الاتحاد الاوروبي يعقد قمة تغيب الحرب في أوكرانيا عن جدول أعمالها
الاتحاد الاوروبي يعقد قمة تغيب الحرب في أوكرانيا عن جدول أعمالها
بروكسل – ا ف ب
يباشر الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة جولة جديدة من المحادثات في بروكسل بهدف توطيد علاقاته مع ست من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، وسط مخاوف حيال تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة.
لكن مع بقاء روسيا والنزاع المستمر في شرق أوكرانيا خارج جدول الأعمال الرسمي للاجتماع، من المرجح أن تكتفي قمة "الشراكة الشرقية" باستعراض الوضع بدون الخوض في إعلان نوايا جوهري.
وأفاد الاتحاد الأوروبي أن القمة المقررة الجمعة مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا ستركز على عشرين هدفا "قابلا للتحقيق"، وفق خطة عمل تهدف إلى مكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون وتحديث اقتصاديات الدول المعنية.
ولا ينطوي الإعلان المشترك الذي سيصدر عن القمة على أي ذكر للحرب الجارية في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
ويكتفي النص بالدعوة إلى "تجديد الجهود للتشجيع على تسوية سلمية للنزاعات في المنطقة"، في تباين كبير مع اللهجة الشديدة التي تبنتها قمة الشراكة الشرقية الأخيرة عام 2015 والتي انتقدت بصورة مباشرة وواضحة ضم روسيا منطقة القرم.
وشدد مسؤول أوروبي كبير على أن الكتلة ما زالت "ملتزمة بشدة" في جهودها لتسوية النزاعات في دول الكتلة السوفياتية السابقة، لكنه لفت إلى أن القمة ليست الإطار المناسب للقيام بذلك.
وقال "إن قمة للشراكة الشرقية ليس أداة لتسوية النزاعات، بل أداة لمناقشة كيفية تطوير شراكتنا وتثبيتها".
- البحث عن رسالة -
اندلع النزاع في أوكرانيا الذي أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل، بعد اجتياح روسيا للقرم ردا على الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي للكرملين بعد رفضه توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتدفع أوكرانيا في اتجاه الحصول على تعهد واضح من الدول الـ28 بأنه سيكون بمقدورها مستقبلا الانضمام، وقد حذر الرئيس بترو بوروشنكو بأن إغلاق الباب بوجه أوكرانيا سيعطي شرعية لادعاءات الكرملين بأن له "مصالح خاصة" في المنطقة.
وقال كوستاتنين يليسياييف أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني في مقالة صدرت الأسبوع الماضي في نشرة "إيه يو أوبزيرفر" الإلكترونية إن "ما تريده أوكرانيا في نهاية المطاف هو رسالة بسيطة: +حين تصبحون جاهزين، تدخلون+".
كذلك دعا رئيس الوزراء المولدافي بافيل فيليب إلى إبقاء "باب الاندماج الأوروبي" مفتوحا، في مقالة صدرت في نشرة "يورونيوز" الأسبوع الماضي.
لكن الاتحاد الأوروبي لا يبدي الكثير من الحماسة للتوسع شرقا، ولا سيما بعدما رفض الناخبون الهولنديون أول محاولة لعقد اتفاق شراكة مع أوكرانيا في استفتاء جرى في نيسان/أبريل 2016.
وقالت المحللة في مركز السياسة الأوروبية أماندا بول لفرانس برس إنه "كل سنتين تطلب اوكرانيا هذا النوع من الخطاب حين يتضح أنها لن تحصل عليه، فالاتحاد الأوروبي لا يبحث عن أعضاء جدد".
كما أن الأزمة الأوكرانية وفضيحة الفساد بمليار دولار في مولدافيا خففتا من الاندفاع الذي أبداه الاتحاد في أوائل الشراكة الشرقية.
وقالت أماندا بول "في ذلك الحين، كان الاتحاد الاوروبي متلهفا لتحقيق نجاح وكلنا نعرف ما جرى" مع أوكرانيا.
"ثم جرى المجهود لتحقيق نجاح مع مولدافيا، واندلعت فضيحة فساد هائلة، وانتهى الأمر بالاتحاد الأوروبي في مأزق".
ولا تتخطى مسودة الإعلان لقمة الجمعة الإقرار بـ"تطلعات أوروبية وخيار أوروبي" لأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا، وجميعها وقعت اتفاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي رغم معارضة شديدة من روسيا التي تعتبر هذه البلدان ضمن دائرة نفوذها.
وقال مصدر في الاتحاد لفرانس برس إن حمل دول الاتحاد الـ28 على الاتفاق حتى على هذه الصيغة المعتدلة اللهجة كان أمرا في غاية الصعوبة"، مشيرا إلى وجود خلافات كبيرة داخل التكتل حول مدى التشجيع الواجب إبداؤه للدول الشرقية.
- بريكست وأزمة حكومية ألمانية في الأفق -
وتعقد القمة في ظل مسألتين ملحتين هما بريكست والأزمة السياسية في المانيا حيث فشلت جهود المستشارة أنغيلا ميركل لتشكيل ائتلاف حكومي في نهاية الأسبوع الماضي.
وسيغيب عن القمة بعض كبار المسؤولين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي يمتنع عن الحضور في أول مرة يتلقى فيها دعوة بعد رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليه.
وبيلاروسيا هي حليف مقرب لروسيا ويرى بعض المراقبين في رفض لوكاشنكو الدعوة رسالة موجهة إلى الكرملين تأكيدا على ولائه.
من جهته، يشدد الاتحاد الأوروبي على أن الشراكة الشرقية "غير موجهة ضد أي بلد" وأن الانخراط فيها لا يحتم على الأطراف الاختيار ما بين بروكسل وموسكو.
ومن المقرر أن توقع أرمينيا اتفاق شراكة معززة مع الاتحاد الأوروبي على هامش قمة الجمعة وحرص مسؤول أوروبي على التوضيح أن الكتلة بذلت الكثير من الجهود للتثبت من أن هذا الاتفاق لا يتعارض مع عضوية هذا البلد في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المدعوم من موسكو.
شرح الصورة
قوات عسكرية تقطع الطريق إلى مبان حكومية في مدينة لوغانسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في شرق أوكرانيا