العربي والإسلامي الممتد إلى عهد ما بعد حقبة الخلفاء الراشدين.

وإن كان المجال ليس واسعا للحديث في التاريخ، غير أن الصراعات التي تكون نتيجتها على ما انتهت إليه عملية مسجد الروضة، من شأنها أن تعزز النظرة الغربية إلى الإسلام من أنه دين عنف وإرهاب وهو ما لا تنفع معه كل المحاولات الجادة لنشر صورة الإسلام على حقيقته على أنه دين محبة وسلام.

ذلك أن صوت الإرهابيين وصدى إجرامهم أكثر صخبا من صوت مقاومي "الإسلاموفوبيا"، ولعل جريمة مثل جريمة مسجد الروضة الإرهابية يعادل صداها عشرات الالاف من الندوات والمناظرات والمؤتمرات، عندما يكون الرأي الغربي قد استقر على أنه إن كان الإرهابيون يستهدفون أبناء ديانتهم وهم يصلون في المسجد، فكيف الحال إذن إن قرروا استهداف من يخالفهم في الطائفة والدين.

التكفيريون ينتشرون في كل مكان، وثمة منابر مرخصة يبثون فيها أفكارهم العدمية التي لا بد أن تتطور في يوم من حيز التنظير إلى حيز الفعل الإجرامي كما جرى في مسجد الروضة بسيناء، وهذه المنابر متعددة ومتنوعة تبدأ في بعض حلقات التدريس في المساجد إلى منابرها وصولا إلى المنصات الإعلامية المتخصصة في بث مثل تلك الأفكار الإلغائية.

وإن ترك مثل هؤلاء يبثون آراءهم بحرية، فإنهم سيظلون المغذي الذي يمدّ الإرهابيين بالأفكار الإجرامية، فيكفي عند إذن أن يقال عن فلان إنه كافر ليصبح بين عداد الموتى حتى وإن كان يصلي في بيت من بيوت الله.

ما حدث في مسجد الروضة في سيناء مصر، أن الإرهابيين استهدفوا المسجد، بحسب خبراء، لأن غالبية المصلين فيه يتبعون الطريقة الصوفية، التي قتل إرهابيو داعش التكفيريون قبل مدة شيخا من شيوخ الطريقة، الذي لم يشفع له عندهم عمره الذي اقترب من مائة عام.

وثمة من قال إن من بين المصلين كان عدد من أفراد الجيش المصري، وثمة من قال إن أهل المنطقة وقفوا إلى جانب الجيش في حربه ضد التكفيريين في سيناء ورفضوا في وقت سابق إيواء الإرهابيين.

أيا كان السبب، فإن الإرهابيين قد اطلقوا حكم الكفر على المصلين، ما يعني أن قتلهم فيه تقرب من الله. بالتالي، أي خطر يشكله مثل هؤلاء، وما هي الأداة الفعالة لاجتثاث هذا الفكر الهدام، وهل ثمة من هو أو هم قادرون على اجتثاثه فكريا، على وجه الخصوص، في ظل تاريخ يحفل بصراعات وحوادث وجرائم مشابهة.//